جريدة الزمان

وا إسلاماه

«المحرصاوي» يحاضر حول «كيف تكون أستاذًا ناجحًا؟» لطلاب ملتقى شباب العالم الإسلامي السادس بالإسماعيلية  

هبة يحيى -

ألقى الدكتور محمد حسين المحرصاوي، رئيس جامعة الأزهر، اليوم، محاضرة، بعنوان "كيف تكون أستاذًا ناجحًا؟"، وذلك ضمن فعاليات منتدى الشباب السادس، للندوة العالمية لشباب العالم الإسلامي بمحافظة الإسماعيلية، والمقام تحت عنوان "الشباب والمبادرة"، وتنظمه الندوة بالتعاون مع المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والاغاثة، برئاسة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر.

وأكد رئيس الجامعة، في بداية المحاضرة، لأبنائه من الطلاب المشاركين، أن مهنة التدريس والتعليم من أنبل وأشرف المهن الإنسانية على الإطلاق، وهي مهنة الرسل والأنبياء، ولا يهواها إلا الإنسان الذي يحب العلم، ويحب أن ينقله لغيره، وهي مرتبطة أساسًا ببناء الأمم والحضارات، مشيرًا إلى أن أهم عوامل نجاحها تتمثل في التدرج في تحصيل أبواب العلوم النافعة؛ وتحديد الأهداف والتخطيط الجيد.

وتناول رئيس جامعة الأزهر بالشرح بعض الصفات التي ينبغي أن يمتلكها الأستاذ الناجح، من الانضباط والالتزام في العمل، والثقة بالنفس، وما يطلق عليه في علم التنمية البشرية بالـ"الكاريزما"؛ لأن الأستاذ مطالبٌ بإقناع طلابه وتلاميذه فإن غابت عنه هذه الملكة، فلن يصل إلى هدفه، حتى وإن امتلك كل المعلومات اللازمة في تخصصه، لافتا إلى أنه من نافل القول طبعا، أن أي معلم مطالب بإتقان ما يُدرّس، واطلاعه على أحدث الطرق والأساليب الصحيحة للتدريس، واهتمامه بالملبس والمظهر اللائق.

وأشار إلى جانب مهم، من الصفات التي ينبغي أن يتحلى بها الأستاذ الناجح، وللأسف فإن البعض يهمله، وهو أن يتمتع الأستاذ بروح المرح والدعابة، حيث إن ذلك كفيل بطرد الملل والفتور الذي قد يصيب الطلاب والدارسين بسبب الطبيعة الجادة والجامدة التي تتسم بها المادة العلمية الأكاديمية، وذلك مراعاة لحال المستمعين والدارسين.

وأضاف أنه ينبغي على المعلم أيضا أن يتحدث بلغة مناسبة تتميز بالوضوح والسلامة، لأن اللغة هي قناة توصيل المعلومات والأفكار، مشددًا على ضرورة الاهتمام بالمظهر كما يهتم بمادته العلمية، كذلك أكد على ضرورة الحذر من هوة السقوط من نظر الطلاب والدارسين حينما يلاحظون على الأستاذ حرصه على التكسب والتربح من العلم من خلال بيع كتب وخلافه، مشيرًا إلى ضرورة تحلي الأستاذ بالتواضع والصدق وحب طلابه والتواصل معهم، وتجنب التهديد بالعقاب والتوبيخ ، أو الحرمان من الدرجات، ولابد من العدل بين الطلاب حتى في النظر والاستماع إليهم أو توزيع الأسئلة عليهم.

واختتم محاضرته بالتأكيد على ضرورة إخلاص النية من جانب الأستاذ مبتغيا بعمله وجه الله عز وجل، ومساهمة إيجابية في رفعة شأن الوطن ببناء عقول شبابه بناءً سليمًا بعيدًا عن الأفكار الهدامة، منبهًا كل أستاذ أن مجال التدريس من أشرف المجالات، وأي مادة يدرسها، هي مساهمة مهمة في بناء المجتمعات والنهضة بها.

ونبه فضيلة رئيس الجامعة بضرورة تثبت الأستاذ والمعلم فيما ينقله أو يُنقل إليهم من معلومات، خصوصا في عصرنا الحالي الذي يتسم بسهولة الحصول على المعلومة، دون ذكر مصدرها، مشيرًا إلى نتائج بعض الشائعات التي رددتها -للأسف- بعض وسائل الإعلام دون تثبت أو رجوع إلى المصادر الموثوقة، والتي يريد مروجوها إثارة الفتن والفوضى والتطاول على مؤسسة الأزهر الشريف العريقة وعلمائها الأجلاء الذي أفنوا أعمارهم في خدمة الدين والعلم والوطن.