جريدة الزمان

اقتصاد

خبراء: التحديات عرض مستمر.. والتجاهل الرسمى يُعمِّق الأزمة

الأزمات تحاصر قطاع الجلود

جلود
نسيبة حسين -

يعانى قطاع الجلود من مشاكل مضاعفة فى الفترة الأخيرة، بسبب التراجع الشديد الذى يشهده القطاع عالميا، بالإضافة إلى المشاكل الداخلية التى ققلت من إمكانية منافسته فى السوق الخارجية، وعلى رأسها عملية نقل المدابغ إلى مدينة الروبيكى للجلود.
قال سلام أحمد، صاحب مصنع أحذية، إن السوق حاليا يعانى من حالة ركود شديدة بسبب انخفاض القوى الشرائية للمواطن المصرى نتيجة الأوضاع الاقتصادية وإعادة ترتيبه للأولويات من أجل تلبية احتياجاته الأساسية.
وأضح أن أكثر من نصف الإنتاج يتم وضعه بالمخازن نتيجة تباطؤ حركة البيع والشراء، مما يؤثر بالسلب على دورة المال، وبالتالى نقص السيولة فى الأسواق، مما وعدم الدخول فى عمليات إنتاج جديدة.
وأكد أن الأسعار شهدت انخفاضا كبيرا مقارنة بالعامين الماضيين لكن هذا لم يكن قادرا على تحريك السوق بشكل كافٍ، مشيرا إلى أن الأوكازيونات والتخفيضات الموسمية لا يمكن الاعتماد عليها لتحسين الأوضاع.
وفى ذات السياق، قال محسن القاضى، مدير مصنع للمنتجات الجلدية، إن حالة الركود فى الأسواق نتيجة مفهومة فى ظل تغير مكان المدابغ من منطقة سور مجرى العيون إلى مدينة الروبيكى، بسبب الارتباك الذى حدث جراء تخصيص الأماكن وتوصيل المرافق إلى مختلف الورش والمصانع المنتقلة.
وأشار إلى أنه من المنتظر تحسين الأوضاع فى الفترة المقبلة بعد استقرار الأوضاع فى الروبيكى، وفى ظل اتجاه الدولة لتعميق الصناعة وتحسين آليات الإنتاج، وإنشاء العديد من المعارض التجارية لفتح أسواق جديدة أمام المنتج المصرى فى أفريقيا والشرق الأوسط.
وقال أشرف عثمان، مدير شركة استيراد للكيماوريات، إن قطاع الجلود شهد تباطؤا عالميا فى ظل الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية مما فرض قيودا على تبادل البضائع والتجارة، وبالإضافة إلى هشاشة القطاع داخليا لم يتمكن من التعامل بنجاح مع التقلبات الاقتصادية.
وأضاف أن حجم التعاقدات تراجع بما يقارب 60% ، إلى أن السوق يعمل بحوالى 40% من طاقته بينما تراجع التصدير من 10 إلى 20%، مؤكدا أن القطاع يحتاج إلى مزيد من التنشيط والدعم للعودة إلى العمل بكامل طاقته.
وقال محمود سرج، رئيس المجلس التصديرى للجلود، إن التراجع الذى شهده القطاع مؤخرا كان بسبب ترجع الأسعار عالميا وانخفاض جودة الجلود المصرية بسبب غياب رعاية الثروة الحيوانية من قبل الزراعة محملا إياها المسئولية الأكبر تجاه تدهور المجال، مما جعل المنتج المصرى غير منافس فى الأسواق الخارجية.
وأضاف أن مصر تستهدف التواجد على خريطة المنافذ العالمية فى الفترة المقبلة من خلال إقامة العديد من المعارض الدولية والإقليمية أبرزها المعرض الأفريقى للجلود الذى يشهد استضافة العديد من المشترين والمشاركين من أفريقيا بالإضافة إلى مدارس التصميم الإيطالية لتحسين الشكل النهائى للمنتجات.
وكانت الحكومة قد أنشأت مدينة الروبيكى لصناعة الجلود والتى يساهم فيها كل من محافظة القاهرة بنسبة 40 % ووزارة الصناعة ممثلة فى الجهاز التنفيذى لهيئة المشروعات الصناعية بـ 40 % وبنك الاستثمار القومى بـ20%، لإدارة الأصول سواء بمدينة الروبيكى أو مجرى العيون عقب إخلاءها، وتهدف المدينة التى تعد من أكبر المناطق فى هذ القطاع على مستوى الشرق الأوسط وأفريقيا إلى تحقيق أكبر قيمة مضاف ممكنة فى صناعة الجلود من خلال توفير كافة احتياجات الصناعة فى مكان وحد لتقليل الهدر.
على الجانب الآخر، واجهت عملية النقل العديد من المشاكل كما صرح، محمد حربى، رئيس غرفة دباغة الجلود ، بوجود مشاكل المرافق وعدم توصيلها بالكامل مما تسبب فى انخفاض الأداء إذ يتراوح حجم المياه التى يتم ضخها ما بين 7 إلى 8 آلاف متر مياه يوميا، على الرغم من أن التعاقد على 12 ألف لتر لتكفى المشروعات، بينما يشكى عدد من المصنعين من آلية حصر الورش والمساحات المخصصة لها، إذ لم تجد بعض الورش أماكن بينما حصل آخرون على مساحات أكبر من مساحتها الأصلية فى منطقة سور مجرى العيون، لكن وزارة التجارة والصناعة وعدت بتوفير أماكن لهم بالمرحلة الثانية من المشروع.
وينقسم المشروع إلى ثلاث مراحل: الأولى 323 وحدة على مساحة 203 أفدنة، وتستهدف نقل وتشغيل وتطوير المدابغ من سور مجرى العيون إلى الوحدات المطورة،وهى تعمل بكامل طاقتها الآن بواقع 190 مصنعا.
أما المرحلة الثانية فتمتد على 109 أفدنة شاملة الجزء الخاص بامتداد التعويضات بمساحة 27 فدانا، وتم الانتهاء من مرافقها، وتشمل الصناعات الوسيطة والمستخرجة من عملية الدباغة، مثل: تصنيع الجيلاتين، وكيماويات الدباغة والكرياتين والأمينو أسيد وتصنيع السماد الحيوانى.
وتشمل المرحلة الثالثة مؤسسات التصميم والمعاهد الفنية للجلود، والصناعات الوسيطة، ومصانع المنتجات الجلدية، ومنافذ بيع ومناطق تجارية، وتستوعب بين 100 و150 مصنعا للمنتجات الجلدية والإكسسوارات والكماليات، ومنطقتى خدمات، ومنطقة معارض، ومركزا طبيا ومركز تدريب.