جريدة الزمان

صحة وطب

المخدرات وآثارها السلبية الخطيرة على صحة الإنسان

رباب ربيع -

قال الدكتور ميلاد عبده جورجى، استشارى الجراحة العامة والمناظير، إن مشكلة المخدرات تعد من أكبر المشكلات فى وقتنا الحاضر التى تستهدف الشباب بجميع فئاتهم العمرية، حيث يؤدى تعاطى المخدرات إلى الإصابة بالأمراض النفسية والعقلية وربما تؤدى إلى الجنون.

ولفت إلى أن المخدرات تصيب الإنسان بأمراض الكبد والاضطرابات الهضمية وأمراض السرطان، حيث تؤدى إلى الموت. وفى أحيان كثيرة، يؤدى تعاطى المخدرات إلى مرض "الغرغرينا" الذى يسبب بتر القدمين أو اليدين.

وأشار إلى أن تعاطى المخدرات يؤدى إلى الإصابة بالأمراض النفسية ومنها القلق والاكتئاب والكسل وعدم التمكن من مواصلة الدراسة إلى ما هناك:

  • تدل الدراسات على أن متعاطى المخدرات لا يلجأ إليها إلا لوجود حالة نفسية لديه كاضطراب نفسى خطير، ومنهم من يتعاطى المخدرات صدفة. وقد يكون للشخصيات "السيكوباتية" المعروفة بالانحرافات الجنسية، حيث تزداد نسبة متعاطى الكوكايين منها.
  • وأشار إلى أن الثقافة لها دور فى نوع المخدر، حيث نجد أن المخدرات تنتشر فى البلاد الفقيرة فى بعض الأحيان. وتنتقل باقى المخدرات من صديق إلى آخر، وتنتشر فى أواسط الجامعات أحياناً. ومع الظروف الاقتصادية والمشاكل الاجتماعية، يلجأ بعض الأشخاص إلى المخدرات للهروب من الواقع الذى يعانون منه، وما يجب أن نعرفه هو أنه ليس كل من يتعاطى المخدرات هو مدمن، حيث إن الإدمان هو حالة فى الإفراط فى الاستعمال أو الاعتياد الذى له تعلق فيزيائى ونفسى فى المادة المستهلكة. مع التذكير أن المريض فى حالة متقدمة من مراحل السرطان يحتاج إلى نوع من المخدرات لتسكين الأوجاع ويصبح له تعلق فيزيائى فيه، ويجاز له استعمال المخدرات من إبر المورفين أو غيرها حسب ما تقتضيه حالة المريض من العلاج. والطبيب هو من يحدد الوصفات، وأيضا فى الحالات استثنائية.

المخدرات وبعض الدراسات

ــ ماذا تبين الدراسات بما يتعلق بتعاطى المخدرات؟

– أشارت دراسة أجريت فى فرنسا فى العام 1999 إلى أن ربع البالغين (بين 18 ــ 44 سنة) يتعاطون القنبيات مرة واحدة على الأقل، والشباب فى المدارس (بين 15 ــ 19 سنة) يتعاطونها بنسبة 30% منهم 14% يتعاطونها على الأقل 10 مرات سنوياً والذكور أكثر من الإناث. والتعاطى يكون مع الكحول أحياناً ومع أنواع عدة من المخدرات فى الوقت نفسه. وتدل الدراسة على أن 85% من متعاطى "الكوكايين" يتركزون فى المدن الكبرى فى أميركا. وينتشر "الكوكايين" بشكل واسع فى العالم وتدل الإحصائيات الحديثة على وجود مليون شخص على الأقل يتعاطون هذا المخدر مع وجود ملايين الأشخاص الذين يتعاطونه بشكل منظم.

أما الدراسة فى الدول الأوروبية، فدلت على أن التهاب الكبد الفيروسى عند المعتادين على "الهيرويين" بلغت حوالى 30 ــ 40% ودلت كذلك على أن 80% من أصل ثلاثة آلاف امرأة فى السجن أصبن بهذا النوع من الالتهابات.

أما التهاب الكبد نوع "سى" فوصلت نسبة الإصابة به إلى 75% وبينت الدراسات فى فرنسا أن هناك ارتباطاً وثيقاً بين فيروس "الإيدز" الذى تصل نسبته إلى 15 ــ 18% عند المدمنين الذين يتعاطون المخدرات عن طريق الإبر، ووصلت نسبة التهاب الكبد الفيروسى "سى" إلى 62 ــ 70% حسب المناطق.

ـ وماذا عن أشكال المخدرات والإشارات السريرية؟

– أشكال المخدرات هي: بودرة أو حقن بالإبر عن طريق الوريد أو العضل وحتى تحت الجلد. ومخدر "الهيرويين" واسمه العلمى "دى مورفين" وكذلك "المورفين الكواديين" وكل هذه المخدرات هى من مشتقات الأفيون. والمعروف أن "الهيرويين" يتحول فى الرأس إلى "مورفين" ويحفز مادة "الدوبامين". بالنسبة للإشارات السريرية: إذا كان هناك تسمم حاد وخصوصاً بالحقن بالوريد، فتكون إشاراته على الشكل التالى: الشعور بالارتخاء الذى يدوم لساعات عدة. الشعور باللذة. أما فى حال الاستنشاق عن طريق الأنف: فيكون تأثيره خفيفاً ويحدث عادة عند المبتدئين على شكل قلق، استفراغ.

أما بشكل عام فـ"الهيرويين" يرافقه: نعاس، إمساك، اضطراب الذاكرة والانتباه، تضييق بؤبؤ العين. وهذا النوع من المخدرات له تعلق فيزيائى ونفسى عند مدمنه.

– أما المضاعفات فتحدث عادة فى زيادة مقدار الجرعة وتسبب مشاكل نفسية وقلبية، خصوصاً بتعاطيها عن طريق الوريد الذى ينتج عنه موت سريع، وهذه الحالة تأتى فى حال انتحار المدمن أو فى حال انفجار المخدرات المهربة داخل جسم الإنسان على شكل أكياس "هيرويين". وثبت علمياً وجود حالات "إيدز" نتيجة تعاطى المخدر بالإبر، وعلى الأغلب تكون الإبر غير معقمة أو الإبرة نفسها يستعملها المدمن نتيجة إهماله لمساوئ الإدمان وحالته النفسية. التهاب الكبد الفيروسى "سى" الذى يعطى حالة مثبتة بالدم. "الهيرويين" مصدر حصول مرض السل، الحرارة، التهاب المفاصل، المتلازمة الكُلائية حيث يحصل تصلب للوحدة الأساسية للكلية، تسوس الأسنان، انسداد الأمعاء وهذا يحصل عند المهربين لـ"الهيرويين" عبر بلع الأكياس، عجز جنسى، انقطاع العادة الشهرية عند المرأة، تأثير "الهيرويين" على الحمل.

ــ وماذا عن المضاعفات؟

– ولادة قبل الأوان، التهاب الشفاف الجرثومى (الشفاف طبقة فى القلب)، التهاب الكبد، مرض جلدى، ارتفاع الضغط، "السيفليس"، السيلان، متلازمة النقص. ويحدث هذا بين 6 ــ 8 ساعات بعد تناول "الهيرويين" فيُحدث قلقاً، وتشنجاً، وأرقاً، وأوجاعاً فى البطن، والمفاصل، اتساع بؤبؤ العين، حرارة، إسهال، استفراغ.

العوارض والعلاج

- نستطيع خلال مدة 7 ــ 8 ساعات من تعاطى "الهيرويين" قياس معدل "مونو اسيتيل مورفين" فى البول. وكذلك هناك طرق أخرى يمكن استعمالها عبر "غروماتوغرافي" بحالة غازية. بالنسبة للعلاج: يخضع الشخص للعلاج حسب حالته وتعاطيه لهذه المادة، ففى حالة متلازمة النقص التى تظهر عقب التعاطى بـ"الهيرويين" يكون علاجها حسب الأعراض التى تحصل من جراء ذلك. وهى عبارة عن مسكن للوجع أو إعطاء أدوية ضد التشنج، أما العلاج التعويضى فيكون عبر إعطاء "بوبرينورفين" خصوصاً عند الأشخاص الأكثر إدماناً. ويجب إعطاء هذا الدواء بشكل حبوب لها عيارات مختلفة تحت اللسان، مع التذكير بإعطاء هذا الدواء تدريجياً، علماً بأن هذا النوع من الأدوية له تأثيرات جانبية منها: الاستفراغ، وعدم النوم، والإمساك.

ــ وما العوارض التى تظهر بعد تناول "الكوكايين"؟

– بشكل عام، يولد بعد تناول "الكوكايين" الشعور بالقوة الذكائية والجسدية، وله تأثير على الجهاز العصبى المركزى بإحداثه زيادة فى ضربات القلب، ارتفـــــاع ضغــــط الـــــــدم الشريانى، توتر عصبى، شعور بحـــــالة تعب دائـــــــم، وفقـــــــدان الشهية للأكل، وإذا استعمل بشكل جرعة كبيرة يحدث حالة "مانيا" أى: شعور بالقوة وشعور بزيادة الحالة الجنسية، هلوسة، تقيؤ، عرق، حرارة، وهذا ما يعرف بـالثمالة الكوكايينية

ــ وما المضاعفات؟

– اضطرابات نفسية: ضيق فى التنفس حتى حالة الاختناق، انخفاض دقات القلب مع إمكانية حدوث (حالة مرضية تتعلق بجريان الدم). على الصعيد العصبى: رجفة، تشنج، هزة. على الصعيد الهضمى: تقيؤ، إسهال، فقدان الشهية للأكل. جنسياً: عقم، اضطرابات فى البذرة المنوية، عجز جنسى عند الرجل، إمكانية حدوث وفاة الجنين عند المرأة الحامل. هلوسة، هذيان. أحياناً حالة انفصام الشخصية، اضطرابات سلوكية عند المرأة المتعاطية لـ"الكوكايين"، تأثير "الكوكايين" على الحمل: إجهاض عفوى. ولادة قبل الأوان، تمزق الرحم، تأثيره على الجنين: عوز الأوكسجين، تأخر نمو الجنين داخل الرحم، ولادة مبكرة، تشوهات خلقية. عوارض حديثى الولادة: احتشاء دماغى، التهاب الأمعاء التنخرى، خفقان القلب البطينى، تشنجات.

ــ وماذا عن التشخيص والعلاج؟

– تشخيص حالة التسمم: فى البول خلال أربعة أيام بعد تعاطى هذا المخدر، مع العلم أن "الكوكايين" يمكن أن يكون فى البلاسما، البصاق، الشعر، الأظفار، العرق، السائل الدماغى، السائل المنوى، حليب الأم، يكون علاج المدمن حسب الحالة فيعطى الدواء فى مرحلة التسمم الحاد، وبشكل عام حسب التطور السريرى فى حال وجود إشارات نفسية، وتعطى مشتقات النيترات فى موضع آخر التسمم بالحشيشة.

وكيف تؤثر الحشيشة على الإنسان؟

– تؤثر الحشيشة على الإنسان على الشكل التالى: تأثيرها على القلب والأوعية الدموية: زيادة ضربات القلب، هبوط ضغط الدم الشريانى. الرئة: وهى قريبة من علامات المدمن: التهابات رئوية بسعال شديد وأمراض سرطانية. الجهاز الهضمى: تقيؤ، استفراغ، إسهال، أوجاع البطن. تأثيره على جهاز المناعة. قدرته على التسرطن. اضطرابات نفسية: الفكرة، النظر، نشوة، قلق. لا يجوز تناول الحشيشة أثناء قيادة السيارة. اضطرابات تناسلية جنسية عند الرجل، وبرودة جنسية عند المرأة. أما التشخيص مخبرياً بواسطة جهاز المناعة. كذلك نستطيع تقييم النسبة فى البول خلال 3 ــ 5 أيام عقب الاستعمال حتى ولو جرعة واحدة.

أمام كل غيبوبة فجائية مع تضيق بؤبؤ العين من الجهتين، علينا التفكير بالتسمم الحاد عند المتعاطين بـ"الهيرويين" وبالوسائل التشخيصية والعلاجية. ولا يعنى وجود فحص مثبت بالبول أن الشخص معتاد على "الهيرويين" مئة بالمئة. أمام ذبحة قلبية أو جلطة دماغية عند شاب معتاد، علينا التفكير بالتسمم بواسطة "الكوكايين". إذا كان المعتاد على "الكوكايين" يستهلك الكحول فهو عامل خطورة أساسى ومحتم للموت. على كل المراكز الصحية العالمية مراقبة المعتاد لأنه سيتعرض للإصابة بالتهاب الكبد الفيروسى.