جريدة الزمان

تقارير

«الداخلية» تفسد مخططات التجسس الإسرائيلي

جبر أبو النور -

الشرطة تحمى عرين الوطن فى الداخل والخارج، الشرطة تؤازر أبطال الجيش فى عملياتهم مواجهة العدو الصهيونى الغاشم، انتصارات أكتوبر المجيدة تشهد على نجاحات وبطولات الشرطة المصرية.. بهذه العبارات يمكن وصف حال جهاز الشرطة الذى لا يكل أو يمل من تقديم التضحيات الممزوجة بدماء أبطاله الشرفاء دفاعا عن الأوطان، وتحقيقا للأمن والاستقرار، ودون مبالغة لولا الجهود الأمنية الكبرى التى تشهدها البلاد ما تحققت الطفرة الاقتصادية والاستثمارية التى تعيشها مصر حاليا، "الزمان"، تعرض خلال السطور التالية، بعض المواقف التى نفذتها قطاعات الشرطة خلال حرب أكتوبر المجيدة فى 1973.

حرب أكتوبر المجيدة، كانت خير شاهد على حالة التلاحم الكبرى التى تحررت بها الأرض وصانت العرض، وبدأت المواقف المشتركة بين الجيش والشرطة، عندما واجهت قطاعات وزارة الداخلية فى ذلك الحين بحربها ضد الشائعات ومطاردة مروجيها لضمان تحقيق حالة من الاستقرار ليتمكن الجيش المصرى من مواجهة العدو الصهيونى على الجبهة.

ونجحت الشرطة فى وقت الأزمة التى سبقت حرب أكتوبر 73، حيث حذرت الشرطة المواطنين من استيراد الآلات والأجهزة المشتبه فى أن يزرع بها العدو الصهيونى أجهزة تجسس، حيث تم تحذير المواطنين من التعامل بأقلام الحبر والولاعات وبعض ألعاب الأطفال وماكينات الحلاقة، وتابعت أجهزة الشرطة فى محافظات مصر التزام المواطنين بتحذيراتها.

ولم تنس وزارة الداخلية بكافة قطاعاتها جهود التعبئة للجنود ورفع حالة الاستعداد القصوى داخل مديريات الأمن، خاصة القريبة من سيناء وأرض المعركة التى دارت رحاها بين الجيش المصرى والإسرائيليين، لمواجهة أى أحداث طارئة على أرض المعركة، حيث تم فرض القبضة الأمنية على أهم المنشآت بالمحافظات لصد أى هجوم متوقع خلال المواجهات العسكرية.

ولا يختلف أحد على أن الخطة الأمنية التى وضعها اللواء ممدوح سالم وزير الدخلية، وقت الحرب، لتأمين الجبهة الداخلية خلال حرب أكتوبر المجيدة، والتى طالب بها الرئيس الراحل أنور السادات، والتى سبقت الحرب، حيث شملت الخطة التأمينية الاهتمام بالعناصر الشرطية والمواقع الأمنية فى مدن القناة "السويس وبورسعيد والإسماعيلية"، وكانت المهمة صعبة جدا، حيث كانت هذه المدن مهجورة من قبل المصريين وقتها، وحققت خطة الداخلية التأمينية أقصى درجات النجاح، حيث تمكنت أجهزة وزارة الداخلية من الحفاظ على الجبهة الداخلية لمصر ونشرت الأمن والاستقرار فى الشارع المصرى، وكان الاتصال بغرفة العمليات الرئيسية التى شكلتها وزارة الداخلية، بين الوزير ومديرى الأمن للاطمئنان على الحالة الأمنية بالشارع المصرى، حيث شمل التأمين جميع النشآت الحيوية كـ"السفارات، والوزارات والبنوك والمنشآت الاقتصادية، كما تم تزويد المواقع الشرطية بالأسلحة الحديثة، بالإضافة إلى تدريب جميع أفراد الشرطة على العمل القتالى فى صفوف قوات الأمن المركزى بقطاع ناصر للأمن المركزى.

كان حرب أكتوبر 73، شاهدا على التلاحم والوطنية بين الجيش والشرطة، حيث تطوع عدد كبير من أفراد الشرطة لمشاركة أفراد الصاعقة فى العمليات الفدائية، حيث كان لأفراد الدورية اللاسلكية دور بارز أشادت به الصاعقة المصرية، ونجحت قوات الشرطة فى إحباط محاولات العدو لتعطيل أجهزة الرادار الحربية المصرية حين قامت الطائرات الإسرائيلية بإلقاء كميات من الورق المفضض فى المجال الجوى بمنطقة القناة للتأثير على أجهزة الرادار.

وما يؤكد الأدوار العظمى التى لعبتها وزارة الداخلية خلال حرب أكتوبر المجيدة، كلمات الزعيم الراحل السادات فى كتابه "البحث عن الذات"، والذى كشف خلال فصول مؤلفه طبيعة الدور العظيم الذى لعبته وزارة الداخلية وقوات الأمن المركزى فى تأمين البلاد إبان حرب أكتوبر1973، خاصة عندما حاول الإسرائيليون الاستيلاء على محافظة الإسماعيلية، وتصدى قوات الشرطة وأفراد الأمن المركزى لهم، وتم إحباط محاولات العدو للوصول إلى مشارف المحافظة.

السويس

كانت مدينة السويس، شاهد عيان على إحدى نجاحات الشرطة عندما قام العدو الصهيونى بإغلاق الطريق البرى المؤدى إلى المدينة من جهة الغرب، حيث نفذت أجهزة الشرطة عدة عمليات بطولية بدائرة قسم شرطة الأربعين، نجحت خلالها فى صد العدوان ومنع ضباط وأفراد الشرطة القوات الإسرائيلية من محاولات التسلل والانتشار داخل المدينة، وكبدتهم خسائر فادحة.

الإسماعيلية

وكان لمدينة الإسماعيلية نصيب من بطولات الشرطة، حيث تمكنت قوات الأمن المركزى من دخول المدينة وتمركزت فى المناطق الحيوية التى توجد فيها نقاط تماس وتقارب مع تواجد العدو المتاخم للمدينة، وتم التلاحم بين الشرطة ورجال المقاومة الشعبية، وتم إحباط محاولة اقتحام المدينة، وأفسدت قوات الأمن المركزى محاولات العدو لقطع خط إمداد الجيش المصرى، الموجود بالإسماعيلية وبورسعيد على طريق العباسة- الإسماعيلية، وقامت الشرطة بتأمين الطريق من خلال نشر نقاط متمركزة على طول مسافة 50 كيلومترًا، دون أن تتكبد أى خسائر على الرغم من محاولات العدو المتكررة.

كما أحبطت قوات الأمن المركزى بالإسماعيلية محاولات الصهاينة، للاقتراب من المدنية وتم إمداد القوات بالبنادق الآلية والرشاشات والقنابل اليدوية والقذائف المضادة للدبابات والمدرعات لمواجهة العدو الغاشم.

بورسعيد

وفى مدينة بورسعيد، نفذت قوات الدفاع المدنى والإنقاذ جهودا مضنية لإفساد أهداف غارات العدو المكثفة على المدينة بصورة يومية، حيث كانت تهاجم الطائرات الإسرائيلية وهى منخفضة من جهة البحر فلا تكتشفها الرادارات وتقوم بقصف منشآت المدينة يوميا، وقدمت الشرطة المصرية عددا من الشهداء خلال حرب العزة والكرامة.