جريدة الزمان

خير أجناد الأرض

اللواء مختار قنديل: قضينا على أطماع المستعمرين فى الأرض المقدسة.. ولم نبرح الأرض إلا بتحرير سيناء (حوار)

حوار : منى عيسوي -

قدمنا تضحيات عديدة لتحقيق النصر

شارك اللواء أركان حرب محمد مختار قنديل، فى حرب أكتوبر عام 1973 وهو برتبة رائد فى سلاح المهندسين التابع للجيش الثانى الميدانى، وكان أحد أبرز المهندسين الذين قاموا بإنشاء الكبارى العائمة التى ساعدت الدبابات والمدرعات للعبور إلى القناة والتى حققت نصر أكتوبر العظيم.

جريدة "الزمان"، حاورته حول أهم ذكرياته فى حرب أكتوبر حتى تحرير سيناء، وتطرق فى حديثه إلى أهم المواقف التى لا تنسى خلال الحرب، وحول الوقت الذى استغرقه لبناء الكبارى التى نقلت الجنود للعبور، كاشفا سر المطامع العديدة فى أرض سيناء العظيمة، وغيرها من القصص والموضوعات المتعلقة بالحرب.

وإلى نص الحوار..

ماذا كانت رتبتك عندما شاركت فى حرب أكتوبر 1973؟

شاركت فى حرب أكتوبر برتبة رائد فى سلاح المهندسين، وكانت مهمتنا أنا وزملائى إقامة الكبارى العائمة لتسهيل عملية عبور الدبابات والمدرعات عبر القنال، خضنا تدريبات كثيرة ودقيقة قبل بدء الحرب وشعرنا باقتراب الحرب، وكان هذا الدافع ما تحمسنا من أجله وبالفعل عندما أعلنت الحرب بدأنا فى تنفيذ الكبارى أنا وباقى زملائى فى سلاح المهندسين.

كيف تم تجهيز سلاح المهندسين للحرب؟

تدريباتنا بدأت قبل حرب عام 1967، وشارك فى التدريبات جميع وحدات القوات المسلحة، واستمرت التدريبات حتى قبل الحرب بيوم، إلى أن تم إبلاغنا بحرب أكتوبر 1973، وانتقلت مع القوات إلى مركز إدارة القيادة، وكان سلاح المهندسين فى المقدمة لمسح الأرض وإخلائها من الألغام، لذلك أعداد الشهداء كانت كثيرة من سلاح المهندسين، وكان المقاتل عندما يشعر أنه لن يستطيع تفكيك اللغم أو إبطاله يلقى بجسده عليه لتأمين باقى الطريق أمام الجنود، وكانت هذه أسمى معانى التضحيات من أجل الوطن.

ما الموقف الذى لم تنساه منذ الحرب حتى الآن؟

بعد أن شيدنا أحد الكبارى العائمة مرت عليه دبابة مصرية، وفى نفس اللحظة رصدها العدو قام باستهدافها وضربها، هذا الموقف لن أنساه وحزنت كثيرا على قائد الدبابة، ولكن بعد ذلك قمنا بتشييد كبارى أخرى ومرت عليه باقى الدبابات والمدرعات ولقنا العدو درسا لن ينساه، فاليهود كانوا دائما يرددون بأنهم أقوى جيوش العالم ولكن بانتصارنا فى أكتوبر وببراعة القوات المسلحة المصرية المستمرة، أثبتنا وما زلنا نثبت أننا أقوى جيش فى العالم وبشهادتهم هم أنفسهم عقب نصر أكتوبر، بعد أن اعترفوا بالهزيمة وأنهم ضعفاء أمام الجيش المصرى عندما انتصرنا فى حرب أكتوبر واستعادنا أرض سيناء.

حدثنا عن مرحلة عبور خط بارليف؟

رأينا أعدادا كبيرة من الطائرات المصرية تعبر القناة فى طريقها لاستهداف مواقع إسرائيلية، وكنا فى ذلك الوقت عند كوبرى طوسون، جنوب الإسماعيلية بالدفرسوار، ثم قامت قوات المدفعية بضرب النيران كعملية تمهيدية استمرت نصف ساعة، عقب ذلك بدأت القوارب المطاطية والدبابات فى العبور وعلى ظهرها الجنود وكنت أنا وزملائى مهمتنا الاطمئنان على القوات وهى تعبر بأمان عبر الكبارى العائمة التى قمنا بتصميمها، كانت القوارب تعبر على دفعات فى اتجاه شرق القناة، محملة بجنود مشاة وصاعقة يحملون طلمبات مياه مهمتها فتح ثغرات فى الساتر الترابى، وبدأت الملحمة فكانت القوات تتسابق لنيل الشهادة أو النصر وهذا المشهد أصاب العدو بالصدمة والرعب.

كم عدد الساعات اللازمة لبناء كوبرى عائم؟

هناك بعض الكبارى التى يتم بناؤها فى 6 ساعات وكبارى أخرى يتم بناؤها فى ساعتين، وذلك حسب طول الكوبرى، وكان سلاح المهندسين مسئولين عن متابعة الكبارى خلال عمليات المرور عليها بالدبابات والمدرعات لأن أهم شىء فى ذلك الوقت هو المرور بنظام حتى لا يحدث خسائر فى المعدات أو الأرواح، فكنا ننظم عمليات المرور فوق الكبارى، نظرا لتدافع الجنود وحماسهم الشديد للقتال وخوض المعركة التى انتظرناها جميعا بتحقيق النصر.

كيف تلقيت خبر تحرير سيناء؟

خبر كنا ننتظره منذ 1967 ولم يرتاح لنا بال إلا بعودة سيناء لمصر، فبعد نصر أكتوبر لم نرتاح ولم نشعر بالاطمئنان إلا بعد أن تلقينا خبر تحرير أرض سيناء، وإلا استمر القتال حتى تحرير الأرض، فالأرض هى العرض بالنسبة للقوات المسلحة، ولن نسمح فى التفريط فيها، فالجندى عقيدته الشهادة أو النصر ولا يوجد مجال للاستسلام أو التفريط فى شبر واحد من أرضنا، والرئيس الراحل محمد أنور السادات استخدم التفاوض والدبلوماسية حتى عادت لنا أرضنا.

لماذا كل هذه المطامع من أرض سيناء؟

اليهود كانت دائما دعواهم من النيل للفرات، فضلا عن أن أرض سيناء غنية بكل الخيرات سواء معدنية أو سياحية أو اقتصادية، فالإسرائيليون سعوا من أجل امتلاك أرض سيناء ولكن بسواعد المقاتلين وشعبها العظيم عادت لنا الأرض مرة أخرى، اليوم سيناء أصبحت رائعة بعمليات التنمية التى أقامها الرئيس عبدالفتاح السيسى، والمشروعات الضخمة التى تفيد البلاد وشبابها، بعد القضاء على الإرهاب الذى زرع داخل سيناء سنوات عديدة ولكن بفضل الله تم دحر الإرهاب واقتصاصه من جذوره ولم يعد هناك خوف على سيناء، فرجال القوات المسلحة تحميها وتعاونها الأجهزة الأمنية والأهالى التى لا تقبل بوجود عناصر إرهابية حولها.