جريدة الزمان

تقارير

في الذكرى 26..

«مجزرة شنيعة.. وقرارات مجحفة».. القصة الكاملة لمذبحة الحرم الإبراهيمي

إسراء نبيل -

تحل علينا الذكرى السنوية لمجزرة الحرم الإبراهيمي تزامناً مع انتهاكات مستمرة لحكومة الاحتلال، التي تريد فرض قيود صادمة عليه، مع مواصلة منع رفع الآذان في الحرم، بحجة إزعاج المستوطنين، واخضاع المصلين لعمليات التفتيش على البوابات الإلكترونية والحواجز العسكرية المؤدية للمسجد الإبراهيمي والبلدة القديمة.

ويصادف هذا الأسبوع في الـ25 من فبراير الجاري، الذكرى الـ26 لمجزرة الحرم الإبراهيمي المروعة في مدينة الخليل، والتي ارتكبها مستوطن إرهابي متطرف يُدعى باروخ جولدشتاين، بحق مئات المصلين أثناء تأديتهم صلاة الفجر فيه، حيث قام بفتح النارعلى المصلين أثناء سجودهم، مما أدى إلى استشهاد 29 مصلي وإصابة أكثر من 200 آخرين.

 

 

 

وحينها لم يكتفِ الاحتلال بانتهاء المذبحة، ولكنه أغلق جميع أبواب المسجد لمنع المصلين من الهرب، ومنع إسعاف المصابين، بالإضافة إلى إطلاق النار على المسعفين، وفقا لوكالة "القدس للأنباء"الفلسطينية.

 

وأثناء تشييع جثامين الشهداء؛ أطلق جنود الاحتلال رصاص حي على المشيعين فقتلوا عددا منهم، مما رفع عدد الضحايا إلى 50 شهيدا بالإضافة إلى 150 جريحا.

 

ووفقا لوسائل إعلام إسرائيلية، زعمت سلطات الاحتلال أنهم قاموا بالتحقيق في الواقعة، وأغلقوا الحرم والبلدة القديمة لمدة 6 أشهر كاملة، وشكلوا لجنة من طرف واحدعرفت باسم (شمغار).

وخرجت اللجنة بعدة قرارات غير مجدية وهي تقسيم الحرم الإبراهيمي، إلى معبد يهودي ومسجد، بحيث يفتح الحرم كاملا 10 أيام للمسلمين في السنة فقط، ونفس المدة لليهود، بالإضافة إلى سيادة الاحتلال على نحو 60% من المسجد بهدف تهويده والاستيلاء عليه ومنع رفع الآذان في المسجد.

 

وقابل الشعب الفلسطيني حينها هذه القرارات المجحفة، بمواجهات مع قوات الاحتلال في كافة المدن والبلدات والمخيمات، والتي ارتقى خلالها عدد من الشهداء غضب في جميع الأراضي الفلسطينية، وأصيب المئات بالرصاص.

وذكرت وكالة "فلسطين اليوم" الإخبارية، بأنه بالرغم من مرور سنوات على هذه الجريمة التي اقترفها الإرهابي الصهيوني، إلا أن الاعتداءات الغاشمة لم تتوقف على الحرم الإبراهيمي، سواء من المستوطنين أو من جيش الاحتلال، بالإضافة إلى القرارات المجحفة التي تتخذها سلطات الاحتلال بين الحين والآخر لتهويد الحرم الإبراهيمي، وفتحه أمام المستوطنين فقط، في حين تفرض إجراءات صارمة على دخول المصلين الفلسطينيين.

 

الدول العربية تحيي الذكرى الـ26

وفي الذكرى الـ26 للمجزرة، طالب الأمين العام المساعد لشئون فلسطين والأراضي العربية المحتلة في الجامعة العربية، الدكتور سعيد أبوعلي، بإعادة نشر قوات حماية دولية خاصة في مدينة الخليل في الضفة الغربية، وفي جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة بشكل عام، والعمل على تنفيذ اتفاقية جنيف4.

 

وأضاف قائلا: إن الذكرى تأتي في ظل تصاعد عدوان الاحتلال على حقوق الشعب الفلسطيني، بتشجيع وبرعاية من الإدارة الأمريكية، مؤكدا أنها "ذكرى أليمة تعود بعد قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بوقف عمل قوة المراقبين الدوليين بمدينة الخليل، والتي كانت نتيجتها تلك المذبحة المروعة، ما يجعل المواطن الفلسطيني وحيدا في مواجهة إرهاب وميليشيات المستوطنين المسلحين، وفق ما ذكرت وكالة "معا" الفلسطينية.

كما أدانت جامعة الدول العربية، تصاعد هجمات الاحتلال الاستيطانية الشرسة التي تهدف إلى تهويد قلب مدينة الخليل، وتقسيم الضفة الغربية، وتهجير سكانها منها، واستمرار اقتحام الحرم الإبراهيمي، ومنع المسلمين من الصلاة فيه.