جريدة الزمان

تقارير

تكتيك عسكرى سريع لحماية الحدود الغربية المصرية

هبة يحيى -

اللواء سمير فرج: أردوغان يتبع أسلوبًا همجيًا ويخالف قرارات الأمم المتحدة

اللواء مختار قنديل: الجيش الوطنى ورئيس تركيا يتبعان سياسة الكر والفر فى الحرب

 

لا زالت الصراعات فى ليبيا قائمة بين الجيش الوطنى بقيادة حفتر وبين حكومة الوفاق والقوات التركية، التى تسعى للسيطرة على ليبيا لنهب ثرواتها من حقول الغاز والبترول، وقد أعلن مؤخرا المتحدث الرسمى باسم القيادة العامة للجيش الليبى، أحمد المسمارى، أن الجيش سيعود إلى قاعدة "الوطية" الجوية، موضحا أن الانسحاب الذى بدأ منذ 3 أشهر بسحب الطائرات الحربية والذخائر الخاصة بقوات الجيش، كان تكتيكيا ومبرمجا له منذ أشهر، وأن القائد العام للجيش خليفة حفتر أصدر أمرا بسحب قوات الجيش بكل معداتها من القاعدة، بناء على ما قدمه آمر عمليات المنطقة الغربية حول الأوضاع العسكرية فى محيط القاعدة.

كما تم انسحاب الشئون الفنية والإدارية والمعدات الثقيلة والأفراد أول أمس، وتأمين خروج الأفراد وغرف العمليات والآليات الصالحة للعمل والمعدات لنقطة التجمع الجديدة منذ عدة أيام، وشدّد "المسمارى" على أن قاعدة الوطية ستعود تحت سيطرة الجيش الليبى، ولكن ليس باسم تركى كما يتردد الآن، بل ستحمل اسم أحد القيادات الذين قتلوا فى الهجمات الأخيرة على القاعدة، مشيرا إلى أن ما حدث "صفحة من صفحات المعركة".

وقال اللواء سمير فرج مدير إدارة الشئون المعنوية الأسبق، إن الرئيس التركى رجب أردوغان لا يتبع أسلوبا سياسيا سويا ويخالف قرارات الأمم المتحدة ودعم طرابلس بالسلاح والمرتزقة بلغ عددهم 9000 فرد من شمال سوريا متواجدين هناك، ثم قام بترسيم الحدود البحرية مما أدى لعمل مشاكل عديدة فى منطقة شرق المتوسط وبالطبع الاتحاد الأوروبى رفض هذا الكلام وأعتقد أن كل الإجراءات التى يتخذها ضد الأمن القومى المصرى، وليبيا ترفض هذا الموقف وبإذن الله ستتخذ إجراء حاسما حيال هذا الأمر.

وأضاف "فرج" لـ"الزمان" أن هناك خططا عسكرية يعد الجيش المصرى لها دائما للحافظ على أمن مصر وتأمين الحدود من جميع الاتجاهات، سواء من اتجاه ليبيا أو باقى الاتجاهات الأخرى، وقد وجه الرئيس عبدالفتاح السيسى بتكثيف القوات الأمنية نظرا لما يواجهه العالم من أزمة والأعداء يستغلون الأزمات دائما لتنفيذ عملياتهم الخبيثة.

وأكد مدير إدارة الشئون المعنوية الأسبق أن الجيش المصرى لديه الوقت مهم جدا لذا يقوم بكل شىء بدقة وبسرعة، كما أن ما يميز القوات المسلحة المصرية هى الجدية فى العمل وخلائها من الفساد، وتحركها بخطوات علمية وفقا لخبراء لديها لذا حينما يوكل إليها أى مهمة تنفذها على أكمل وجه.

وأوضح اللواء أركان حرب محمد مختار قنديل الخبير العسكرى والاستراتيجى أن الحرب بين الجيش الوطنى ورئيس تركيا رجب أردوغان يتبعون فيها سياسة الكر والفر، مشيرا إلى أن الميليشيات استولت على قاعدة "الوطية الجوية" على أساس أنها ستكون نقطة ارتكاز لتركيا ولكن الجيش الوطنى سيستردها ويستعد لها بالطبع وسيدمر القوات التركية ومحاولتهم فى الاستيلاء على الآبار.

وأضاف "قنديل" فى تصريج خاص لـ"الزمان"، أن الحدود بيننا وبين طرابلس بعيدة جدا تصل حوالى إلى ألفى كيلو متر ولا يوجد لدينا أى مشكلة بيننا وبين ليبيا فى الحدود، وبشأن بعض العناصر الإرهابية التى تحاول الدخول لمصر من خلال ليبيا، فالقوات المسلحة المصرية سواء من الطيران أو قوات حرس الحدود المصرى يقظة لها وتتعامل معها جيدا، لافتا إلى أن مصر دائما تزود وتكثف قوات الأمن لديها على مختلف الحدود سواء البرى أو البحرى والذى زادت كفاءته وقوته مؤخرا خاصة بعد قدوم الغواصة الألمانية التى ستعزز من قدرات القوات البحرية المصرية.

وبشأن خوف البعض من زحف قوات الرئيس التركى أردوغان تجاه مصر، أكد اللواء مختار قنديل أن الجيش المصرى لن يدع له مجالا بهذا، لأنه إذا فكر بالتقرب إلى شبر واحد من مصر فإنه مثلما يقال سيقترب من فم الأسد، لكنه بعيد عنا تماما فهو قد حشد قواته بالقرب من الحدود التونسية، مؤكدا أنه على الرغم من العمليات التطهيرية التى تقوم بها القوات المسلحة والمشاريع التنموية إلا أنها لا تغفل أبدا عن حماية أمن الوطن سواء الداخلى أو على الحدود أو صد أى هجمات خارجية قد تهدد الأمن القومى لمصر.

واختتم: "إن عمليات التعقيم تقوم بها قوات خاصة تسمى سلاح الحرب الكيميائية، وحدودنا محمية بقوات أمنية سواء حدودنا مع إسرائيل أو باتجاه البحر المتوسط أو البحر الأحمر وكذلك الأمر مع السودان وليبيا، لذا مهمات القوات المسلحة متنوعة ولا تؤثر أخرى على الثانية".

وقد كانت قوات حكومة الوفاق تحاول منذ أسابيع الاستيلاء على القاعدة، وتكثف هجماتها الجوية بطائرات مسيرة توفرها تركيا، كما أعلنت قوات حكومية سيطرتها على قاعدة الوطية الجوية الواقعة غرب العاصمة طرابلس وبالقرب من الحدود التونسية، معتبرة ذلك مكسبا ميدانيا سيقلب موازين المعركة لصالحها، لكن الجيش الليبى قلّل من أهمية ذلك عسكريا. وتحدّث المسمارى عن مشاركة بوارج عسكرية تركية فى الهجوم الذى شنته قوات الوفاق على قاعدة الوطية، ساعدها على انتزاع السيطرة عليها، فضلا عن الغارات الجويّة بالطيران المسيّر التركى.