جريدة الزمان

خارجي

أردوغان يغتال الإنسانية على الأراضي السورية

أردوغان
محمود أبو سالم -

الطفل يسقط قتيلا بعد محاولات الهروب من أصحاب الأسلحة الثقيلة المتطورة، وفى ذاكرته صورة والديه اللذين يواجهان مصير الموتى، والكهل يدافع بيديه المعصوبتين عن وجهه وهو يتأمل المصير المجهول لأحفاده وأبنائه بعد الرحيل، والشاب تسيل دماؤه أمام زوجته وأبنائه وهو يحتضن صغاره آملا ألا ترصدهم رصاصات الغدر، والمرأة تتلقى رصاصات الغدر وقلبها غاضب يعتصر ألما لما تتذوقه وشعبها على يد جنود الاستعمار التى تقتل وتعذب الأبرياء.. هذه بعض المشاهد المأساوية التى ترصدها وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعى عن الأزمة الحقيقية التى تعيشها سوريا وشعبها الآن منذ أن فاجأ أردوغان العالم باحتلاله الأراضى السورية متخفيا بستار محاربته للإرهاب الذى يؤرق الأمن والسلام فى العالم، والتى تعيد إلى الأذهان المشاهد المأساوية التى ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلى للعرب على أرض فلسطين.

وارتكب أردوغان المجازر التى تتعارض مع قوانين الإنسانية، فلم تفرق بين الطفل والكهل، والمرأة والشاب، وعلى الرغم من أن جميع القوى السياسية "الإقليمية، والدولية"، أعلنت رفضها لكوكتيل الجرائم التى ارتكبها فى حق الإنسانية متجاهلا الرأى العام الدولى الذى أدان تحركاته كاملة.

ما يثير غضب المجتمع الدولى، أنه فى الوقت الذى ظهرت خلاله قوات أردوغان فى الأراضى السورية، وتسابقت فى ارتكاب المجازر فى حق الأبرياء، لم تكن هناك أى دوافع لهذا الاحتلال المفاجئ للأراضى السورية، وهذا ما جعل الرأى العام الدولى يصب غضبه فى قراراته ومناقشاته واجتماعاته الطارئة التى تم عقدها تزامنا مع الأزمة الدولية التى افتعلها أردوغان بإصراره على التدخل فى الشأن العربى السورى، زاعما أنه لم يقتل بريئا وإنما استهدف العناصر الإرهابية، وتجاهل وقواته الصور والمشاهد المأساوية التى تناقلتها وكالات الأنباء ومواقع التواصل الاجتماعى والتى تظهر الأبرياء والأطفال الذين طالهم الغدر الأردوغانى فى سوريا.

وتداولت الوكالات صورة لأحد الجنود الأتراك حاملا فى يده سلاحه الذى قتل به إحدى السيدات التى كانت تحمل طفلتها الصغيرة التى قد لا يزيد عمرها على 5 سنوات، وبينما كان يستعد لإزهاق روح الصغيرة بتوجيه إحدى رصاصاته إليها رفعت الطفلة الصغيرة بعقلها الطفولى وبراءتها فى الحياة "شوكة الطعام"، فى وجه جندى الاحتلال الأردوغانى للأراضى السورية، وهى إحدى الصور التى تؤكد أن أردوغان يريد تصفية حقيقية لكل ما يحيا على أرض سوريا.

كما يظهر أحد المقاطع التى نشرها أمجد طه، الرئيس الإقليمى للمركز البريطانى لدراسات وأبحاث الشرق الأوسط، عبر حسابه الرسمى على تويتر، ويظهر فيها تهتك قدم طفلة سورية بسبب وحشية أردوغان، وكتب معلقا: "فى يوم الجمعة استشهدت سارا حسن، 7 سنوات، إثر إصابتها بقصف العدوان التركى العنصرى الغاشم ضد الأكراد الأحرار فى شمال شرق سوريا"، مضيفا: "الطفلة تسأل هل قدمى بخير؟.. أين والدى هل هو بخير؟"، واتهم جنود أردوغان والمرتزقة الممولين من قبل نظام قطر بقتل الطفلة.

ورصدت وسائل الإعلام، قيام قوات الاحتلال الأردوغانى للأراضى السورية، باغتيال المهندسة هفرين خلف، الأمين العام لحزب سوريا المستقبل، بعد استهداف قوات أردوغان لسيارتها، وذلك على خلفية تصريحاتها الصحفية التى وصفت خلاله الهجوم التركى بالإجرام الذى يخالف القوانين الدولية، مشددة على استمرار النضال والمقاومة ضد أى احتلال. واعتبر خبراء الوسط السياسى الخارجى، أن قيام قوات الاحتلال الأردوغانى للأراضى السورية، باللجوء إلى قتل الشخصيات المؤثرة فى المجتمع السورى والدولى، أمرا ليس بجديد على أردوغان، مؤكدين أنه اشتهر بقتل معارضيه فى تركيا، وأنه لا يعترف بالمعارضة والمواجهة الحقيقية عنده تعنى القتل بالسلاح والتصفية لكل من يفكر فى معارضته أو فضح جرائمه التى يخالف بها قوانين الإنسانية .

على جانب آخر فضح عدد من نواب البرلمان التركى، جرائم أردوغان، والجيش التركى، فى حق الإنسانية التى استهدفوا بها المدنيين، مشيرين إلى أن هذا يخالف كافة قوانين الإنسانية، فيما وصف زعيم المعارضة التركى كمال كليجدار أوغلو، الفترة الحالية من حكم أردوغان، بالفترة التى صوتت فيها تركيا لصالح فرنسا ضد استقلال الجزائر، مشيرا إلى العزلة التى كانت تعيشها تركيا وقتها، متهما سياسات أردوغان الخاطئة وتدخلاته السافرة فى الشأن الداخلى لدول المنطقة وانتهاكه للسيادة الإقليمية بأنها السبب الحقيقى وراء ذلك.

من جانبه أكد وزير الدفاع الأمريكى مارك أسبر، أن أردوغان قرر، بشكل أحادى غزو شمال سوريا، وهو ما ساهم فى العديد من الإصابات واللاجئين، بالإضافة إلى زيادة تدفق اللاجئين، وحالة من انعدام الأمن، وهو ما يمثل تهديدا للقوات العسكرية الأمريكية.

وتابع أسبر: "ونتيجة للأعمال التركية غير المسئولة، أصبحت القوات الأمريكية فى شمال شرق سوريا فى مواجهة أخطار غير مقبولة.. كما أننا أصبحنا كذلك عرضة لخطر الانزلاق فى صراع أوسع، وهو ما دفع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب لاتخاذ قراره بالانسحاب."

ووصف وزير الدفاع الأمريكى احتلال أردوغان للأراضى السورية، بالعمل المندفع، وحمل عواقب الأمور كاملة لأردوغان، حيث يحيى تنظيم داعش الإرهابى،

فى الأسبوع المنقضى، شهد عقد اجتماعات طارئة داخل جامعة الدول العربية وأسفر الاجتماع عن العديد من القرارات والإدانات لجرائم أردوغان فى حق الإنسانية والتى يدفع ثمنها السوريون.