جريدة الزمان

تقارير

ما بين رأفت الهجان وانهيار الأسطورة الإسرائيلية

منى -

بطولات لا تنسى لأبناء القوات المسلحة

خاض جنودنا خلال الحروب عددا من القصص المشرفة وأيضا الطريفة التى لا تنسى، وظلت عالقة فى ذاكرتهم ضمن أحداث الحرب، لتتناقلها الأجيال ليعرفوا كيف كان الذكاء والخداع الاستراتيجى العسكرى للقوات المصرية سبباً للوصول إلى النصر.

قصة رأفت الهجان وحفرة الهاون:

قال اللواء إبراهيم شكيب، رئيس عمليات منطقة البحر الأحمر فى حرب أكتوبر، إنه أثناء الحرب كانت المخابرات الحربية ترسل لهم تقريرا دوريا كل 3 أشهر، لتكشف التغيرات التى تمت فى الجبهة خلال الفترة السابقة، والأسلحة الجديدة التى تمول بها إسرائيل، لافتا إلى أنه جذب انتباهه أنهم قاموا بوضع جميع الأسلحة على طول واكتشف فى أحد الصور التى تم إرسالها له حفرة هاون 120 مترا، وكانت هذه الصور تأخذ بواسطة كاميرات جوية.

وتابع شكيب، من المفروض أن يكون مكتوب على الصور بهذه النقطة حفرة ذخيرة دون تحديد تفاصيل أنها هاون 120، ومعنى وجود هذه التفاصيل فهذا يكشف أن لنا عميلا، ومباشرة استنتجت أن لدينا عميلا فى إسرائيل نشيط جداً، وهو صاحب هذه المعلومات التى جاءت لنا من داخل غرفة عمليات الجيش الإسرائيلى نفسه.

وتابع، بعد أن اكتشفت هذه المعلومة، طالبت بأخذ الصورة وإرسالها إلى مدير المخابرات شخصيا حتى لا يتم كشف غطاء رأفت الهجان عميلنا فى إسرائيل، وأكدت عليه أن يتم سحب جميع هذه الصور التى تم توزيعها على وحدات القوات المسلحة لأن لو إسرائيل علمت بهذه المعلومة ووقع فى يدها نسخة من هذه الصور لن تنام الليل قبل إلقاء القبض على عميلنا الذى أفشى هذه المعلومة وتقوم بإعدامه، وبالفعل تم سحب التقرير والصور.

قصة الكمين وتدمير أتوبيس الطيارين الإسرائيليين:

اللواء مجدى شحاتة قائد فصيلة للكتيبة 83 صاعقة، خلال حرب أكتوبر، روى أنه أثناء الحرب فى 8 أكتوبر 1973 بجنوب سيناء، أعطى تعليماته للجنود بعدم التحرك أو إطلاق النار قبل إعطاء الإشارة وهى "الله أكبر" ثم إطلاق الذخيرة، لافتا إلى أنها كانت عملية لاستهداف أتوبيسات تحمل الجنود الطيارين الإسرائيليين.

وتابع، انطلقت أمامنا بشكل سريع ونحن ننتظر متخفيين بجوار الطريق عربة جيب واحدة وكانت هى المقدمة للأتوبيسات، وبعدها بدقائق سمعنا أصوات وبدأت الأتوبيسات فى الانطلاق موضحا أنه أعطى الإشارة وأطلق الذخيرة على الأتوبيسات وبعدها انطلق الجنود المصريون فى إطلاق الأتوبيسات بوابل من الرصاص والأربيجيه وكانت تتطاير أجزاء الأتوبيسات على الطرقات.

وأضاف اللواء مجدى شحاتة، من المفترض أن تبدأ المدرعات والدبابات التى كانت مرافقة للأتوبيسات فى مهاجمتنا ولكنهم تراجعوا من هول ما شاهدوه، وتابع، عدنا أنا والجنود فى غاية السعادة مبهورين بما فعلنا ورأينا بعد أن كان العدو الإسرائيلى يقول أنه لا يقهر يهرب جبناً من فعلنا.

قصة تدمير خط بارليف بالمياه:

اللواء باقى زكى يوسف، صاحب فكرة فتح ثغرات خط بارليف ورئيس فرع مركبات الجيش الثالث الميدانى، قال إنه عام 1969، كنت أرى السد العالى خلال إنشائه وأنا كنت أحد المهندسين فى ذلك الوقت اكتسبت فكرة تدمير خط بارليف من خلال رؤيتى للسد، فكنت أجد خط بارليف ليس له قيمة أمام قوة وعظمة السد العالى، ولفت إلى أنه خلال اجتماع القيادة لبحث أسلوب اختراق السد تم احتساب الوقت خلال فتح الثغرة الواحدة كان من 12 إلى 15 ساعة، وكان تقدير حجم الخسائر 20% فى الموجة الأولى وكل هذه النتائج لم تشعره بالطمأنينة.

وتابع، اقترحت على القائد فتح ثغرات بالمياه بدلا من الصواريخ والمدفعية، وذلك من خلال طلمبات مياه كابسة قوية تثبت على زوارق وتضخ الماء على الساتر الترابى، وأوضح أنه هذا حدث بالفعل فى السد العالى فى أسوان عندما تم إزالة الرمال بأكملها من خلال التجريف، واقتنع قائد الفرقة بالفكرة وبالفعل تم تنفيذها واخترقنا خط بارليف.

قصة الكلبة جولدامائير:

اللواء سعد مرجان، ضابط بالقوات المسلحة سابقا، التحق بسلاح المظلات عام 1964، روى قصة طريفة خلال وقف إطلاق النار فى حرب أكتوبر 1973، عن كلبة حرب إسرائيلية هربت من الجيش الإسرائيلى إلى الجنود المصريين، مشيرا إلى أنهم وجدوها مصابة فى أحد أقدامها وأخذها أحد الضباط المصريين ويدعى حسن المصرى، وقام بمعالجتها.

وتابع، أصبحت الكلبة مرتبطة بالجنود المصريين ولم تتركهم طوال الوقت، إلى أن جاء فى أحد الأيام البوليس الدولى يطالب بالكلبة ويوضح أنها تابعة لأحد الضباط فى الجيش الإسرائيلى، وهى هدية من زوجته ويريد استعادتها بعد أن هربت منه.

وأضاف اللواء مرجان، أخبرنا الضابط أن يأتى مالك الكلبة ليستعيدها بنفسه، والغريب فى الأمر أن الضابط عندما حضر لأخذ الكلبة رفضت وحاولت مهاجمته وكشرت عن أنيابها، موضحا أن بعد هذا الموقف احتفظ الضابط المصرى بالكلبة وتم تسميتها باسم "جولدامائير"، وأصبحت ملكا له وتناسلت، وعلق مازحاً: "أصبح جراؤها مصريين وبهذا الشكل مصرنا الإسرائيليين".