جريدة الزمان

تقارير

 كارثة.. إقبال كثيف على تخزين الكمامات الطبية والمطهرات

هاني عبد السلام -

إعلان الحكومة عن نيتها لإصدار قرارات صارمة لارتداء الكمامات الطبية خلال الفترة القادمة، وأن تكون إلزامية فى المواصلات العامة والبنوك والمؤسسات العامة دفع ملايين المواطنين على التكالب على تخزين الكمامات الطبية والمطهرات تخوفا من ارتفاع أسعارها أو اختفائها فى ظل تخاذل كبير من قبل الحكومة فى توفير الكمامات الطبية بشكل كبير وفى متناول المواطنين.. والمعلومات التى حصلنا عليها، تؤكد أن هناك تكالبا كبيرا من قبل المواطنين على شراء الكمامات الطبية بشكل كبير جدا وبأى سعر، فضلا عن تخزين كميات كبيرة من المطهرات والمنظمات المتمثلة فى الكلور والكحول تخوفا من ارتفاع أسعارها بشكل كبير أو اختفائها خلال الفترة القادمة.

وكشف عدد كبير من المواطنين أن السبب الرئيسى فى تفاقم هذه الأزمة هى الحكومة بسبب عدم توفير الكمامات الطبية بشكل كبير خلال الشهور القليلة الماضية، فضلا عن عدم إعطائها تسهيل للمصانع والشركات على إنتاج هذه الكمامات والمطهرات بشكل كبير من أجل مواجهة أزمة فيروس كورونا، وهذا ما تسبب فى زيادة الطلب على هذه الكمامات والمطهرات وعدم توافرها بشكل كبير.

من جانبه يقول الدكتور محمد عزالعرب، استشارى أمراض الكبد ومؤسس وحدة الأورام بالمعهد القومى للكبد: "لا بد من توافر الكمامات الطبية، والمواد المطهرة بكميات كبيرة من قبل الشركات المتخصصة فى ذلك، فضلا عن تفعيل الحكومة لقراراتها من أجل الرقابة الصارمة على الذين يستغلون هذه الأزمة ويقومون برفع أسعار هذه الكمامات بطريقة مبالغ فى أسعارها".

وأضاف عزالعرب، أن هناك ثلاث طرق للسيطرة على فيروس كورونا فى مصر، الطريقة الأولى هى الحظر التام لفترة ليست قصيرة مع تنفيذ إجراءات احترازية شديدة جدا، مثلما حدث فى الصين، وهذه الوسيلة صعب جدا تطبيقها فى مصر لأن الاقتصاد المصرى لن يتحمل هذا، كما أن الشعب المصرى لن يتحمل خاصة العمالة غير المنتظمة، بالإضافة لبقية القطاعات، ولن يتعاون، ونحن نرى التجمعات الغريبة فى القرى والنجوع والأماكن الشعبية، خاصة خلال فترة الحظر.

أما الدكتور عمر إسماعيل، عضو المبادرة القومية لمواجهة فيروس كورونا، فيقول: "هناك طرق كثيرة لمواجهة أزمة فيروس كورونا، وأولها هى اتباع الإجراءات الصحية والنظافة الشخصية التى أعلنت عنها منظمة الصحة العالمية، وهذه الإجراءات تبدأ بارتداء الكمامات الطبية واستخدام المطهرات من أجل المحافظة على حماية الأشخاص الذين قد يتعرضون للمرض، فضلا عن أن هناك بعض الطرق الأخرى يرددها البعض من أجل مواجهة الفيروس وهى مناعة القطيع بمعنى عدوى ما لا يقل عن 60% بالفيروس حتى تقل نسبة الانتشار، وهذا ما كان سيتم فى البداية تطبيقه فى إنجلترا وحذرت منه مراكز طبية كثيرة فى لندن والعالم، لأنه ببساطة المستشفيات لن تستطيع استيعاب تلك الأعداد الكبيرة من المرضى، وليس هناك نظام صحى يستطيع تحمل تبعات هذه الطريقة."

وأضاف إسماعيل، أن 5% من المرضى قد يحتاجون لأجهزة تنفس صناعى، وهذا لا يتحمله أيضا أى نظام صحى فى العالم، وستكون النتيجة مؤلمة وسيكون عدد الوفيات بالآلاف، وبالتبعية لا يمكن تطبيقه فى مصر أو فى أى مكان فى العالم، فضلا عن أن هناك طريقة أخرى لمواجهة فيروس كورونا ويمكن تطبيقها وهى فحص ملايين الناس وعزل المصاب وبالتبعية سوف يتم السيطرة على الفيروس ومنع انتشار العدوى به، خاصة أن 60% من عدوى فيروس كورونا بالأعراض، و25% تكون الأعراض بسيطة، وهذا ما طبقته كوريا الجنوبية ونجحت بامتياز وتطبقه أمريكا الآن، وقد تم اختبار أكثر من 32 مليون شخص فى أمريكا وتم اختبار أكثر من 13 مليون شخص فى كوريا بالمقارنة بمصر فما تم اختباره حتى الآن لا يتجاوز 100 ألف، وما فعلته كوريا الجنوبية كانت نتائجه ملموسة جدا فبعدما كانت كوريا الجنوبية الثانية على العالم فى نسبة الإصابة أصبحت فى المركز 43 وتليها مصر فى المركز 44 وبعدد حالات يقترب من 11 ألف مصاب.

وأوضح إسماعيل، أنه بالمقارنة فى مصر فإن عدد الحالات فى كوريا الجنوبية يوميا لا يتجاوز 30 شخصا ويقل عن ذلك فى أيام كثيرة ونسبة الوفيات فى كوريا الجنوبية 1 أو 2 يوميا أما فى مصر، فإن نسبة الإصابة تتراوح بين 350 و500 يوميا، والوفيات من 15 إلى 20 يوميا.