جريدة الزمان

خير أجناد الأرض

خطط شيطانية لكسر العزيمة والإرادة المصرية

منى عيسوي -

خبراء يحذرون من حروب الجيل الخامس فى أزمة "كورونا"

الحروب تدار بالشائعات والتكنولوجيا بدلًا من الرصاص

التطور فى نوعية الحروب بدأت منذ حرب أكتوبر المجيدة، والتى هيأت للعدو فيما بعد فكرة الحرب النفسية، عقب ثقتهم الكبيرة أن الجندى المصرى لا يمكن هزيمته بالسلاح، فمصطلح الحرب النفسية أو الشائعات أو حروب الجيل الرابع أو الخامس، يعتبر أداة يستخدمها الأعداء فى محاولة التأثير على عقول الشعوب، من خلال بث الشائعات أو الأكاذيب؛ لهدم الثقة بين الشعب والدولة، خاصة فى ظل تفشى أزمة الوباء العالمى.

وكشف اللواء أركان حرب، ناجى شهود، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، لـ"الزمان"، أن حروب الجيل الرابع والخامس، تستهدف الإنسان نصف الواعى ونصف المثقف، وتصدر له مادة عبر أجهزة الهاتف المحمول بشكل أساسى، لافتا إلى أن هذا الوسيط أو الهاتف- فى حقيقة الأمر- لم يشاهد شيئا فى الواقع.

وأوضح مستشار أكاديمية ناصر العسكرية، أن العدو يستقى معلوماته كاملة عبر هذا الوسيط، ويبدأ مادته التى يسعى لأن يوصلها للمستهدف "المواطن"، وذلك من خلال عرض مادة منطقية، ثم يبث فيها السموم والأكاذيب، مضيفا، أنه بهذه الطريقة يتمكن تمامًا من قهر الضحية وهزيمتها وإقناعها بأنها لا منقذ لها غير هذه الأفكار التى يدعوه إليها، وهو ما يحدث تمامًا فى الحروب التى تدار عبر وسائل التواصل الاجتماعى والسوشيال ميديا.

وأكد اللواء شهود، أن المصريين يمتلكون نسبة ذكاء عالية دائمًا ما تأخذهم إلى بر الأمان، ولذلك فقد أفشل وعى المصريين عددا من الأكاذيب والمعلومات المغلوطة، فضلا عن ثقة الشعب الكبيرة فى أجهزة الدولة.

أكد اللواء سمير فرج، مدير إدارة الشئون المعنوية الأسبق، أن حروب الجيل الخامس، تعتمد على نشر الشائعات والفوضى؛ لهز أركان الدولة، لافتا إلى أنها حرب مختلفة عن التى تدار بالأسلحة والصواريخ، لأنها تستهدف فقدان الثقة بين المواطنين والحكومة.

وأضاف مدير إدارة الشئون المعنوية الأسبق، أن الشائعات التى تتردد بخصوص فيروس كورونا، هدفها هز أركان الدولة، مشيرا إلى أنه تم نشر شائعة غير صحيحة، أن وزارة الداخلية فرضت حظر التجوال، ولكنها نفت ما تم ترديده.

وأكد اللواء سمير فرج، على ضرورة التزام المواطن وعدم الانسياق خلف الشائعات مجهولة المصدر، لافتا إلى أن نشرها يؤدى إلى الفوضى داخل الدولة المصرية.

وأوضح اللواء فرج، أن الرئيس السيسى شدد على عدم إخفاء الحقيقة بشأن فيروس كورونا، ووجه بضرورة الحفاظ على الشفافية فيما يتعلق بهذا الموضوع، مؤكدا أن الدولة المصرية تتعامل بشكل جيد فى إدارة الأزمات، مع بداية انتشار فيروس كورونا، وقبلها عند أزمة السيول والأمطار التى وقعت بالبلاد.

قال اللواء عادل العمدة، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية، إن القادة لجأوا لابتكار حرب الجيل الرابع والخامس، المتمثلة فى إطلاق الشائعات والأكاذيب، وبهذه الطريقة تحولت الحروب إلى حرب "الكلمة"، لافتا إلى أنهم توصلوا إلى هذا الأسلوب من الحروب، بعد حرب أكتوبر، حيث اكتشفوا أن جميع التحصينات التى استخدموها ضد المقاتل المصرى، باءت بالفشل.

وتابع، رغم جميع ما قاموا به من تحصينات فى خط بارليف، من مده بالقوات ومصدات دبابات، وقواعد صواريخ لاستهداف المقاتلين، ودعموها بخط أنابيب بترول، ووضعوا ألغاما مضادة للأفراد وأسلحة شائكة، جميعها لحماية خط بارليف ضد القوات المصرية، ولكن فى النهاية استطاع الجندى المصرى خلخلة هذا الساتر العملاق ببعض المياه، مشيرا إلى أن الجندى المصرى تمكن من عمل حوالى 76 ثغرة، والتى أجمع الخبراء الاستراتيجيون فى ذلك الوقت أن القنابل النووية الوحيدة التى تستطيع خلق هذه الثغرات.

وأضاف مستشار أكاديمية ناصر العسكرية، أنه بسبب براعة الجندى المصرى، قرر العدو عدم الدخول فى صراع مسلح مع الجيش المصرى، وقرر اللجوء للقتال من خلال سلاح جديد وهو "الحرب النفسية".

وأوضح اللواء عادل العمدة، أن كبار الساسة الإسرائيليين- بعد حرب أكتوبر- أكدوا أنهم لن يدخلوا فى صراع مسلح مباشر مع الدولة المصرية مرة أخرى، وأعلنوا أنهم سيجعلون الشعب المصرى شعباً لا يستطيع حمل السلاح، مؤكدا أن قواتنا المصرية فى الحرب المباشرة انتصرت عليهم رغم قدراتهم الأقل، بالعزيمة والإرادة القوية انتصرنا، لذلك العدو لجأ إلى حروب الجيل الرابع أو الخامس، التى يحاول أن يلعب فيها على كسر العزيمة والإرادة.

ولفت اللواء العمدة، أن هدف حروب الجيل الرابع والخامس، هو خلق جيل من الشباب غير قادر على الصراع المسلح والمواجهة المباشرة، فالعدو يحاول كسر هذا الجيل من خلال المعلومات المغلوطة والشائعات والأكاذيب.

وأكد اللواء عادل العمدة، أن هذه الحروب هدفها التشكيك فى أجهزة الدولة، وأنها مثل الفيديوهات الكاذبة التى كانت تبث استغاثات جنودنا فى سيناء قديما، والتى استخدمت كحرب نفسية للتشكيك فى مقاتلينا، وإضعاف روح باقى المقاتلين فى سيناء، وبث عدم الثقة فى القيادة لعدم تنفيذ أوامرها.

وأكد اللواء العمدة، أن هذه الحروب، تسعى إلى تدمير الشعوب؛ لتسهيل عملية استقطابها والسيطرة عليها، وكسر إرادتها، مؤكدا أنه طالما تم كسر إرادة وعقيدة الشعوب، أصبح الانتصار عليها سهلا؛ لأنها فى هذه الحالة تكون هزمت نفسها.