جريدة الزمان

منوعات

اليوم ذكري ميلاد مروان بن الحكم الخليفة الأموي الرابع

الخليفة مروان بن الحكم الرابع
سامية عبد القادر -

اليوم 28 مارس من عام 723 هو ميلاد - مروان بن الحكم، الخليفة الأموي الرابع في دمشق، ومؤسس الدولة الأموية الثانية

.مروان بن الحكم بن أبي العاص الأموي القرشي رابع خلفاء الدولة الأموية (2 هـ-65 هـ / 28 مارس 623 - 7 مايو 685 م) في دمشق. (حكم: 64 هـ-65 هـ/683-685م)، ومؤسس الدولة الأموية الثانية، رغم قصر فترة حكمه، لكن يمتاز مروان بن الحكم بأنه مؤسس السلالة التي حكمت العالم الإسلامي بين عام 685 و750م، ومن ثم حكمت الأندلس بين عامي 756 و1031م.

نسبه

هو مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.

شخصيته وحياته

هو مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية القرشي، أبو عبد الملك ويقال أبو القاسم ويقال أبو الحكم، المدني. وأمه آمنة بنت علقمة بن صفوان الكنانية البعض يجعله من صغار الصحابة والبعض يجعله من كبار التابعين. ولد عام 2 هـ، وقيل: 4 هـ بمكة المكرمة وتوفي سنة 65 هـ بدمشق.

 

وهو أحد الخلفاء الأمويين في دمشق وترتيبه الخليفة الرابع، ولقد كان فقيهاً ضليعاً، وثقة من رواة الحديث. وروى له البخاري وأصحاب السنن الأربعة.

 

ولايته على المدينة

كان كاتبا لعثمان بن عفان أثناء خلافته، وفي عهد معاوية بن أبي سفيان ولاه معاوية على المدينة ثم عزله ثم ولاه ثانية ثم عزله.

 

الخلافة ومواجهة المعوقات

بعد وفاة معاوية بن يزيد اضطرب أمر بني أمية، وكادت دولتهم أن تذهب لولا أن تداركوا أمرهم، مما جعل عبد الله بن الزبير يعلن نفسه خليفة في مكة، وبدأت البيعة تأتيه من الأقاليم حتى من بلاد الشام مركز الأمويين، فانقسم أهلها لفريقين: فريق مال لابن الزبير وهم القيسية بزعامة الضحاك بن قيس الفهري، وفريق أخر ظل على ولائه للأمويين وهم اليمانية في الشام بزعامة حسان بن مالك الكلبي.

 

كان مروان وبنوه في المدينة عند وفاة يزيد بن معاوية فأخرجهم منها عبد الله بن الزبير، فرحلوا للشام، فلما وصلوها وجدوا الانقسامات على أشدها، مما جعل مروان يفكر في العودة لالحجاز لمبايعة ابن الزبير، حتى وصل إلى الشام عدد من قادة بني أمية البارزين كالحصين بن نمير السكوني، الذي كان يحاصر ابن الزبير في مكة، وعبيد الله بن زياد الذي كان في البصرة عند وفاة يزيد فاضطرب عليه الأمر، فهرب إلى الشام، وكان وصول هذين وأمثالهما إلى الشام نقطة تحول في تاريخ الدولة الأموية، فلو تأخر وصولهما لذهب مروان لمبايعة ابن الزبير، ولكنهم استحثوا عزيمة مروان الذي قال له عبيد الله بن زياد، حينما علم أنه يريد مبايعة ابن الزبير، فقال: 'قد استحييت لك من ذلك، أنت كبير قريش وسيدها تمضي إلى أبي خبيب -يقصد ابن الزبير- فتبايعه، فقال مروان: ما فات شيء بعد.

تَطَلَّع مروان للخلافة، لكن واجهته عدة صعوبات، فكان القيسيين بالشام قد بايعوا لابن الزبير، واليمانية أنصار بني أمية كانوا منقسمين لفريقين: فريق يميل لبيعة خالد بن يزيد بن معاوية، ويتزعمه حسان بن مالك الكلبي، ومالك بن هبيرة السكوني، وفريق أخر يميل لبيعة مروان، ويتزعمه روح بن زنباع الجذامي والحصين بن نمير السكوني، وعبيد الله بن زياد، وبعد مناقشات تغلب الفريق الذي يؤيد مروان، وكانت حُجتهم أن خالد بن يزيد لازال صغيرًا، وليس ندا لعبد الله بن الزبير الأكبر سناً، فقالوا لمعارضيهم: 'لاوالله لا تأتينا العرب بشيخ -يقصدون ابن الزبير- ونأتيهم بصبي' فاتفقوا أن تكون البيعة لمروان، ثم من بعده خالد بن يزيد، ومن بعده لعمرو بن سعيد الأشدق، واتفقوا على عقد مؤتمر الجابية لإنهاء المشكلة.

لكن الضحاك بن قيس زعيم الفريق الذي بايع ابن الزبير مال إلى بني أمية من جديد، حيث كان بالسابق من أقرب رجال معاوية وابنه يزيد وكان الحاكم الفعلي لدمشق منذ وفاة يزيد، فأرسل إليهم يعتذر عن خروجه عن طاعتهم وأعلن أنه سيحضر مؤتمر الجابية، لكنه لم يستطع المضي في خطته، حيث مُورست عليه ضغوطات للبقاء على بيعة ابن الزبير من رجاله وبصفة خاصة ثور بن معن السلمي فلم يذهب إلى الجابية بل ذهب إلى مرج راهط، لكن لم يؤثِّر موقف الضحاك بن قيس على بني أمية، فقد عقدوا مؤتمرهم في الجابية، وبايعوا مروان بالخلافة في الثالث من ذي القعدة سنة 64 هـ، وقال مروان حين بويع له:

لما رأيت الأمر أمراً نهبا يسرت غسان لهم وكلبا

والسكسكيين رجالاً غلبا وطيئاً تأباه إلا ضربا

مكانة وفضل مروان

كان مروان بن الحكم من سادات قريش وفضلائها، وكان عثمان بن عفان يكرمه ويعظمه، قد قاتل مروان يوم الدار قتالاً شديدًا، وقَتَلَ بعض من الخوارج، وكان على الميسرة يوم الجمل، و قال أبو الحكم: سمعت الشافعي يقول: كان علي بن أبي طالب يكثر السؤال عن مروان حين انهزم الناس يوم الجمل، يخشى عليه من القتل، فلما سئلوه عن ذلك قال: إنه يعطفني عليه رحم ماسة، وهو سيد من شباب قريش.

كان قارئًا لكتاب الله، فقيهًا في دين الله، شديدًا في حدود الله، ومن أجل ذلك ولاه معاوية بن أبي سفيان المدينة أكثر من مرة، وأقام للناس في الحج سنين متعددة.

قال أحمد بن حنبل يقال: كان مروان قاضياً يتتبع قضايا وأحكام عمر بن الخطاب ، وكان جوادًا كريمًا فقد روى المدائني عن إبراهيم بن محمد عن جعفر بن محمد أن مروان أسلف علي بن الحسين، حين رجع إلى المدينة بعد مقتل الحسين ستة آلاف دينار، فلما حضرته الوفاة أوصى إلى ابنه عبد الملك أن لا يسترجع من علي بن الحسين شيئًا، فبعث إليه عبد الملك بذلك فامتنع من قبولها، فألح عليه فقبلها، وقال: الشافعي: إن الحسن والحسين كان يصليان خلف مروان ولا يعيدانها، ويعتدان بها.

كان مروان حكيمًا ذا عقل وكياسة، ومما يدل على حكمته وعقله أنه كان أثناء ولايته على المدينة، إذا وقعت مشكلة شديدة جمع مَنْ عنده من الصحابة فاستشارهم فيها، وهو الذي جمع الصيعان فأخذ بأعدلها فنسب إليه الصاع؛ فقيل: صاع مروان.

قال عنه أبو بكر بن العربي: 'مروان رجل عَدْلٌ من كبار الأمة عند الصحابة والتابعين وفقهاء المسلمين، أما الصحابة فإن سهل بن سعد الساعدي روى عنه، وأما التابعون فأصحابه في السن، وإن كان جازهم باسم الصحبة في أحد القولين، وأما فقهاء الأمصار فكلهم على تعظيمه، واعتبار خلافته، والتَّلَفُّت إلى فتواه، والانقياد إلى روايته، وأما السفهاء من المؤرخين والأدباء فيقولون على أقدارهم.

روى مروان عن عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان - وكان كاتبا لعثمان - وروى عن علي بن أبي طالب وزيد بن ثابت وبسرة بنت صفوان الأزدية وكانت حماته.

روى عن مروان ابنه عبد الملك وسهل بن سعد وسعيد بن المسيب وعروة بن الزبير وعلي بن الحسين زين العابدين ومجاهد وغيرهم.

قال الواقدي ومحمد بن سعد: أدرك النبي ولم يحفظ عنه شيئا، وكان عمره ثمان سنين حين توفي النبي، وذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من التابعين، وقد كان مروان من سادات قريش وفضلائها.

قال ابن وهب: سمعت مالك بن أنس يقول: قال مروان يوما: قرأت كتاب الله منذ أربعين سنة ثم أصبحت فيما أنا فيه، من إهراق الدماء وهذا الشأن - يقصد عندما تولى الخلافة - .

كان مروان إذا ذكر الإسلام قال:

 

بنعمت ربي لا بما قدمت يدي ولا بتراثي إنني كنت خاطئا

كان آخر ما تكلم به مروان: وجبت الجنة لمن خاف النار، وكان نقش خاتمه العزة لله ، وقال الأصمعي: كان نقش خاتم مروان آمنت بالعزيز الرحيم.

الروايات الشيعية

يرى الشيعة كفر مروان بن الحكم وارتداده عن الإسلام هو وسائر بني أمية على حد قولهم. فقد جاء في نهج البلاغة أحد كتب الشيعة أنه: «أخذ مروان بن الحكم أسيرا يوم الجمل، فاستشفع الحسن والحسين عليهما السلام إلى أمير المؤمنين عليه السّلام فكلماه فيه، فخلى سبيله، فقالا له: يبايعك يا أمير المؤمنين؟ فقال عليه السّلام: أولم يبايعنى بعد قتل عثمان؟ لا حاجة لى في بيعته إنّها كفّ يهوديّة لو بايعنى بكفّه لغدر بسبته أما إنّ له إمرة كلعقة الكلب أنفه، وهو أبو الأكبش الأربعة، وستلقى الأمّة منه ومن ولده يوما أحمراً.»

تراثه

أنشأ سبيل ابن الحكم (إندثر) في شارع ابن الحكم بحلمية الزيتون.

أنشأ دار مروان الشهيرة في المدينة ، والتي أصبحت لاحقا دارا للولاة والأمراء الذين يحكمون المدينة .

ذريته

عبد الملك، عبد العزيز، محمد، بشر، معاوية، أم عمرو، أم عثمان، أبان، عبيد الله، عبد الله، أيوب، عثمان، داود، رملة، عمر

وفاته

توفي سنة 65 هـ بدمشق. وكان كاتبه زمن خلافته عبيد بن أوس، وحاجبه المنهال مولاه، وقاضيه أبو إدريس الخولاني، وصاحب شرطته يحيى بن قيس الغساني. وقال ابن أبي الدنيا وغيره: كان مروان قصيرا، أحمر الوجه أوقص، دقيق العنق، كبير الرأس واللحية.