جريدة الزمان

تقارير

انفراجة محورية فى أزمة سد النهضة

مني عيسوي -

اختتمت الاجتماعات التى عقدت فى واشنطن يوم 15 يناير 2020، لوزراء الخارجية والموارد المائية لمصر والسودان وإثيوبيا برئاسة وزير الخزانة الأمريكية ستيفن منوشن وبحضور رئيس البنك الدولى، وصدر عن الاجتماع بيان ختامى يتضمن اتفاق الدول الثلاث من خلال التوصل لاتفاق شامل حول قواعد ملء وتشغيل سد النهضة، على أن يسبق الاجتماع الوزارى إجراء مشاورات بين الخبراء الفنيين والقانونيين بالدول الثلاث بمشاركة ممثلى الولايات المتحدة والبنك الدولى للتحضير للاجتماع الوزارى المقبل المقرر عقده فى واشنطن، خلال الفترة ٢٨- ٢٩ يناير ٢٠٢٠.

وقال أحمد حافظ المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية، إن البيان الختامى الصادر عن اجتماع واشنطن تضمن العناصر والمحددات الرئيسية للاتفاق النهائى حول سد النهضة، والتى تشمل القواعد المنظمة لملء وتشغيل السد، وكذلك الإجراءات الواجب اتباعها للتعامل مع حالات الجفاف والجفاف الممتد، بما يؤمن عدم الإضرار بالمصالح المائية المصرية.

واتفق الوزراء على أن يتضمن الاتفاق النهائى آلية للتنسيق بين الدول الثلاث لمتابعة تنفيذ الاتفاق، بالإضافة إلى آلية لفض المنازعات.

وأكد المتحدث الرسمى أن وزير الخارجية سامح شكرى قد أعرب لوزير الخزانة الأمريكية عن تقديره لرئاسته ورعايته للاجتماعات وكذلك للجهد الذى بذله فريقه المعاون لتقريب وجهات النظر بين الدول الثلاث، كما أكد وزير الخارجية عن اعتزام مصر مواصلة العمل من أجل إبرام اتفاق نهائى حول سد النهضة خلال اجتماع واشنطن المقبل يتسم بالتوازن والعدالة ويؤمن المصالح المشتركة للدول الثلاث ويحفظ حقوق مصر ومصالحها المائية.

ومن جانبه أعرب اللواء ثروت النصيرى، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية، والخبير العسكرى، عن تفاؤله لما وصلت إليه مفاوضات سد النهضة فى أخر اجتماع تم يوم 15 يناير فى واشنطن، لافتا إلى أن الأمر تم اتخاذه من زاوية سياسية للتفاوض ومصر دائما تسعى لحل الأمور بالطرق السلمية والناعمة وليس الطرق الصلبة للحصول على ما تريد.

وأوضح المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية، أن إثيوبيا كانت ترغب فى ملء السد فى فترة قصيرة ولكن مصر رفضت هذا الأمر، نظرا للمشكلة التى ستنتج عن هذا الملء فى فترة قصيرة، مشيرا إلى أن مطلب مصر كان عادلا لذلك تم الاستعانة بوساطة أمريكا والبنك الدولى، متوقعا وجود حل قريب بخصوص أزمة سد النهضة.

وأضاف اللواء ثروت النصيرى، أن رغبة إثيوبيا لإدخال جنوب أفريقيا لتكون وسيط لحل الأزمة، لن يفيدها، متوقعا أن جنوب أفريقيا لن تقف إلا مع الحق وهذه المسألة تتعلق بأزمة أمن مائى مصرى، ولن تتنازل مصر عن حقها ولا يحق لأية دولة أن تساعد إثيوبيا فى أن تتنازل مصر عن حقها.

أكد اللواء عادل العمدة المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية، أن هناك انفراجه فيما يتعلق بأخر التطورات المتعلقة بأزمة سد النهضة مع إثيوبيا بعد اجتماع 15 يناير الذى انعقد فى واشنطن، لافتا إلى أنه قبل الاجتماع كانت إثيوبيا تصر على إدخال جنوب أفريقيا كوسيط لحل الأزمة بما أنها رئيسا بالاتحاد الأفريقى فى الدورة القادمة ولكن الاجتماع ألزم إثيوبيا أن ترضخ للمطالب المصرية الحقيقية الصريحة والصادقة.

وتوقع المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية، أن تكون هذه البلورة النهاية التى سيتم تنفيذها أو صياغتها فى اجتماع وزارى فى واشنطن خلال الفترة ٢٨- ٢٩ يناير ٢٠٢٠، مشيرا إلى أنه سيكون هناك وضع نهائى للاتفاق فى هذا الاجتماع القادم.

ولفت اللواء عادل العمدة، أن الاجتماع الأخير أظهر إقرارا من الجانب الإثيوبى بالحقيقة فى إطار تحقيق المصلحة للدولة المصرية والسودانية، موضحا أنه قبل ذلك كان هناك التواء للحقيقة وتزييف للواقع من الجانب الإثيوبى والدليل على ذلك البيانات المصرية التى صدرت بعد التعنت الإثيوبى.

قال اللواء أركان حرب فؤاد فيود، مستشار مدير إدارة الشئون المعنوية للقوات المسلحة، إن نهاية أزمة سد النهضة تتلخص فى حل مشكلة زمن التخزين، مشيرا إلى أنه يجب أن يتم تخزين المياه على مدى طويل وفى هذه الحالة لن يتضرر الطرفان.

وأضاف مستشار مدير إدارة الشئون المعنوية، أن زمن التخزين الذى تريد إثيوبيا أن تضعه سوف يؤدى إلى تعطيش الشعب المصرى، وتابع، الرئيس السيسى، حسم الأزمة عندما قال إن من حق الشعب الإثيوبى أن يقوم بعمل مشاريع تنمية ولكن المياه بالنسبة للمصريين مسألة حياة أو موت.

وأوضح اللواء فؤاد فيود، أن الرئيس الراحل أنور السادات، عندما تحدثوا عن الأزمة خلال فترة رئاسته قال "الذى سيحاربنى فى نقطة مياه سأحاربه لنهاية العالم".

وتمنى الخبير العسكرى، أن يكون الاجتماع الأخير الذى تم فى واشنطن يوم 15 أن يكون حسم الأزمة المتعلقة بزمن التخزين، لافتا إلى أنه عندما يتم التخزين على فترات كبيرة ستأتى المياه لمصر بشكل معقول ولكن بعد نهاية الملء سيتم فتح السد.

وأكد اللواء فؤاد، أن مصر لن تسمح لأية دولة التحكم فى مصيرها، موضحا أن القوات المسلحة مستعدة لأخر قطرة فى دمائها بأن لا يتحكم أحد فى مصر.