جريدة الزمان

تقارير

اللواء ناجي شهود: أبطالنا دائمًا للإرهاب بالمرصاد

اللواء ناجي شهود
هبة يحيى -

ناجى شهود: أرض سيناء عادت بسواعد الدولة الشاملة

قواتنا المسلحة والشرطة وقفا للإرهاب بالمرصاد

لا داعى للالتفات إلى القنوات الفضائية المحرضة ضد مصر.. وإنجازات الدولة خير رد على محمد على

حرب أكتوبر حولت الجندى المصرى إلى قنبلة موقوتة

 

"بسم الله, الله أكبر بسم الله بسم الله".. عبرت قواتنا القناة.. تلك الكلمة التى حينما نسمعها تأتى على أذهاننا أفضل نصر فى تاريخ المصريين، الذين فاجأوا العالم حينها وأكدوا أن الجندى المصرى لا يقهره شىء، وكان من ضمن هؤلاء الأبطال رجل كان على أتم استعداد لتقديم الغالى والنفيس من أجل أن يسترد أرضه، اللواء ناجى شهود مدير المخابرات الحربية الأسبق، والخبير العسكرى، والمستشار بأكاديمية ناصر العسكرية.

وكان شهود طالبًا بكلية الهندسة فى جامعة الأزهر ثم تركها من أجل الالتحاق بالكلية الحربية بعد النكسة بـ10 أيام، رغم محاولات والده بإثناءه عن قراره إلا أنه أبى أن يتوانى عن الجهاد لاسترداد وطنه.

وتخرجت أول دفعة على يديه فى يوليو عام 73 وكان حينها نقيبا فى القوات المسلحة فى فرقة المخابرات والاستطلاع.

وفى الحوار التالى لـ"الزمان"، يفتح خزائن أسراره ويطلعنا على خبايا حرب أكتوبر المجيد.

 

حدثنا عن محاولات إسرائيل البائسة لاحتلال سيناء؟

أبرز محاولة كانت فى 31 أكتوبر 68 فى مؤتمر الحسنة الذى جمع "موشى ديان" رئيس الدفاع الإسرائيلى، فيه جميع مشايخ القبائل والذين بلغوا حينها 120 شيخًا, وأغدق عليهم من هداياه ليعلنوا فيه استقلال سيناء عن مصر وإنهاء تبعيتها لها، وسألهم أمام الوسائل الإعلامية الدولية وهيئة الصليب الأحمر، ليرد عليه الشيخ سالم الهرش قائلا: "أترضون ما أقول- جميعهم قالوا نعم- فقال إن سيناء مصرية وهى قطعة من أرض مصر ولا نرضى بديلا عن مصر وما أنتم إلا احتلال, ونرفض التدويل وأمر سيناء فى يد مصر، سيناء مصرية مائة فى المائة ولا نملك فيها شبرا واحدا يمكننا التفريط فيه"، وانفض المؤتمر وكانت هناك محاولة أخرى فى 76, فكانت هناك فتيات يهوديات تزوجن من أبناء القبائل السيناوية وحملن منهم بسرعة غير عادية, على الرغم من أن الفتاة اليهودية جدباء لأن قدرتها على الحمل ضعيفة, مما لفت نظرنا أنهم يخططون لتحويل سيناء بعد 50 عاما إلى أرض يهودية, بواسطة إنجاب الأبناء ثم تحويل ديانتهم لديانة أمهاتهم لكنها فشلت أيضا.

 

ماذاعن البداية الفعلية لحرب أكتوبر؟

حرب أكتوبر لم تكن وليدة 72 أو 73 ولكن بدأت 67 وذلك حينما قال الرئيس الراحل جمال عبد الناصر- رحمه الله-: "ما أخذ بالقوة لا يمكن أن يسترد بغير القوة"، فالأمر كان واضحًا, فحينما تسمعين هذه المقولة بصوته تجدى أن الإعداد للحرب كان منذ هذه اللحظة جيل أكتوبر، وكان هذا الجيل ليس قوات مسلحة فقط ولكن كان عمال وفلاحين ومزارعين وكتاب وإعلاميين وفنانين وشباب وشيوخ، فمثلا أم كلثوم وعبد الحليم كانا يقيمان حفلات بالدول الأوروبية للجاليات المصرية ويتكفل كلا منهما بمصروفات الفرقة كاملة من إعاشة وإقامة ويجمع كلا منهما حوالى 95 ألف دولار ويودعهم فى المجهود الحربى, إذا جيل أكتوبر تم إعداده من شعب كامل فمصر كانت ترفض الحل السياسى لأن القيادة السياسية والدبلوماسيين حينها أدركوا, فى حين أن البعض إما كانوا مغرضين أو جاهلين بالأمور, كانوا يودون الحل السلمى، واقتدوا بسورة الأنفال بقوله تعالى: "وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله"، ولكن الحل السلمى فى ذاك الوقت يضيع سيناء من أيدى المصريين، لذا كان العمل العسكرى هو الأمثل لتلك المناسبة.

 

ما أبرز المواقف المحفورة فى ذاكرتك من حرب أكتوبر المجيدة؟

كنا فى مهمة استطلاع مع أصدقائى, على غريب النمس، والسيد رمضان، والسيد أبو اليزيد، وفجأة وأحدنا يتناول غداؤه سمعنا صوت غراب يحلق بجوارنا وبدأ أعداد الغربان تتزايد على الرغم أنه لا يوجد أحد غيرنا ولا أثر لجيفة حينها, الله عز وجل ألهمنى أنه ربما جاء على رائحة السردين التى معنا, فى سرعة البرق قمنا بدفن الطعام قبل أن يكشفنا العدو.

 

هل كان لعامة الشعب دور فى انتصارنا بأكتوبر؟

الشعب المصرى تحمل أسوأ الظروف أثناء الحرب, شد الحزام على بطنه وعاش بكوبون الجاز والأرز واللحمة، فتح أبواب بيوته للمهجرين من خط القناة وإسماعيلية وبورسعيد والقنطرة وفايد، كان داعما لنا فى كل آن وحين، وهناك موقف لن أنساه حيث كان لدينا أوامر بأنه إذا عطلت الطائرة مننا نهبط على أى طريق, وعندما حدث ذلك وجدنا الفلاحين يخرجون من أراضيهم يطالبون بعدم نزلونا من الطائرة, ثم يربطوا الطائرة ويجروها إلى خارج الطريق كى لا يتعطل سير السيارات, ثم ننزل نحن الجنود من الطائرة وسط طمئنة من الفلاحين وهم يقولون لنا بكل تلقائية وطيبة قلب: "اجلسوا لا تقلقوا سنجلب أخينا عبد الرحمن ميكانيكى ديزل ويفهم فى كل شيء وسيصلحها لكم"، ونزعوا عباءتهم وشقوا شوال القطن وألقوا به فى الأرض, وقطعوا بعض الزرع وأتوا بالحصير والبطاطين التى تحميهم من البرد القارس ليخفوا الطائرة، لأنه يعلم قيمة الطائرة وأنها من الممكن أن تضرب وهى ثابتة على الأرض ويذهب حقها هدر, فكان الفلاح المصرى ماهرا فى الإخفاء والتمويه، ولديه حس وطنى غير عادى وكان ولا زال يسعى دائما للدفاع عن وطنه بأى شىء.

 

لم تمد أى دولة مصر بالسلاح.. فكيف حولتم النصر إلى هزيمة؟

لم يعطنا أحد السلاح الذى كنا نريده فلم يتبقى لنا غير شىء واحد فقط نراهن عليه ألا وهو الجندى المصرى، وحينما راجعنا أخطاءنا ووجدنا كيف قيّمت إسرائيل الجيش المصرى، فقالوا إن المصريين يخططون على الورق جيدا وعند التنفيذ لا يستطيعون فعل شىء, وأن الأوامر لا تصل إليهم من القيادة العليا والمعلومات لا تصل للمرؤسين للقيادة وعندهم ضعف فى قوات المشاة البرية، فلما سمعنا بذلك فاض بنا الكيل وعزمنا على شن الحرب وطردنا قبلها الخبراء السوفيتين من جيشنا فى شهر يوليو عام 1972 كانوا أكثر من 7600 خبير كل منهم مقيم فى مصر ومعه أسرته يأكل من خير مصر دون وجه استفادة منهم, والدنيا كلها أجمعت على عجزنا, لا يوجد خبراء واقتصاد منهار لا أحد يمدنا بالسلاح أو القروض أو المؤن, ولكننا أبهرنا العالم وتفاجأ الجميع بما فعلناه فى الحرب, ولم يكن أحد يعلم بموعد الحرب حتى نحن الجنود علمنا موعدها الساعة العاشرة صباحا يوم 6 أكتوبر  ودمرنا أسطورة بارليف بأبسط ما خلقه الله المياه، عبرنا بكبارى متقدمة حينها بعضها يرجع إلى أيام الحرب العالمية الثانية, كان موجودا فى المخازن من سنين طويلة, لم تواجههنا أى مشكلة إلا وقمنا بحلها حتى الجيش الثالث الذى كنت أحارب فيه عندما حاصرونا الإسرائليين شرق وغرب القناة لم تتزعزع عزيمتنا وثبتنا على مواقفنا لمدة أربعة أشهر.

 

بعض الناس تدعى أن معاهدة كامب ديفيد تصب فى صالح إسرائيل.. ما ردك؟

بالطبع لا.. فهى تصب فى صالحنا نحن، فالمصريون حينما أبرموا معاهدة كامب ديفيد كانوا مدركين أن إسرائيل لن تسلمنا أرضنا بسهولة ولن تحل المشاكل بيننا بسهولة, وذلك يذكرنا بقصة سيدنا موسى مع بنى إسرائيل حينما أراد أن يذبحوا بقرة فأصبحوا يماطلون معه عليه السلام، لذا جعلنا إسرائيل تمضى على الذهاب إلى التحكيم الدولى إذا حدث بيننا أى شىء, فى حين أنه لا يمكن لأى دولة أن تذهب معى للتحكيم إلا إذا كان هناك بيننا اتفاقية على ذلك وذلك أفادنا كثيرا حينما حدثت مشكلة طابا وذهبنا للتحكيم وحكم لصالح مصر، والدليل أن "كامب ديفيد"، كانت لصالحنا حينما قال مناحم بيجين أن أنور السادات خدعهم جعلهم يمضون على ورقة وأخذ كل ما أراده .

 

حدثنا عن أهمية مركز الدراسات الاستراتيجية التابع لأكاديمية ناصر العسكرية؟

المركز هو أحد أضلاع المثلث التى تتكون منها أكاديمية ناصر العليا, حيث تتشكل من كلية الحرب ودراساتها العسكرية البحتة وكلية الدفاع, وتجمع دراستها بين الدراسات الاستراتيجية والعسكرية، ثم الضلع الثالث وهو مركز الدراسات الاستراتيجية الذى يختص بالدراسة والبحث والتمحيص فى القضايا التى تخص الأمن القومى المصرى والرؤى المستقبلية، التى قد تؤثر على الأمن القومى، وتحليل المواقف التى تحدث فى المجال الإقليمى والدولى، ويعمل فيه مجموعه من الضباط معظمهم من الملتحقين بالمعاش, لهم خبرة فى مجالات متخصصة ومختلفة ليس فى مجال أو حقل جميع التخصصات، فنجمعهم كى نأخذ فكر جيد بعد المناقشات عن الذى يصح أن يكون توصية قابلة للتنفيذ على أرض الواقع، ثم نوافى الأمانة العامة لوزارة الدفاع بهذه الدراسات لعرضها على المستوى الذى يناسب هذا الأمر، كما نقوم بأبحاث وعقد ندوات دراسية, ومن مهامنا الرئيسية أيضا بالمركز إعداد التوصيات التى قد تكون مناسبة لحل مشاكل بعض المؤسسات.

منذ عامين قمنا بتوصيات مخصصة لكيفية إرجاع مصر إلى حضن إفريقيا لتطبق على أرض الواقع، على سبيل المثال قمنا بتوصيات لوزارات الرى والتعليم والسياحة والداخلية، وكان أبرز هذه التوصيات إعطاء فرصة للأفارقة يكون لهم امتيازات فى مطارات مصر، كصف أو خانة مخصصة لاستقبالهم وبالفعل هذه التوصيات طُبقت، ولكن الأخذ بالتوصية أو لا هذا لا يعنينا ففى النهاية نحن نصدر التوصيات كأناس لهم خبرات وخلفية تاريخية يجب أن تستفيد مصر منها, والتطبيق تتولاه المؤسسة الموجه لها هذه التوصيات.

 

هل يقتصر دور أكاديمية ناصر على توعية الدارسين بها فقط؟

لا، بل للعامة أيضا، فنحن نكلف كمستشارين فى الأكاديمية بالتواصل مع وسائل الإعلام المختلفة سواء المرئى أو المقروء أو المسموع، لنقل خبراتنا من خلال هذه الوسائل ثم نعقد دورات لمستويات عدة, على سبيل المثال من خلال وزارة الشباب والرياضة، يشترك بها أى شخص، بل ويمكنه حضور دورات استراتيجية وأمن قومى وصلنا بها إلى 50 دورة تقريبا ليعلم جيدا مصر ماذا بها؟ وما الذى يحدث بداخلها؟ وإلى أين نحن ذاهبون؟ وهناك أيضا دورات لإدارة الأزمات والتفاوض، ودورات صناع قرار ويتراوح عددها ما بين 60 و50 منها جزء مسائى وآخر صباحى، كل هذه الدورات متاحة للمصرين لنثقل أدمغتهم، فقد أهلنا أعدادا ضخمة ونطلب منهم بألا يوقفوا ما تعلموه على أنفسهم فقط بل ينقلون ما تعلموه لغيرهم فى مؤسساتهم ومكانهم، وهناك أناس كثيرون بدأوا فى تشكيل مجموعات.

وتعطى ما يشبه هذه الدورات بصورة مصغرة فى منشآتها الإعلامية أو الصناعية، ونحن كأعضاء أكاديمية عندما يطلبونا للتواجد فى أى مكان نلبى هذه الدعوات ونؤدى المهمة بمنتهى الرضا, فنحن نعتبر أنفسنا ما زلنا مجندين ولكن نرتدى الزى الرسمى, أما تحت جلودنا الأفارول ما زال هو الموجود.

 

بعد فيديوهات الجزيرة المفبركة.. كيف تتعامل الدولة مع شائعات الفضائيات الكاذبة؟

هذه مسألة يجب ألا نلقى لها بالا نهائيا ولا يوجد رد عليها غير المسار العملى الإعلامى المحترم الواقعى، لأن الدولة إذا خصصت قنوات أو أشخاص للرد على قناة ما ستظهر أخرى وإذا علقت على أحد موضوعاتهم سيفتحون موضوع آخر, فهم ليسوا مجرد قناة بها طاقم يعد ويذيع، بل هناك منظمات وراءهم تنظم لها العمل وتعطيهم المادة التى يبثونها بالشكل الذى تريده تلك المنظمات، أقرب مثال ما حدث مؤخرا أن بعدما نشرت قناة "الجزيرة"، فيديوهات ادعت أنها اندلاع لثورة فى مصر, اعتذرت بعد 48 ساعة أنها نشرت فيديوهات خاطئة منذ عام 2011 عن طريق الخطأ، فهم ينفذون الأمور بحماقة فلا نرد عليهم بل نتجاهلهم، ويتمثل دورنا فى أن نكون صادقين إعلاميا ونحترم عقول المشاهدين، لأن حال الشارع يحكى الأوضاع الحقيقية، وعلى الوزراء أيضا أن يكونوا فى منتهى المصداقية والشفافية يخبرون الناس بالمشاكل التى نواجهها ومتى يتم حلها, واستعراض خريطة مصر الديموغرافية والاجتماعية والاقتصادية فى بلادنا بعد 100 عام كيف سيكون شكلها وكم سيبلغ عددنا وما الهيئة التى سنعيش بها، فكلما كنا صادقين مع المواطن المصرى كلما استمع إلينا ونقل عننا وبذلك نضيع على القنوات المحرضة فرصة أن يختلقوا أكاذيب وإشاعات، فيجب أنتم كإعلاميين بث البديل الصادق لهذه الإشاعات, لا أن نتجاهلها فقط, لأنه لا يمكن طلب تحرى الدقة من المشاهدين إلا إذا تم توفير المادة الإعلامية الحقيقية التى تثبت هذه الأكاذيب، فالله خلق لنا عينين وأذنين ليعلم الإنسان الصواب من الخطأ، فتشبع غريزة الإنسان من المصداقية بالحقائق، فإن لم توفر القنوات المصرية المصداقية تلقائيا سنجد آذان الناس وأعينهم تتجه نحو الخطأ.

 

كيف حققت قواتنا المسلحة إنجازات عديدة فى ظل الحملات التحريضية ضدها؟

إذا قلنا إن الشعب المصرى يتمثل فى جسد إنسان فالقوات المسلحة هى أذرعه، فالبعض يريد مصر أن تفشل وتصبح مكسورة الجناح يريد أن يكسر ذراع هذا الجسد، وهو ما يتم مع القوات المسلحة محاولة تشتيت انتباهها عن عملها الأساسى, ألا وهو البناء والتنمية وحماية الوطن، لكن تلك الإشاعات لا تؤثر فيها نهائيا لأن جنودنا على قدر كبير من الوعى، كما أن وزير الدفاع يتحدث مع قوات الصاعقة والمظلات ليعلمهم نبض القيادة السياسية وما يدور فى داخل البلاد وما هدف إثارة تلك الإشاعات فيطمئنوا, كما أن تلك الإشاعات يتم الرد عليها يوميا بين القائد وجنوده وضباطه, وبين ضابط الصف وعساكره دائما هناك عقد لقاءات، فلدينا المسألة تحت السيطرة لأنها مؤسسة خاضعة للحساب والثواب والعقاب.

 

هل ستقدم أكاديمية ناصر على بروتوكول مع وزارة التربية والتعليم لتخصيص جزء من المناهج يرسخ حب الوطن بداخل أبنائنا فى المدارس؟

وزارة التربية والتعليم تاه دورها منذ عدة سنوات والمعلم أيضا, والطالب أصبح يترك المدرسة ويجلس بالمنزل ويعتمد على الدروس الخصوصية، لذا تحتاج الوزارة إلى قوانين تحكم العمل المعلم الذى يعطى دروسا خصوصية يفصل من العمل بلا معاش أو تأمين صحى هو وأسرته والمدرسة التى يقبل بها نسب التواجد عن 85% يفصل الناظر فورا, والطالب الذى يتغيب عن دراسته 10 أيام دون عذر يفصل نهائيا بلا تعليم، سنضحى بـ10 أفراد مثلا ولكننا سنبنى دولة، وعندما يتم اتخاذ هذه الإجراءات سيسير الناس فى ذات القالب والنظام التى تسير فيه القوات المسلحة، فالإنسان عندما خلقه الله سن له رب العزة القوانين لأنه يعلم جيدا أن الإنسان يحتاج من يقومه ويضع له خطوط يسير عليها ولا يتعداها لأن نفسه ضعيفة لذا لا بد أن تنقى المؤسسات والوزارات من أى ثغرات بها تؤدى لانهياراها أو جعل فساد بها.

 

هل استرجعت سيناء قواها الآن أمنيا واقتصاديا؟

منذ عام 1982 قدمنا دراسات فى كلية القادة والأركان بشأن كيفية إحياء سيناء وإعادة تنميتها, وكيفية عمل بنية اقتصادية قوية فيها بالاستفادة من خبرة المتعاقدين من العسكريين وإنشاء قرية صناعية واقتصادية بها وأخرى تعليمية، وقرية سياحية وسمكية, ففى سيناء جميع المقومات التى تتيح الحياة، فيقينا بالحسابات أن معدل الإرهاب سوف يتراجع, فهم ليسوا عشرات يقومون بعمليات تفجيرية بل أناس تدعمهم منظمات وتضخ لهم مال وعتاد وأسلحة ومركبات، وذخائر كى تحقق هدفها بتقسيم الشرق الأوسط من جديد والتى أشارت إليه "كوندريزة رايس"، فى أبريل 2005، قائلة: "أن الشرق لن يكون 22 دولة مثلما حدث فى 1973 ولكن ستصبح 50 أو 60 دولة بالإرهاب فهو الذى سيجعلكم تنقسمون.

فسيناء يلزمها خطة شاملة وطموحة لتقطع خطة العودة على أى مخلوق تسول له نفسه احتلال شبر واحد منها، والآن قواتنا المسلحة والشرطة وقوات إنفاذ القانون، تقف للإرهاب بالمرصاد.

 

الحديث عن صفقة القرن.. ما رأيك فيه؟

هذا الكلام الغث ليس له مكان لدينا، وأى شخص يبرم اتفاقيات يطبقها فى بلده لن يأتى أحد من الخارج ويفرض سيادته علينا، فسيناء تمثل 6% من مساحة مصر أى 60 ألف كيلومتر مربع أو تزيد بعض كليو مترات أى 3 أضعاف مساحة إسرائيل التى تبلغ مساحتها قانونيا 21 كيلو متر  لكنها تجاوزت وأخذت مساحات من غزة والضفة, مما يعنى أن سيناء بالنسبة لهم مطمع كبير, ولكنهم لا يعلمون أن الدماء المصرية التى روت أرض الفيروز فى 1973 وفى 65 وفى 67 تركوا زوجاتهم وأبائهم وأطفالهم، فمن المستحيل أن يفرط أهل مصر ولو فى حفنة تراب من أرضهم، فسيناء لها مكانة خاصة أيضا عند رب العزة فهى منزل للأنبياء وذكرها رب العزة فى القرآن الكريم والإنجيل فى العهد الجديد والقديم، فلن نبيع أرضنا ولن يستطيع أحد أن يفرض شيئا على مصر، هناك 3 أشياء على العالم أن يحذروا ولا يقتربوا منهم تخص المصريين هى دينهم وعرضهم وأرضهم.

 

لماذا لم تتخذ الدولة إجراءات ضد الهارب محمد على؟

الدوله حينما تتخذ إجراءات ضد شخص هارب خارج حدودها ليس له قيمة, فهذا يحسب على الدولة لا لها إذا اتخذنا  إجراء وأدخلناه المحكمة غيبا بأنه تطاول أو تلفظ أو اتهم وجهة بغير أدلة يمكن أن يأخذ حكم سنة أو اثنين, فلا يمكن أن كل شخص يسافر خارج البلاد وينشر بضع فيديوهات تسيئ للدولة نخلق القنوات أو نخصص من يرد عليهم فإنجازات الدولة هى خير رد على هذا, فمحمد على ليس وحده, هناك أجهزة تدعمه وأشخاص يكتبون له الاسكريبت وما يجب أن يقوله, فهو إن جاء مصر سيخضع للقانون وإن اختار أن يعيش خارج البلاد ووصى بأن يدفن فى مصر سندفنه ففى الأول والآخر هو مواطن مصرى ضل الطريق، مصر لن تشغل فكرها بإنسان ظروفه الصحية والنفسية غير سوية.

 

الرئيس السيسى أول رئيس مصرى يحضر 6 دورات متتالية للأمم المتحدة  فهل لذلك مردود إيجابى على مصر؟

دول العلم تتمتع بخمس قوى شاملة تنفذ بها مهامها واستراتيجيتها وهى عبارة عن القوى الدبلوماسية والاقتصادية والاجتماعية والبشرية والعسكرية, والشعب المصرى لديه قوى إضافية سادسة القوى الناعمة وهى التى تتميز بها بين باقى الدول, الذى يقوم به الرئيس عبدالفتاح السيسى حاليا كجندى من جنود مصر وابن من أبناء مصر يظهر معدن الإنسان المصرى وقيمته، عن طريق هذه القوة، فيتناول الرئيس خلالها رؤية مصر لتعزيز دور الأمم المتحدة، وكذلك المواقف المصرية تجاه مجمل تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية، ورؤيتها لأولويات صون السلم والأمن العالميين، وجهود مصر فى دعم مكافحة الإرهاب الدولى.