جريدة الزمان

تقارير

 كوارث الوباء تحاصر أوسيم..الأهالى يفرضون السرية والكتمان على حالات الإصابة

-

رفض تام للحجر الصحى.. والمصابون يخالطون وينتظرون الموت

منذ فترة أعلن محافظ الجيزة اللواء أحمد راشد، عزل 6 عقارات بمركز أوسيم التابعة لمحافظة الجيزة، وبعد مرور أيام تم عزل قرى أخرى ولم يتحدث أحد عما يدور داخل مركز أوسيم.

ويروى خالد بركات، أحد أهالى قرية القيراطين، بمركز أوسيم، قائلا: "الأهالى هنا يعيشون فى حالة ذعر عقب ظهور إصابات ووفاة بعض الحالات بفيروس كورونا، بمركز أوسيم، والذى يضم 15 قرية ذات تعداد سكانى كثيف، فمنذ ظهور فيروس كورونا ويعتبر المركز خارج قرارات الدولة فلم يتغير أى شىء من ملامح المركز سوى ظهور حالات عديدة مصابة بفيروس كورونا، وكذلك حالات الوفاة، فعقب وضع 6 عقارات بقرية شنبارى تحت الحجر الصحى تم وضع 4 قرى أخرى بأوسيم.

وأشار إلى أن هناك قرى "شنبارى وزاوية ثابت وبرطس وبشتيل والكوم الأحمر والبراجيل وعزبة الأبعادية والقراطين"، ذات كثافة سكانية كبيرة، والكارثة الحقيقية أنها تضم آلاف المصابين وحالات وفاة، مؤكدا أن أهالى المصابين يقومون بإخفاء الخبر عند إصابة ذويهم حتى لا يتم عزلهم بمستشفى العزل الصحى بمرسى مطروح أو العلمين كاشفا أن الخطورة تكمن أيضا فى آلاف المخالطين للمصابين.

وأكد بركات، أنه لا بد من تطبيق الحظر الكامل فالمحلات التجارية تعمل حتى الفجر، والأطفال يلعبون فى الشوارع حتى الساعة الثانية صباحاً، والبعض يفترش الشوارع الجانبية حيث يقيمون الإفطار الجماعى، دون خوف معللين ذلك أن رمضان يحب اللمة، كما أقام الكثير منهم الأفراح لأول مرة، حيث إن الحظر يطبق بالشارع الرئيسى الرابط بين القرى وبعضها، وأما الشوارع الجانبية فهى خارج قرارات الحظر، ويسكنها الفيروس.

وأضاف بركات، أن الكارثة بصفة يومية يستمع الأهالى إلى صرخات وعويل السيدات اللاتى فقدن أبناءهن أو أزواجهن، وعلى الرغم من ذلك إلا أنه لا يلتزم أحد بالإجراءات الوقائية، حيث إن قلة لا تذكر هى الملتزمة بتعليمات الدولة، متابعا: فلا تجد أحد هنا يرتدى الكمامة أو القفاز، وفجر قنبلة موقوتة قال خلالها أن المقاهى هنا تعمل بكافة طاقتها وتغلق عندما تعلم أن الشرطة قادمة.

وقال على متولى، أحد أهالى بشتيل بمركز أوسيم: مستشفى الصف المخصصة للعزل الصحى لا تستقبل حالات فحين ذهبت إلى المستشفى برفقة أحد أقاربى وكانت حالته إيجابية، وعند وصولنا إلى المستشفى لم نجد سريرا له، وتم نقله إلى مستشفى العزل بالعلمين، وعندما تكرر الأمر مع بعض أهالى المركز بدأ الأهالى يخفون نبأ إصابة ذويهم، والكارثة أن المصاب فى أوسيم لم ينفذ العزل المنزلى بل يخالط الأهالى والأقارب وينتظر الموت فقط، مشيرا إلى أن الملتزمين بقرارات الدولة ينتظرون زيادة أعداد المصابين والمتوفين من أهالى مركز أوسيم، ويطالبون فرض الحجر الصحى على المركز بأكمله وتشديد تطبيق الحظر بالقرى أيضاً كى لا يتفشى الفيروس أكثر من ذلك فأصبحت بؤرة لانتشار الفيروس ونريد أن ينقذنا أحد.

وفى هذا السياق صرح الدكتور فرج عبدالعاطى رئيس مدينة أوسيم، بأن هناك سيارات عديدة تتجول بالقرى لمناشدة الأهالى بالالتزام، والسيطرة على الوضع، وبالفعل إذا استمر الوضع هكذا سيتم فرض الحجر الصحى على العديد من القرى بأوسيم، مشيرا إلى أنه يتم عمل مسحات للعديد من الأهالى المخالطين بصفة يومية.

الكارثة أكدها رئيس مدينة أوسيم، وتتمثل فى امتناع أهالى المصابين عن الإبلاغ إذا كانت هناك حالات اشتباه للإصابة بالفيروس، بل يتعاملون مع المرض وكأنه نقمة لا يمكن لأحد أن يعرف عنه، وهذا يتسبب فى كارثة، وهذا بسبب وعى الأهالى هنا، فأغلب المقيمين بمركز أوسيم يريدون العيش وجلب قوت يومهم فقط، ولا يعترفون بالفيروس أو كيفية الحفاظ على أنفسهم.