جريدة الزمان

تقارير

اللواء معتز الشرقاوي: العدو الصهيوني رفع العلم المصري وأدَّى التحية

اللواء معتز الشرقاوي
منى عيسوي -

مغامرات وأسرار يكشفها "شبح" الصاعقة معتز الشرقاوى لــ"الزمان":

العدو الإسرائيلى فى بور فؤاد استسلم وأُجبر على رفع علم مصر وتأدية التحية له

إصابت الجنود الإسرائيليين بالتبول اللا إيرادى

لُقبت بالشبح لأن العدو لم يستطع رؤيتى خلال تنفيذ العمليات

"ستك بتخاف من الجوافة".. كلمة السر لعملية لسان بور توفيق

ضباط الاحتلال دفنوا معدومى الهوية بسبب دهائى

 

كان بالنسبة للإسرائيليين "شبح" مرعب، وبالنسبة لأفراد مجموعته من الصاعقة مَثل أعلى، فكان يتحدى الموت يسير وسط أعداءه فى وضح النهار، أسر جنودا وضباطا، حطم ملاجئ للعدو فى سيناء.

اللواء معتز الشرقاوى، بطل الصاعقة فى حرب أكتوبر، تعددت انتصاراته وكان تنفيذ العمليات التى يُكلف بها بمثابة مغامرة مسلية، فكان يتسابق مع زملائه لتنفيذها، واستطاع بدهائه أن يقتل جنرالا إسرائيليا وقائد المنطقة الجنوبية فى سيناء فى 1973.

"الزمان"، حاورت اللواء الشرقاوى، الذى روى من خزائن ذكرياته العديد عن حرب أكتوبر العديد من القصص والأسرار الشيقة والمثيرة.

 

كيف حافظت على منطقة بؤر فؤاد من الاحتلال الإسرائيلى بعد حرب 1967؟

فى حرب 1967 كانت نكسة وكانت أول جولة خسرناها نتيجة ظروف لم يُختبر فيها الجيش ولذلك خسرناها، ولكن فى نفس الشهر بنفس الكتيبة قمنا بعملية "رأس العش"، وهى إحدى نقاط مراقبة قناة السويس وهى قرية صغيرة، كانت تقع قبل مدينة بور سعيد وبور فؤاد بـ 14 كيلو، حيث إن العدو احتل مدينة بورسعيد بأكملها، ثم بدأ يتحرك بـ 8 دبابات و 11 عربة نصف جنزير بها قوات مشاة، وكان يتجه إلى مدينة بور فؤاد لاحتلالها، وتعتبر هذه المدينة داخل أرض سيناء، وفى حالة احتلال العدو لها فى ذلك الوقت كان استطاع السيطرة على سيناء بالكامل ويحق له رسميا أن يقتسم قناة السويس مع مصر.

بعد أن جاءت لنا تعليمات من الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، أن لا تقع بور فؤاد فى يد اليهود، قررنا أنه لو أخذت منا مدينة بور فؤاد فسنكون أمواتا قبل أن يحدث ذلك، وبدأنا فى التحرك وكان الطريق الذى نتحرك عليه شرق القناة بجوار سيناء تقريبا من 30 إلى 50 مترا لا يسمح لأحد المرور به لصعوبة التحرك، بسبب عمقها.

فقمنا بالتحرك على شكل فصائل كل فصيلة تحتوى على 25 فردا، وكنا نحمل أسلحة خفيفة لأن الصعقة لا تحمل المعدات الثقيلة، فكان الأمر سهل علينا، وتقدمنا فرأينا سيارات العدو أمامنا تتحرك لاحتلال بور فؤاد، فاصطدموا بنا واستطعنا هزيمتهم، وبمعاونة كتيبة صعقة أخرى تم القضاء عليهم، واستمر هذا الوضع كما هو عليه حتى حرب أكتوبر وهذا حدث فى نفس شهر النكسة رغم قلة العدد.

 

كيف انتصرت فى حرب الاستنزاف؟

بعد أن دمرنا العدو فى عملية رأس العش، بدأت حرب الاستنزاف بداية من حرب الصاعقة التى كانت تعبر يوميا قناة السويس، بالتعاون مع جميع أجهزة الجيش، واستخدمنا جميع الأجهزة لضرب العدو، فكان الأمر يسير بشكل سهل، واكتشفنا أن العدو الذى لا يقهر سهل القضاء عليه، وتكبد العدو خسائر فى الأرواح كبيرة، وخسائر فى المعدات.

 

كيف استعد الجيش المصرى لحرب أكتوبر؟

بعد حرب الاستنزاف علم الجيش أن الانتصار على العدو ليس بالصعوبة التى كنا نتخيلها، وليس أسطورة كما كانوا يقولون فى إسرائيل، وهذا بمساعدة التدريبات والاستعانة بمجندين بمؤهلات متوسطة وعليا، والاستفادة من الدروس السابقة، مع شحن الشعب المصرى ورفع الوعى لديه بخصوص الحرب وبمساعدة الإعلام.

وكان فى هذا الوقت مذيعة تدعى "درية شرف الدين"، تتحدث دائما عن الجيش وتساعد فى نشر الوعى الجيد للمواطنين، وكان كل أسبوع يتم عرض فيلم يتحدث عن الحروب واستمر هذا لمدة 6 سنوات، فأصبح الشعب مشبعا بالوعى عن الحروب، مع التكاتف بين الشعب والجيش، وبهذا الشكل أصبح الجيش جاهزا لحرب أكتوبر العظيمة.

 

وما طبيعة مهامك فى حرب أكتوبر؟

عام 1969 شكلت فريقا خاصا بى فى الصاعقة، وهذا الفريق جمعته بشكل مميز ومختلف، حيث كان يحتوى على رجال يطلق عليهم أصحاب "القلب الميت"، وهم أنسب الأشخاص للعمل فى الصاعقة، لمحاربة اليهود، فقمنا بعمل غارة على نقطة قوية فى شهر 7 عام 1969، فى منطقة لسان بور توفيق أمام قناة السويس، وكان عددنا 140 شخصا، ذهبنا للمواجهة فى وضح النهار واستطعنا أن ننسف 6 دبابات ومجموعة رشاشات وقضينا على ملجأ يحتوى على 56 فردا، ثم عدنا إلى موقعنا وعددنا 141، حيث أسرنا أحد الأعداء، وعدت به وهو على كتفى، وكان حكمدار دبابة إسرائيلى رتبته "عريف".

وعندما قامت حرب 1973، النقط القوية فى لسان بور توفيق كانت كما هى ولكن حدث لها تطوير كبير فى التجهيز الهندسى من قبل العدو، وأصبح لديهم ملاجئ تقيهم من ضربة ذرية تكتيكية، وكانت تحتوى هذه الملاجئ على كافة التجهيزات اللازمة، وكانت تحتوى على 150 فردا من المظلات على أعلى مستوى من التدريب القتالى، ورغم ذلك حاربناهم لمدة 6 أيام إلى أن استسلموا، وأسرنا منهم 37 فردا بينهم 7 ضباط، وتم استسلامهم بشكل مميز وهو أنهم أنزلوا العلم الإسرائيلى ورفعوا العلم المصرى و أدوا التحية له، وكان ذلك فى 13 أكتوبر 1973.

 

ما قصة كلمة السر "ستك بتخاف من الجوافة"؟

عملية لسان بور توفيق التى تمت فى شهر 7 عام 1969، وكان قائد السرية النقيب الراحل سيد إسماعيل وهو كان "مَعلم" من منطقة "المدبح" بالسيدة زينب، واتفق معنا على أن تكون كلمة السر "ستك بتخاف من الجوافة"، جميعنا ضحكنا واستغربنا.

ومن القصص الطريفة المتعلقة بهذه المناسبة، الجندى الذى كان يحمل جهاز اللاسلكى ويدعى خيرى محمد على ذات مرة سمعته وهو يتعصب على أحد الجنود فى الطرف الآخر وكان يقول "يابنى متهرجش"، فسألته عن السبب قال: إن الجندى الذى يحمل جهاز اللاسلكى لقائد السرية، يمزح ويردد بشكل مستمر "ستك بتخاف من الجوافة، هو يعرف منين ستى علشان يقول كده"، فهنا قلت له: "فهمت دى كلمة الانسحاب"، للعودة إلى القناة مرة أخرى.

 

هل كانت التكليفات العسكرية أمر صعب أم مغامرات محببة لقوات الصاعقة؟

فى الصاعقة لنا مبدأ هو أنه لا يجوز أن نكلف بشيء ونفشل فيه، فنحن نملك الإيمان بجوار التدريب الجيد ونعلم أن العمر واحد والرب واحد، فإذا لم نقتل فى الحرب فسوف نموت فى أية مكان آخر، ونحن نملك هذا المبدأ وكانت كلمة "الله أكبر" ترفع الحماس والروح المعنوية بالإضافة إلى أننا علمنا من حرب الاستنزاف حقيقة العدو الذى قالوا عنه إنه لا يقهر، وكانت العمليات التى كنا نقوم بها أمر سهل ونتسابق من أجل تنفيذها، مثل: شخص يقوم بلعبة فردية وبمجرد الانتصار فيها يكون الشخص سعيدا وفخورا بنفسه.

 

ما كلمة السر للعمليات فى حرب أكتوبر؟

كلمة السر للجيش المصرى أذاعها الفريق رحمه الله سعد الشاذلى، فى الميكروفونات على طول الجبهة وهى "الله أكبر"، وكانت هذه الكلمات انطلاقة للقضاء على العدو، فبعد أن قيلت لم نستطع أن نفعل إلا إطلاق الرصاص للقضاء على الأعداء، فكنا فى هذه اللحظة لا نفكر فى شيء إلا القضاء على العدو ولا يهمنا الموت، فكانت هذه الكلمات بمثابة كهرباء سرت فى جسدنا.

 

لماذا لقبت بالشبح المصرى؟

هذا اللقب حصلت عليه من العدو، بعد أن بدأت محاكمة الجنرالات الإسرائيليين، بتهمة الإهمال بعد هزيمتهم، كانوا يقولون إن خلال العمليات كان يظهر ضابط مصرى بشكل مفاجئ ينفذ عمليات ضدهم ثم يختفى بشكل سريع ولا يستطيع أن يراه أحد، فاعتقد الضباط الإسرائيليون أن هناك شبحا، وبعد أن استعلمت اكتشفت أنهم كانوا يقصدونى أنا، حيث إنهم كانوا يعتقدون أنى مجرد شبح.

 

ما حصيلة إنجازاتك على العدو؟

لا أحد يعلم تحديدا عدد الذين قتلهم من الأعداء، إننا لا نعلم من منا أطلق الرصاصة التى قضت على العدو الذى أمامنا، فكنا جميعاً شركاء فى القضاء على العدو، وبعد حرب أكتوبر كانت تتم عملية تبادل "الجثث"، المصرية بالإسرائيلية، وكان كل جندى سواء فى الجيش المصرى أو الإسرائيلى لديه حزام "أيش" يحمل الاسم ومعلومات عنه، وهذا بهدف التعرف عليه بعد وفاته فى الحرب، وكان معروف فى إسرائيل أنه فى حالة عدم رجوع الجثة لأهلها يقام الحزن والحداد مدى الحياة، فقمت بجمع الأحزمة التى تحتوى على معلومات صاحب الجثة وألقيت بها فى القناة انتقاما منهم، فأرسلو لاستدعائى وأبلغونى أنه يجب أن أذهب إلى الضابط الإسرائيلى لاستلام وتسليم الجثث.

فذهبت لمقابلته وأدينا التحية العسكرية وعندما مد يده ليسلم على رفضت لأننى لم أستطع، ثم أخبرنى الضابط أن الجثث الإسرائيلية ليس بها المعلومات المتعلقة بكل جثة، فكيف نتأكد أنها جثث عساكرنا، فقلت له: "لو مش عايزينها خلاص سيبوها هى دى الموجودة عندنا"، ثم أديت التحية وذهبت، وبهذا الشكل استطعت أن أجعل جميع أهالى هذه الجثث أن يعيشون فى حداد حتى يومنا هذا .

 

سمعنا أنك كنت مطلوبًا حيًا أو ميتًا لدى العدو الإسرائيلى؟

أى فرد من أفراد الجيش المصرى الفدائى مصدر إزعاج لليهود ومطلوب حيا أو ميتا، وكان كرههم الشديد لى بسبب قصة الشبح التى تطرقنا إليها.

 

ما أصعب عملية نفذتها؟

شاركت فى 9 عمليات اشتباك بالعدو فى حرب الاستنزاف، أشهرهم لسان بور توفيق التى حصلت فيها على أول أسير وقابلت فيها الرئيس الراحل جمال عبدالناصر.

وثانى عملية قمت بها كانت فى  شهر 12 عام 1969، وقالوا لى أنى سوف أذهب للجبهة الإسرائيلية، لاقتناص قائد إسرائيلى كبير ذهب للجبهة، وبالفعل ذهبت برفقة مجموعتى فى عمق 9 كيلو داخل المواقع الإسرائيلية، وكنت انتظر على الطريق مع 9 من رجالى مختبئين بالحشائش، وظللنا راقدين فى الأرض من 12 مساء إلى 12 ظهرا ثانى يوم، وفى هذا الوقت مر الجنرال يشايهو جافيتش قائد جبهة سيناء، وهى نفس رتبة عبد المنعم رياض، وخلال مروره على الطريق قمت بتفجير سيارته ومات هو والسائق و2 حارس كانا برفقته، ثم ذهبت إلى العربة للتأكد أنه مات وحصلت على علامات الرتب الخاصة به، وحصلت على شنطة الوثائق الخاصة به، ثم عدنا مسرعين وسط المواقع الإسرائيلية فى عز الظهر، قبل أن يستوعبوا ما حدث ويقطعوا علينا الطريق، وكان هذا فى 15 ديسمبر عام 1969.

كان الطقس فى هذا الوقت مثلجا ورغم ذلك استطعنا التحمل رغم انتظارنا 12 ساعة راقدين على الأرض، لا نتحرك حتى لا يرانا أحد.

 

أغرب المواقف التى قابلتها؟

شر البالية ما يضحك، كنا فى إحدى العمليات وكان هناك ساتر ترابى، وعندما اقتربت منى دبابة اختبأت فى الأرض، وعدت الدبابة من أمامى 6 خطوات، ثم تدورت الدبابة وأصبحت فوهة المدفع فى وجهى أثناء اختبائى، فكنت فى هذه اللحظة أشعر بتهكم شديد وبشكل ساخر، بسبب الصدمة وقلت فى داخلى: "انت هتضربنى بالمدفع فى وشى يعنى عايز تبخرنى، طب أضربنى برشاش أرحم"، وما هى إلا ثوانٍ ثم ارتفعت فوهة المدفع عن وجهى وهنا تنفست الصعداء، لم استطع السيطرة على "ركبى"، من هذه اللحظة المرعبة، فأنا إنسان طبيعى يشعر بالخوف.

 

كيف ترى مصر فى عهد الرئيس السيسى؟

الله يكون فى عونه، ليس على الإنجازات التى يقوم بها ولكن على الشعب الذى يكسر المجاديف، هناك حالة من اللا وعى لدى الشعب، حيث إننا شعب لا يعجبه شيء، ولا ننظر إلى الأمور الجيدة، الناس لا تعى أننا نواجه حربا، فالحرب ليست قنابل ورصاصا فقط، فنحن نخوض حرب الجيل الرابع وحروب النفسية، وجرائد صفراء وقنوات تليفزيونية مسممة.

الرئيس يحتاج الشعب بجواره ليدعمه، والحمد لله الوعى والانتماء والوطنية تزداد حاليا، والفضل للإعلام والصحافة، فالعديد من الإعلاميين والقنوات كشفت التزييف للمظاهرات التى عرضتها بعض القنوات التى تسعى للوقيعة بين الشعب ومؤسسات الدولة.

 

ما قصة الـ 10 جنيهات رهان عام 1965؟

أنا على علاقة جيدة بالمشير طنطاوى، فهو راهن على أننى سوف أكون الأول على قوات الصاعقة، والرهان كان 10 جنيهات، وهذا المبلغ عام 1965 كان كبيرا، وبالفعل كنت الأول على قوات الصاعقة وحصلت على الـ10 جنيهات وما زلت احتفظ بها حتى اليوم.

 

ما رأيك فيما وصلت إليه القوات المسلحة من إنجازات؟

طريق مصر إسكندرية الصحراوى ظلت 4 شركات لمدة 6 سنوات ولم ينتهوا من تنفيذه، ثم تولت القوات المسلحة إدارة هذه الـ 4 شركات، وبمستوى إدارة القوات المسلحة العالى فى خلال 4 شهور تحول الطريق مثل طرق أوروبا، ولكن بعض ممن كان لهم مصالح من أسفل الترابيزة، قالوا إن الجيش حصل على المشاريع واحتكر البلد، ولكن الجيش لا يقيم مشاريع فهو يقوم بالإشراف عليها فقط، لتنفيذ القانون العسكرى على المتقاعس فى عمله من أجل الإسراع فى تنفيذها، فالقوات المسلحة تمتلك نظم إدارة ليست موجودة لدى هذه الشركات، فضلا عن الانضباط.

 

ماذا تقول لأصحاب الدعوات التحريضية التى تحاول الوقيعة بين الجيش والشعب؟

المشير طنطاوى،كان يرد  بمنتهى الحكمة قائلا عندما يتعرض شخص ما للمهاجمة فهذا يعنى أنه شخص جيد، كما أن هناك مقولة توضح تقول، من أجل تقليل قيمة الدولة يجب التحقير من كبارها، والتقليل من قيمة المعلم ومن قيمة الأم، فهذه الرموز بمجرد التحقير بها تنهار الأمة.

فطبيعى عندما ننظر إلى الخريطة العربية نجد أن الجزائر بدون جيش والوطن تحطم، وليبيا أصبحت خرابا، وتونس لديها فتنة طائفية وأصبحوا يلعبون فى أسس الدين، ولبنان ضائعة، وسوريا تقريبا انتهت، أما بالنسبة للعراق أصبحت منقسمة، وفلسطين دمرتها حماس، واليمن والسودان أصبحا منقسمين، والمتبقى الآن هى مصر، وبإذن الله سوف يحفظها ويحميها كما ذكرها فى القرآن.

فى عام حكم به الإخوان مصر كانت مصر ستضيع ولكن فضل الله كبير، واستطاع الجيش المصرى الذى هو فى الحقيقة عبارة عن الشعب المصرى، رد البلد لأصحابها.

 

ما قصة الشاويش شكرى؟

الشاويش شكرى حبيب مجلع كان قبطيا من أسيوط، رحمة الله عليه، كان شاويش الفصيلة، وكنا فى الصاعقة قبل كل عملية نقوم بالصلاة جماعة، وفى أحد المرات اكتشفت أن شكرى يقف خلفى ويصلى معى ويقرأ القرآن، وبعد أن انتهيت من الصلاة قلت له ماذا تفعل يا شكرى، رد قائلا: "يافندم كمل كمل متقلقش".

فكانت علاقتنا مترابطة ومنصهرة لا يوجد اختلاف بيننا، ولا يوجد فرق بين مسلم أو مسيحى، فكلنا لا يوجد فى عقلنا شيء إلا رد الصاع صاعين لليهود، ولا يوجد تفرقة أو إخوان أو داعش كما يوجد الآن.

بعد حرب 1973 استمرت الحرب حتى استسلم العدو ولكن قبل أن يستسلم، كان هناك نقطة بين أقصى اتجاه الشمال وأقصى الجنوب، وكانت هذه النقطة تحتوى على 6 دبابات للعدو وبعد التفكير قال الشاويش شكرى، : "يا فندم أنا هاخد رشاش وخزن كتير وهطلع فى أقصى الشمال لإطلاق النيران عليهم لإلهائهم لتستطيعوا المرور"، وبالفعل تمكنا من مرور القنال وعندما ذهبت للبحث عن شكرى لأحتضنه وأقبله لأنه السبب فى نجاحنا وجدته قد تلقى رصاصة فى رأسه.

 

قيل إنك السبب الرئيسى فى إصابة بعض الجنود الإسرائيليين بالتبول اللا إيرادى.. كيف؟

ذكروا فى كتاب يدعى "أرض الميعاد"، فى إسرائيل أن هناك شبحا مصريا وكانوا يقصدوننى، أصاب بعض جنودهم بالتبول اللا إيرادى، من الخوف الشديد، وهذا الرعب الذى كان يدب فى قلوبهم لست الوحيد المسئول عنه، فكان جميع رجال الصعقة المتميزين سندا للآخر.