الزمان
جريدة الزمان

تقارير

«الزمان» فى قلب المأساة

«العكرشة ونكلا وأبو رقبة».. قرى تشرب الصرف وتتنفس السرطان

مصطفي شاهين -هاني عبدالسلام- بسمة أحمد -

 

مواطنون: نستخدم مياه الصرف الصحى ونستنشق غبارًا محرّمًا دوليًّا

حملات مديرية الرى لا تفعل شيئًا لرفع المعاناة عن سكان المناطق المتضررة

 

"وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِى آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِى الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا" صدق الله العظيم، هكذا أوصانا الله سبحانه وتعالى فى سورة الإسراء بالإنسان، فحياة الإنسان أغلى من أى أمر آخر، إلا أن "قرى الموت البطىء" لها رأى آخر، وهى تلك القرى التى ظهرت بالتزامن مع حالة الاستهتار التى سادت البلاد.

تلك القرى، تروى أراضيها من مياه الصرف الصحى، لتتبدل الصورة فيما بعد ويشرب الأهالى أنفسهم من المياه نفسها، فضلًا عن المناطق الصناعية التى توحشت داخل قرى مصر، مثل منطقة "العجرشة" فى محافظة القليوبية، حيث استوطنت الأمراض السرطانية رئات سكانها، وتحولت منازلهم إلى بيوت تسكنها الأشباح.

فى السطور القليلة المقبلة، تكشف "الزمان" حجم الكارثة التى وصلت إليها بعض القرى والحالات المتضررة، وتستعرض دور الحكومة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، من خلال خطة التنمية المستدامة 2030 التى يشرف عليها رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسى، والمعنية برفع مستوى معيشة المواطن وتحسين البنية التحتية للمحافظات ورفع المستوى الاقتصادى.

منطقة العكرشة

على بعد بضعة كيلومترات من القاهرة، بدأت رحلتنا من محافظة القليوبية وعلى وجه الخصوص منطقة العكرشة، التقينا الحاج سيد فرغلى، 60 عامًا، فقال: "نحن نعيش فى مأساة هنا، ومحدش سائل فينا، لاحكومة ولا مسئولين"، مشيرًا إلى أن أغلب أهالى هذه القرية يضعون على أبواب منازلهم لافتات لبيع المنازل من أجل أن يتركوا هذا المكان، الذى يستحيل العيش فيه، خاصة بعد زيادة عدد المصانع التى تقوم بتصنيع الحديد والأسمدة والقطن والمواسير الحديد وبعض المنتجات البلاستيكة، وقال إن أخته توفيت نتيجة إصابتها بسرطان الرئة إثر استنشاقها الهواء الملوث والروائح الكريهة بالقرية.

وأضاف فرغلى أن فى القرية العديد من المصانع، منها مصنع لإعادة تصنيع الحديد، وذلك عن طريق تجميع الحديد الخردة من الورش والمصانع الكبرى فى المحافظات ثم تتم إعادة حرقه داخل أفران مخصصة لصهر الحديد، وبعد ذلك يتم إخراج هذا الحديد فى شكل "خوص"، ويطلق عليه حديد كرتيل أى حديد يتم استخدامه فى تصنيع الأبواب والشبابيك التى توضع فى المنازل.

كما أن هناك مصنعًا آخر لتصنيع القطن، وذلك عن طريق استخدام قصاقيص الأقمشة من مصانع الملابس الكبرى فى المحافظات، حيث يتم تجميع هذه القطع الصغيرة من الأقمشة، فى أجولة، ويقوم السائقون بتجميعها وإرسالها إلى المصانع الموجودة فى القرية، وبعد ذلك يتم وضعها فى أحواض خاصة بها «ماء نار وكلور»، ويحدث فى تلك الأحواض نوع من الغليان نتيجة إضافة وخلط هذه المواد، وبذلك توضع قطع الأقمشة، ويتم فسخها، أى تحويل جميع قطع الأقمشة من ألوان متعددة إلى لون واحد فقط هو اللون الأبيض، ثم يتم إدخالها إلى بعض الماكينات ويتم تحويلها إلى قطن، وفى تلك المرحلة تخرج رائحة شديدة من المصنع، ويؤكد الأهالى أنها تحدث نوعًا من الحرقان فى العين والأنف، وهذا ما يؤثر بشكل كبير جدًا على الأطفال.

أما عن مصانع النحاس والألمونيوم، فأكد عوض البدوى، أحد الأهالى، أن هذه المصانع تقوم بجمع أسلاك الكهرباء عن طريق "السريحة" من الشوارع، بالإضافة إلى أسلاك الكهرباء المسروقة من الطرق، وبعد ذلك يتم حرقها فى أفران من أجل إزالة الطبقة البلاستيكة الموجودة عليها، وداخل هذه المحرقة تخرج روائح كريهة جدًا لا يستطيع أحد تحملها، وهذه المصانع تعمل بالمازوت والزيت المحترق، وهو ما يؤثر على صحة الأهالى، ولفت البدوى إلى أنه أصيب بحساسية فى الصدر نتيجة استنشاقه هذه الروائح ويعانى حاليًا من أزمة صدرية.

وفى مدخل القرية توجد ترعة كبيرة تسمى "الرشاح"، وهى عبارة عن مصب لتجميع الصرف الصحى بالإضافة إلى مخلفات المصانع، التى تبلغ قرابة 1200 مصنع، وفى أثناء سيرنا باتجاه هذه الترعة وجدناها تحيط بالقرية والقرى الأخرى من كل اتجاه، والكارثة أن هذه الترعة تقوم برى ما يقرب من 20 فدانًا من الأراضى الزراعية الموجودة فى محيط "الخانكة وأبو زعبل"، وهناك العديد من المساحات المزوعة بنبات "القمح".

وبسؤالنا أحد الأهالى أكد أن جميع القرى المحيطة بمنطقة أبوزعبل يتم ريها بمياه الصرف الصحى، مشيرًا إلى أن أغلب الحملات التى تأتى من مديرية الرى لا تفعل شيئًا، خاصة أن هذه الأراضى تتم زراعتها بالعديد من الخضراوات والفواكه منها: الطماطم، والكوسة، والخيار، والبطاطس.

عبدالسلام مرعى، طالب بالمرحلة الإعدادية، تحدث بصوت حزين قائلًا: "أعانى يوميًا عند الذهاب إلى المدرسة، حيث إننى أسكن فى قرية العكرشة، ولا توجد أى مدارس هنا، وهذا ما يدفعنى بصحبة أخى إلى الذهاب إلى إحدى المدارس فى منطقة أبو زعبل"، لافتًا إلى أنه يمشى قرابة 2 كيلومتر من أجل أن يذهب إلى المدرسة، وهناك وسيلة مواصلات واحدة فقط للدخول والخروج من هذه القرية هى "التوك توك" وتكلفته 10 جنيهات، ويضيف: "لا أستطيع أن أدفع هذا المبلغ يوميًا، وهذا ما يدفعنى إلى السير على قدمى أنا وأخى من أجل توفير هذا المبلغ لشراء الكتب والمذكرات اللازمة للمدرسة، والجديد الذى يحدث فى القرية هى تلك المصانع التى تصيبنا يوميًا بروائح كريهة وضيق فى التفس، ويقل عدد السكان يومًا بعد يوم، حيث إن أغلب الجيران المحيطين بنا تركوا منازلهم، وذهبوا إلى محافظاتهم، بعد إصابتهم بأزمات قلبية وضيق فى التنفس وفشل كلوى".

 الدكتور عبدالقوى خليفة، صيدلى، يوضح أن حرق البلاستيك فى المصانع وإعادة تدويره تنتج عنه مركبات "بوليمر" التى لها تأثيرات كبيرة على الجهاز التنفسى وتسبب حساسيه تختلف درجاتها من شخص لآخر، كما أن حرق البلاستيك له تأثير شديد على الجلد ويسبب حساسية جلدية، كما قد تنتج مضاعفات وأعرض أخرى، من قبيل: تشوه الأجنة وبعض العيوب الخلقية، وسرطان الرئة.

ويقول الدكتور خالد سمير طبيب الأمراض الصدرية إن الأدخنة الناتجة عن حرق الفحم والبترول من مصانع الحديد تنتج أول وثانى أكسيد الكربون مما يؤدى إلى الأمراض الصدرية وسرطان الرئة، أما مرضى الربو الشعبى فلا يتحملون العيش بهذه المناطق، لافتًا أن مصانع القطن والنسيج تؤدى إلى التليف الرئوى، وحرق الألمونيوم والنحاس يؤدى إلى هشاشة العظام، كما يتأثر الأطفال وعند مراحل البلوغ وينحسر نموهم الطبيعى وينخفض متوسط عمر الفرد.

قرية أبورقبة

من محافظة القليوبية إلى المنوفية، قطعت "الزمان" مسافة 60 كيلو مترًا، لتصل إلى قرية أبورقبة التابعة لمدينة أشمون، ووسط كتله زراعية تقدر بمئات الأفدنة، توجد "ترعة أبورقبة" ويجاورها من اليمين مستشفى العربى الاستثمارى المملوك لشركة توشيبا العربى والتى دفعها حظها السيئ إلى أن تكون مجاورة لهذا المصرف الذى يهدد حياة المرضى، ومن اليسار الطريق الأسفلتى الذى يربط بين القرية والقرى المجاورة.

وفور وصولنا لاحظنا وجود سيارة "صرف صحى" ترجل منها شاب فى العقد الثالث من عمره، تلفت يمينًا ويسارًا وفتح صمام الأمان لخزان السيارة وأفرغ شحنته بالكامل بالتزامن مع قيام الأهالى، برى الأراضى، وما هى إلا دقائق حتى جاءت سيارة أخرى لتقوم بنفس التصرف.

على الفور، توجهنا إلى أحد المزارعين، ويدعى حمدى عبداللطيف، لنسأله عن حال القرية والزراعات فى ظل رى الأراضى بمياه الصرف الصحى، فأجاب قائلًا: جميع الأراضى فى قرية أبورقبة تروى من مياه الصرف الصحى، علاوة على مخلفات المصانع السائلة التى تلقيها فى الترعة التى كانت مياهها فيما مضى صالحة للرى، أما الآن وللأسف، فنحن نسقى أراضينا بمياه مسرطنة تنقل المرض إلى النبات الذى ينقله بدوره إلى الحيوان لتنتهى المسألة فى جسد الإنسان.

وتابع عبداللطيف: قبل عدة أشهر زارنا محافظ المنوفية الدكتور هشام عبدالباسط وتأكد بنفسه من قيام سيارات الصرف الصحى التابعة للحكومة بإلقاء حمولتها فى الترع التى نسقى منها أراضينا، وقام بتحرير محضر بنفسه ضد هذه السيارات، ولم تتوقف المسألة وما زالت مستمرة، وقد أصبت بفيروس "سى" وشقيقى، بسبب تعرضى المباشر للروائح الكريهة الصادرة عن هذا المصرف، وعليه قمت بعرض أرضى ومنزلى للبيع حتى أغادر المنطقة وأسكن بمنطقة أخرى.  

من جانبه، وصف الدكتور حازم إبراهيم، أحد سكان القرية حال هذا المصرف بأنه وباء يعيش بين الأهالى، مضيفًا: "أرسلنا استغاثات لجميع الجهات الحكومية دون فائدة، فالأمراض الكبدية والفشل الكلوى استوطنت أجساد أهل القرية، والمصرف ممتد لأربع قرى أخرى هى: أبو رقبة وكفر أبو رقبة وكفر قورص وقورص".

من جانبه، أكد النائب السيد حجازى، عضو لجنة الطاقة والبيئة بمجلس النواب فى تصريحات صحفية أن 80% من القرى تشرب مياه الصرف الصحى التى اختلطت بالمياة الجوفية، وعليه لابد من البحث عن أسباب تدهور الصحة لحل مشكلة الصحة ومنع مسببات انتشار الأمراض والأوبئة التى تؤثر سلبًا على الصحة.

وأوضح الدكتور مصطفى محمد السعدنى، أستاذ الاقتصاد الزراعى ووكيل كلية الزراعة بجامعة دمنهور، أن وزارة الزراعة أصدرت القانون رقم 603 لسنة 2003 الخاص بتقييد استخدام مياه الصرف الصحى فى القطاع الزراعى، وقد نصت مادته الأولى على منع استخدام مياه الصرف المعالج أو غير المعالج فى رى الزراعات التقليدية، ليقتصر استخدامها فقط على رى الأشجار الخشبية ونباتات الزينة فقط.

 وتابع السعدنى: "الرى بمياه الصرف الصحى يسبب أمراض الفشل الكلوى وفيروس سى والسرطان لما تحتويه المياه من مواد ثقيلة تتراكم على الكبد وداخل جسم الإنسان وتصيبه بأمراض خطيرة".

مصنع الموت بحدائق حلوان والمعصرة

ولم تكن وحدها القرى النائية التى تعانى الإهمال، فسماء حدائق حلوان والمعصرة، تعانى الأمر نفسه هى الأخرى، لكن لأسباب مختلفة، فمياه الشرب صالحة للاستهلاك الآدمى، وكذلك الطعام، إلا أن تلك المنطقة يتوسطها مصنع مهجور يسمى "سيجوارت"، كان يعمل فيما مضى فى تصنيع المواسير مستخدمًا مادة "الاسبستوس"، فكان المصنع كخلية نحل تضم مئات العمال، وقد أصيب 90% منهم بسرطان الغشاء البلورى نتيجة استنشاق ما يعرف علميًا بـ"الغبار المسرطن" الذى يحمل ذرات من مادة "الاسبستوس" المحرمة دوليًا.

"الزمان"، قامت بجولة فى محيط المصنع المهجور، ولاحظنا وجود تلال من مادة بيضاء تنبثق عنها قطع من مواسير مصنعة بذات المادة، وقد علمنا فيما بعد أنها المادة المحرم استخدامها، فى المقابل لاحظنا أيضًا وجود عدد من الوحدات السكنية وقد عرضها أصحابها للبيع، خشية إصابة أبنائهم بالأمراض السرطانية التى تستوطن صدور أغلب جيران المصنع المهجور.

على يمين المصنع، توجد مدرسة الشهيد أحمد حمدى الابتدائية، وقد التقت "الزمان"، مدير المدرسة ياسر، إذ أكد أن الأطفال بشكل يومى يتعرضون لاستنشاق الغبار المسرطن الذى يأتى من المصنع المهجور، وهو ما ترتب عليه إصابتهم بحساسية الصدر والاختناق وضيق التنفس، ولا تتوقف المشكلة عند هذا الحد، بل تصل أحيانا إلى تعرض الطفل لنوبة اختناق ينقل على أثرها إلى المستشفى، وقال: "قدمنا عشرات الشكاوى إلى الجهات المسئولة لدفن تلك المواد المسرطنة بطريقة صحية دون جدوى".

ويروى عبدالسلام.ح، أحد ساكنى شارع "سيجوارت" بحدائق حلوان، قصته قائلًا:  أعيش فى هذا الشارع منذ عشر سنوات أنا وأخى المهندس حامد، وكنا نتعرض لاستنشاق مادة الاسبستوس بشكل يومى، وذات يوم شعر أخى بضيق فى التنفس وآلام فى الصدر ونهجان شديد، ونقل إلى المستشفى، وهناك اكتشفنا أنه مصاب بسرطان الغشاء البلورى، ونظرًا لأن هذا النوع من السرطانات لا يوجد له علاج، توفى أخى بعد 16 يومًا من دخولة المستشفى.

من جانبه، يقول الدكتور مختار عزام استشارى الأورام بالمعهد القومى للأورام: "وجود مثل هذا المصنع وسط الكتلة البشرية يعتبر إبادة جماعية تستحق محاسبة المسئولين عنها، حيث تعتبر مادة الاسبستوس الأبيض من أخطر المواد فتكًا بالإنسان".

وقد ثبت ذلك من خلال العينات التى أخذت من هواء المناطق المحيطة بالمصنع، وتبين وجود غبار سرطانى وبنسب عالية فوق النسب المسموح بها محليًا وعالميًا.

قرية نكلا

من القاهرة إلى ضواحى الجيزة، فتلك المحافظة مترامية الأطراف تحتوى هى الأخرى على "قرى تتنفس السرطان"، وكانت جولتنا من داخل "نكلا" حيث التقينا حسين فايق، البالغ من العمر 40 عامًا، الذى يعمل بمخبز آلى، ويعول أسرة مكونة من 6 أفراد، بدأ حديثة مع "الزمان"، قائلًا: نحن نموت ولا يشعر بنا أحد من المسئولين، فليس لدينا أمل فى أن ينقذنا أحد غير الإعلام، لعل صوتنا يصل إلى المسئولين.

وتابع فايق: بين الحين والآخر تقع المنازل فوق رؤوس أصحابها بسبب مياه الصرف الصحى، فقرية نكلا التى يبلغ عدد سكانها 5000 فرد يستعملون خطًا واحدًا فقط للصرف الصحى، ما أدى إلى غرق المنازل بمياه الصرف الصحى، لقد وصل بنا الحال إلى أننا ننام وسط المياه، وقدمنا العديد من الشكاوى لكن لا ينظر إلينا أحد.

مواطن آخر من أهالى القرية، يدعى محمد عرابى، 43 عامًا، يوضح أن مشكلة الصرف الصحى قد تأقلم معها الأهالى، وتوجد أزمة أخرى هى أن القرية لا توجد بها سوى مدرسة واحدة تضم جميع المراحل، والمدرسة الأخرى تبعد عن قرية نكلا بعشرين كيلومترًا، فيضطر الأطفال إلى السير على الأقدام أو ركوب "التوك توك" الذى قد ينتهى بالطفل إما إلى الاغتصاب أو القتل.

وتابع عرابى: كارثة ثالثة، هى أكوام القمامة التى تحيط بالقرية، وتحفها من جميع الجوانب، كذلك لا توجد وحدة صحية، أو بمعنى أدق توجد وحدة إلا أنها مغلقة تمامًا منذ افتتاحها، فنضطر إلى الذهاب للمستشفى المركزى الذى يبعد عن القرية بمسافة 50 كيلومترًا. 

منطقة المكس بالإسكندرية

"نحن نعيش فى دولة داخل دولة"، أولى الكلمات التى استقبلتنا بها حنان مغاورى، البالغة من العمر 33 عامًا، وتقيم بمنطقة المكس بمحافظة الإسكندرية، مضيفة: "منطقة المكس منطقة أثرية، وجميع العقارات الموجودة بها عقارات آيلة للسقوط بالإضافة إلى أن سكان المكس باتوا غارقين فى مياه الصرف الصحى، فمحافظة الإسكندرية تعانى معاناة شديدة من محطات الصرف الصحى، حيث تم بناؤها على المياه الجوفية التى اختلطت بمياة الصرف الصحى، وهو ما أدى الى انهيار أجزاء من العقارات، فلا يمر يوم دون سقوط عقار، وهناك أسر باتت تقيم بالشارع".

ويلتقط محمد السيد طرف الحديث، قائلا: "بالإضافة إلى غرق المكس فى مياه الصرف الصحى، فإن المنطقة مليئة بتجارة السلاح وممارسة أعمال البلطجة، وتجارة المخدرات، فليس هناك فرد أمن يستطيع أن يدخل منطقة المكس منذ بنائها، فالبلطجية هم المتحكمون، وحتى المدرسة الوحيدة بالمنطقة، يحرسها البلطجية، فلا نشعر بالأمان، فالمخدرات يتم بيعها وتداولها وسط النهار دون خوف من أحد، ما جعل المنطقة تشتهر بحالات الخطف والسرقة، والمستشفى الحكومى الوحيد الموجود غير مؤهل لاستقبال المرضى، فليس هناك وحدة أشعة ولا تحاليل، ولا يوجد أطباء طوارئ، وهناك سيارة إسعاف واحدة فقط".