جريدة الزمان

تقارير

الأم المثالية بالبحيرة: اشتغلت بتربية الدواجن.. وبفرح لما يقال لى يا «أم الدكاترة»

هبه جمال -

تكريم الأمهات المثاليات على مستوى الجمهورية

أم شهيد الشرطة: «عزائى الوحيد استشهاد ابنى علشان البلد تقف على رجليها»

أعلنت وزارة التضامن الاجتماعى برئاسة الدكتورة نيفين القباج، أسماء الأمهات المثاليات على مستوى الجمهورية، والبالغ عددهن 32 أمًا حيث حصلت أمنية راشد إبراهيم رحمة، من دمياط على المركز الأول، وتبلغ من العمر 71 عاما، تزوجت من طبيب يعمل بالمستشفى التى كانت تعمل بها ممرضة، وتوفى الزوج فجأة بأزمة قلبية تاركا لها 3 بنات، الابنة الكبرى 6 سنوات والثانية 4 سنوات والصغرى كانت جنينا فى رحم الأم.

ورغم تلك المصاعب صمدت الأم وكافحت واستمرت فى العمل وتابعت تعليم بناتها حتى حصلت الكبرى على بكالوريوس علوم ودبلومة دراسات عليا، وحصلتا الثانية والصغرى على بكالوريوس الهندسة.

وأعربت الأم عن سعادتها لـ"الزمان" قائلة: "لما عرفت خبر اختيارى معرفتش أمسك نفسى من الدموع، وكأن ربنا أراد أن يكافئنى فى آخر عمرى.. اتحملت كتير وكان كل أملى تربية بناتى وأعلمهن كويس والحمد لله ربنا استجاب".

وقدمت منيرة مصطفى عبدالوهاب، الأم المثالية لمحافظة أسيوط الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسى لاهتمامه بالمرأة المصرية، معبرة عن سعادتها أنه سيقوم بتكريمها.

وقالت الأم لـ"الزمان"، إنها عانت كثيرا فى حياتها حيث تزوجت رغما عنها من شخص سبق له الزواج مرتين من قبل، وعاشت أياما صعبة حيث كان يعاملها بقسوة شديدة دون سبب، ودخلت الأم فى غيبوبة أثناء حملها لأن الجنين بدأ يتغذى على الدهون بدلا من النشويات وتحدث هذه الحالة لواحد فى المليون.

وتابعت: "وبعد أشهر من المعاناة والتعب قام بتطليقها ورجعت الأم بابنتها إلى منزل والدها، وكانت صدمتها الشديدة عندما مرضت ابنتها وأخبرها الطبيب بوجود مشاكل بالكلى قد تؤدى إلى توقفها، ثم أصيبت الابنة بورم بالرحم أدى إلى استئصاله، وبعد فترة من إجراء العملية الجراحية تعبت الابنة مرة أخرى واكتشفوا بأنها مصابة بسرطان الدم وأنها تحتاج إلى زرع نخاع، وسافرت الأم بها إلى روسيا وتمت العملية بنجاح".

واختتمت الأم حديثها بشكر الله وأنها راضية بقضاء الله وقدره، حيث أكملت ابنتها تعليمها وهى حاليا فى الفرقة الثالثة بكلية الطب.

وقالت صفاء مصطفى مصطفى عبدالجواد، الأم المثالية لابنة من ذوى الاحتياجات الخاصة، إنها تشعر بسعادة غامرة منذ سماعها خبر اختيارها كأم مثالية، لافتة إلى أنها لم تتقدم للحصول على هذا اللقب وأن زوجها هو من قام بالتقديم لها كنوع من التكريم الخاص.

وقال السيد محمد، زوج الأم المثالية صفاء، إن وزجته تحملت الكثير حيث رزقها الله بابنة معاقة ذهنيا وكان رأى الأطباء أنه لا يوجد علاج وفى نفس الوقت كانت ترعى الابن الآخر فى الدراسة حتى حصل على بكالوريوس إعلام بالإضافة إلى شئون المنزل، حتى أصبحت الابنة متفوقة فى السباحة، وكانت أصغر لاعبة تحصل على المركز الأول بإحدى المسابقات حيث كان عمرها 6 سنوات.

وتابع: أن زوجته استطاعت أن تجعل من ابنته بطلة مصرية وتم ترشيحها لتمثل مصر فى البطولة العربية وفازت بالمركز الأول وحصلت على 3 ميداليات ذهبية، وأصبحت الابنة نموذجا مشرفا لمصر.

ووجهت الأم رسالة عبر "الزمان" لكل من لديه طفل من ذوى الاحتياجات الخاصة أن هؤلاء الأطفال مثل باقى الأولاد لا يقلون عنهم شيئا ولا يمثلون عائقا بل لديهم جوانب مميزة عن الآخرين.

"بفرح لما بيقولولى يا أم الدكاترة وبحس إن ربنا عوض صبرى خير"، بهذه الكلمات بدأت تحية محمد عبدالفتاح حمزة، الأم المثالية بالبحيرة حديثها لـ"الزمان"، حيث تزوجت الأم من رجل أحسن عشرتها وكانت تسكن معه فى بيت العائلة، إلى أن حدثت مشاكل عديدة مع أهل الزوج وتم طردهم وكانت حاملا فى أول أبنائها، بالرغم أن الزوج هو صاحب المنزل والذى قام ببنائه، انتقلت للعيش فى بيت والدها ثم قامت ببيع ذهبها لبناء مسكن من الطوب اللبن وسقف بوص وخشب، واضطر زوجها للعمل باليومية إلى جانب عمله بالوحدة المحلية حيث كان يتقاضى 30 جنيها شهريا، واشتغلت الأم بتربية الدواجن حتى تساعد فى تلبية احتياجات أسرتها.

ولكن شاء القدر أن تتحمل الأم المسئولية وحدها بعد أن أصيب زوجها بمرض السكر وانفصال فى شبكية العين، واستطاعت الأم أن تربى أبناءها وتغرس فيهم قيم القناعة ورغم المعاناة كانوا يشعرون بالسعادة، وكانوا يحصلون على المراكز العليا فى جميع المراحل التعليمية، وذلك بدون الحصول على دروس خصوصية وكانوا مصدر فخر فى قريتهم.

وبعد رحلة كفاح طويلة تخرج الابن الأكبر وحصل على بكالوريوس طب وجراحة الأسنان، وأثناء دراسته كان يعمل بالمستوصفات الطبية والعيادات الخاصة حتى تمكن من بناء منزل للأسرة وتزوج وساعد فى تجهيز أيضا أثناء زواجها والتى حصلت على بكالوريوس الصيدلة، والابن الأصغر ما زال طالبا بالفرقة الخامسة بكلية الطب.

وأعربت سهام مصطفى الأم المثالية لأم الشهيد من الشرطة عن سعادتها باختيارها، موضحة أنّها علمت بنتيجة المسابقة قبل يومين فقط، وكانت تعتقد أنّها ستلغى بسبب الظروف الحالية.

وتابعت: "ابنى مات تانى يوم عيد ميلاده، بس عزائى الوحيد إنّه مات عشان البلد دى تقدر تقف على رجليها"، موضحة أنّ وزارة الداخلية هى من رشحتها للمسابقة: "نفسى الناس تقدّر اللى بيعملوه الأبطال دول كل يوم عشان البلد".