جريدة الزمان

منوعات

بنغلاديش تحتفل بعيد الاستقلال.. اليوم

مبني برلمان بنغلاديش
سامية عبد القادر -

تحتفل اليوم دولة بنغلاديش بهيد استقلالها من كل عام يوم 26 مارس من عام 1971

ماذا تعرف عن بنعلاديش..

بنغلاديش (بالبنغالية :বাংলাদেশ) ورسميًا جمهورية بنغلاديش الشعبية (Gônoprojatontri Bangladesh

تكتب باللغة البنغالية: গণপ্রজাতন্ত্রী বাংলাদেশ)

بنغلاديش او كما ننطقها ونكتبها بنكلاديش هي دولة تقع في جنوب شرق قارة آسيا. تحدها الهند من كل الجهات ما عدا جهة أقصى الجنوب الشرقي والتي تحدها منها بورما (ميانمار) وحتى أقصى جنوب شرق القارة ويحدها من الجنوب ساحل البنغال. تشكل بنغلاديش مع الولاية الهندية في غرب البنغال منطقة البنغال العرقية متعددة اللغات. يشير اسم بنغلاديش إلى "دولة البنغال" باللغة البنغالية الرسمية.

اصل التسمية

تتكون كلمة بنغلادش من شقين، بنغلا تشير إلى البنغال ودش بمعنى بلد أو أرض. أي تعني أرض البنغال. الأصل الدقيق لكلمة البنغال غير معروف، على الرغم من يعتقد أنه يمكن أن مستمد من قبيلة درافيدية اسمها بانجا التي استقرت في المنطقة في حوالي العام 1000 قبل الميلاد. كما أن تكهنات أخرى تشير إلى أن الاسم مشتق من بانجا أو بونجا بمعنى إله الشمس

أسست الحدود الحالية لدولة بنغلاديش مع تقسيم البنغال والهند في عام 1947، عندما أصبحت الإقليم الشرقي لدولة باكستان حديثة التأسيس وكان يعرف باسم باكستان الشرقية . وكانت الهند تفصل هذا الإقليم عن الشطر الغربي لباكستان والذي كان يعرف باسم باكستان الغربية بمسافة ألف وستمائة كيلومتر تقريبا (حوالي ألف ميل) . أدى الإهمال الاقتصادي والتمييز السياسي واللغوي إلى ثورة شعبية ضد غرب باكستان، الأمر الذي أدى إلى قيام حرب الاستقلال في عام 1971 وانفصال باكستان الشرقية وقيام دولة بنغلاديش. بعد استقلال الدولة الجديدة، استمرت بها المجاعات والكوارث الطبيعية وانتشر في أنحائها الفقر والاضطرابات السياسية والانقلابات العسكرية. شهدت البلاد استقرارا نسبيا وتقدما اقتصاديا منذ عام 1991 عقب عودة النظام الديمقراطي في البلاد .

تُعد دولة بنغلاديش الدولة السابعة على العالم من حيث التعداد السكاني وتدخل أيضًا ضمن الدول شديدة الكثافة السكانية والتي ترتفع بها معدلات الفقر. على الرغم من ذلك، فإن الناتج الإجمالي المحلي للفرد للسعر المعدل في ضوء نسبة التضخم قد زاد إلى أكثر من الضعف منذ عام 1975 وقلت معدلات الفقر في الدولة إلى 20% منذ بداية التسعينيات.وقد وضعت بنغلاديش في قائمة الدول الإحدى عشر المتوقع تفوقها اقتصاديا.

على الصعيد الجغرافي، تستقر دولة بنغلاديش داخل 'دلتا الجانج الخصبة والتي فرعاها نهرا "الجانج" و"البراهمبوترا" وتتعرض إلى الفيضانات السنوية الناتجة عن الرياح الموسمية والأعاصير الحلزونية. إن بنغلاديش إحدى الدول الأعضاء في اتحاد دول الكومنولث واتحاد جنوب شرق آسيا للتعاون الإقليمي ومبادرة خليج البنغال للتعاون الاقتصادي والفني في المجالات المتعددة (البيمستيك) ومؤتمر القمة الإسلامي ومجموعة الدول الثمانية النامية. كما تشير المذكرة الخاصة بالدول التي أصدرها البنك الدولي في عام 2005 إلى أن بنغلاديش أحرزت تقدمًا مذهلاً في التنمية البشرية في مجالات التعليم والمساواة بين الذكور والإناث في التعليم والحد من النمو السكاني.

دخل الإسلام إلى البنغال في القرن الثاني عشر الميلادي عن طريق التجار العرب المسلمين وبعض الصوفيين التبشيريين ثم ساعدت الفتوحات الإسلامية في انتشار الإسلام في أنحاء البلد. قام القائد التركي باكثير خيلجي بإلحاق الهزيمة بلاكشمان سين وهو أحد أفراد الأسرة الحاكمة الهندوسية Sena واحتل أجزاءً كبيرة من البنغال. حكم المنطقة العديد من الأسر الحاكمة من السلاطين والإقطاعيين خلال مئات السنين القليلة التالية. ومع حلول القرن السادس عشر، حكمت الإمبراطورية المغولية منطقة البنغال وأصبحت داكا إحدى المراكز المحلية المهمة للإدارة المغولية.

 

الاحتلال البريطاني

دخل التجار الأوروبيون المنطقة متأخرًا في القرن الخامس عشر وزاد نفوذهم في البلد حتى تمكنت شركة شرق الهند البريطانية من السيطرة على البنغال بعد معركة "بلاسي" في عام 1757. نتج عن التمرد الدموي في عام 1857 والذي عُرف باسم تمرد سيبوي انتقال السلطة إلى الملك مع وجود نائب بريطاني يتولى القيام بمهام الإدارة. في أثناء الحكم الاستعماري، أرهقت المجاعات منطقة شبه القارة الهندية العديد من المرات والتي شملت أيضًا مجاعة البنغال الكبرى في عام 1943 والتي نتج عنها وفاة ثلاثة ملايين شخص.

في الفترة ما بين عامي 1905 و1911، كانت هناك محاولة فاشلة لتقسيم إقليم البنغال إلى منطقتين وتكون داكا هي عاصمة المنطقة الشرقية للإقليم.

باكستان الشرقية

عندما تم تقسيم الهند في عام 1947، تم تقسيم البنغال بناءً على أسس دينية؛ حيث انضم الجزء الغربي من الإقليم إلى الهند والجزء الشرقي انضم إلى باكستان تحت مسمى البنغال الشرقية (والتي سميت فيما بعد بباكستان الشرقية) وعاصمتها داكا. في عام 1950، اكتملت حركة إصلاح الأراضي في البنغال الشرقية عن طريق التخلص من النظام الإقطاعي الزامنداري. على الرغم من الثِقل الاقتصادي والسكاني للشرق، فإن الطبقات الارستقراطية الغربية كانت تسيطر على الحكومة والجيش الباكستاني. كانت حركة اللغة البنغالية في عام 1952 الإشارة الأولى للخلاف بين الجزء الشرقي والغربي في باكستان وكان هدف هذه الحركة هو جعل اللغة البنغالية هي اللغة الرسمية لباكستان. استمرت حالة الاستياء من الحكومة المركزية حول القضايا الثقافية والاقتصادية في الزيادة خلال العقد التالي، والتي ظهرت خلالها عصبة أواميليك وكانت بمثابة الصوت السياسي للشعب البنغالي. أثارت تلك العصبة الشعور العام من أجل حركة المطالب الستة: حركة قومية بنغلاديشية تزعمها الشيخ مجيب الرحمن أدت إلى الاستقلال في عام 1960 وفي عام 1966 تم سجن رئيس العصبة "الشيخ مجيب الرحمن" وتم الإفراج عنه في عام 1969 بعد قيام ثورة شعبية غير مسبوقة.

الدستور

إن أكبر هيئة قضائية في بنغلاديش هي المحكمة العليا. ويقوم رئيس الجمهورية بتعيين القضاة. إن المؤسسات القضائية والقانونية في بنغلاديش ضعيفة. تم تطبيق فصل السلطات القضائية عن التنفيذية في الأول من نوفمبر عام 2007. من المتوقع أن يجعل ذلك الفصل السلطة القضائية أقوى وأنزه. جدير بالذكر أن القوانين في بنغلاديش يتم وضعها بشكل غير دقيق اعتمادًا على القانون الإنجليزي العام، ولكن يتم وضع القوانين المتعلقة بالمسائل الأسرية، مثل الزواج والميراث على أساس النصوص الدينية؛ ومن ثم تختلف بين المجتمعات الدينية في بنغلاديش.

 

الأحزاب

الحزبين الرئيسيين في بنغلاديش هما عصبة أوامي البنغلاديشية والحزب الوطني البنغلاديشي. تقود الحزب الأخير خالدة ضياء والتي وجدت حلفائها بين الأحزاب الإسلامية، مثل الجماعة الإسلامية البنغلاديشية وجماعة أويكا جوتا الإسلامية، بينما تنحاز عصبة أوامي بقيادة الشيخة حاسينة مع اليساريين والأحزاب العلمانية. إن حسينة وخالدة ضياء متنافستين متعصبتين وقد سيطرتا على الأمور السياسية لمدة خمسة عشر عامًا وهما امرأتان لكل منهما علاقة بأحد قادة حركة تحرير بنغلاديش. يُعد حزب جاتيا أحد الأحزاب المهمة في بنغلاديش والذي يرأسه الحاكم العسكري السابق إرشاد. اشتدت المنافسة بين الحزب الوطني البنغلاديشي وعصبة أوامي وزادت من حدته الاحتجاجات وأعمال العنف والقتل. إن الباحثين السياسيين في بنغلاديش أصحاب مكانة عالية وقوة حيث يمثلون تراث عصر حركة التحرير. لدى أغلب الأحزاب السياسية في بنغلاديش جماعات من الباحثين النشطين ويتم انتخاب هؤلاء الباحثين في البرلمان.

 

تمت إدانة الأحزاب المسلمة المتطرفة في بنغلاديش وهي جماعة مسلمي جاجراتا وجاناتا البنغلاديشية وجماعة المجاهدين البنغلاديشيين في فبراير عام 2005. حيث اعتبِرت تلك الجماعات هي المسئولة عن الهجمات التفجيرية التي حدثت عام 1999 وتم احتجاز المئات من الأعضاء المشتبه فيهم في عمليات أمنية موسعة وتضمنت تلك العمليات أيضًا رؤساء تلك الجماعات في 2006. الحالة الأولى التي تم تسجيلها لعملية تفجيرية انتحارية حدثت في بنغلاديش كانت في نوفمبر عام 2005.

نظام الانتخابات

في 22 يناير 2007، تم تأجيل الانتخابات بشكل غير محدد وتم إعلان قانون الطوارئ في 11 يناير عام 2007 عندما كان الجيش يقوم بدعم الحكومة الانتقالية لفخر الدين أحمد والتي تهدف إلى إعداد قائمة جديدة من الناخبين وقمع الفساد المنتشر في أنحاء البلاد. تهدف الحكومة أيضًا إلى إقامة انتخابات جديدة في عام 2008 بيد أن عدم وجود التوافق بين لجان الانتخاب والأحزاب الحكومية والسياسية يهدد ذلك الموعد النهائي للانتخابات. خلقت الممارسات الحكومية بعض الشكوك في أمر الانتخابات بينما تم احتجاز قائدتي الحزبين الحاكمين في بنغلاديش وهما خالدة زيوار والشيخة حاسينة وواجهتا تهمًا جنائية في المحكمة ولا زالت الأساليب السياسية الداخلية المحظورة تُمارس. قاموا أيضًا بمساعدة الحكومة البنغلاديشية المؤقتة كدفعة ضد الفساد والذي يبدو أنه يستهدف رجال السياسة والخصوم. تفشت أيضًا عمليات الاحتجاز غير القانونية والتعذيب للحصول على الاعترافات.

الاستقلال

في عام 1970، هب إعصار شديد على ساحل شرق باكستان وكانت استجابة الحكومة ضعيفة جدًا تجاه هذه الأزمة. ازداد غضب الشعب البنغالي عندما تم إبعاد الشيخ مجيب الرحمن عن أي مناصب في الدولة وكانت قد فازت عصبة أواميليك التي يرأسها بأغلبية الأصوات في البرلمان في انتخابات عام 1970. بعد ترأسه لمباحثات تسوية مع مجيب الرحمن، قام الرئيس يحي خان بالقبض عليه في الساعات الأولى من صباح يوم 26 مارس 1971 وشن عملية مناورة كانت عبارة عن هجوم عسكري مستمر على باكستان الشرقية. كانت الأساليب التي استخدمها يحي خان دموية للغاية ونتج عن عنف الهجوم وفاة العديد من المدنيين. شملت الأهداف الرئيسية ليحي خان المفكرين والهندوس مما نتج عنه فرار حوالي عشرة ملايين لاجئ إلى الهند. ويتراوح عدد من تعرضوا لتلك المذابح في خلال فترة الحرب ما بين ثلاثمائة ألف إلى ثلاثة ملايين شخص.

وقبل أن يتم القبض عليه بواسطة الجيش الباكستاني، أعلن الشيخ مجيب الرحمن رسميًا استقلال بنغلاديش وأمر كل فرد أن يقاتل حتى يتم جلاء آخر جندي من الجيش الباكستاني عن باكستان الشرقية. فر أغلبية قادة عصبة أواميليك وشكلوا حكومة في المنفى في مدينة كالكتا في الهند. ثم حلفت الحكومة المنفية اليمين رسميًا أمام موجيب نجار في مقاطعة كوستيا في باكستان الشرقية في الرابع عشر من إبريل عام 1971. استمرت حرب تحرير بنغلاديش لمدة تسعة شهور. كانت حرب العصابات التي تقوم بها قوات التحرير والجنود النظاميين البنغاليين تلقى الدعم من القوات المسلحة الهندية في ديسمبر عام 1971. حقق التحالف بين الجيش الهندي وقوات التحرير نصرًا ساحقًا في أنحاء باكستان في يوم 16 ديسمبر عام 1971 وسيطر على حوالي 90.000 سجين حرب.