جريدة الزمان

تقارير

قال للرئيس احنا حنشتري سيناء بدمائنا.. الشهيد المقدم محمد هارون أسد الصحراء وصائد التكفيريين

حامد محمد -

هو ابن من أبناء مصر المرابطين في سيناء.. هوأسد الصحراء و أمير شهداء سيناء و "صائد التكفريين" الشهيد البطل "المقدم محمد هارون" قائد معسكر الجورة بجوار مقر القوات متعددة الجنسيات بالشيخ زويد بسيناء والذي استشهد في 12 نوفمبر عام 2015 الساعة الخامسة الاربع ، وهوأحد أهم أبطال الجيش المصرى، استشهد بعد أن سطر بدمائه العديد من البطولات، جعلت من اسمه مصدر رعب لكل إرهابى وتكفيرى وطأت قدمه أرض الوطن، وله عدة ألقاب منها أمير شهداء سيناء وأسد الصحراء وصائد التكفريين، وذلك نظرا لشجاعته وإقدامه فى مواجهة الإرهابيين، وقدرته على التخفى، والدخول لوسط خط النار، والإتيان بعدد منهم لكونوا كنزا للمعلومات لأجهزتنا الأمنية المعنية

"الزمان" تستعيد ذكريات ومواقف عن الشهيد الراحل من خلال أخت البطل السيدة أماني هارون ، والتي تحدثت عن الشهيد ومواقفه الانسانية وكيف ضحى بنفسه ليحمي زملاؤه وحكاية الهدية التي أهداها لها الشهيد قبل وفاته بأيام قليلة.

في البداية تقول أماني هارون شقيقة الشهيد المقدم أركان حرب محمد هارون أن "محمد" كان فخرًا للعائلة جميعا وهو حي يرزق، وازددنا فخرنا به بعد استشهاده بهذه الطريقة البطولية التي تتحدث عنها أجيالا لسنوات قادمة، محمد كان أصغر واحد وأنا الكبيرة والدكتور أحمد الأوسط كانوا كأنهم توأم لأن بينهم 9شهور أنا أكبر بحوالي 12 سنة، ونحن أسرة متحابة جدا الوالد كان وكيل وزارة الوالدة مربية فاضلة معلمة لغة عربية وتوفي والدى ومحمد كان لسه ملازم وكان بيراعى الوالدة لأن الدكتور أحمد كان يعمل بالسعودية, وتزوج الشهيد من ابنة عمي وهي ابنة خالتي في نفس الوقت الدكتورة منار عبد الفتاح هارون، مدرس بكلية التربية، قبل استشهاده بـ3 أشهر فقط، عرف بين الضباط والجنود بعدة ألقاب، منها "صائد التكفيريين" و"أسد الصحراء" لشهرته بعملياته الناجحة في رفح والعريش والشيخ زويد ضد العناصر التكفيرية

وتكمل قائلة مع أهله كان خدوم ومتواضع جدا, ومع أصدقائه: كلنا نفتخر أن جعل الله من بيننا من يدفع فاتورة سلام الوطن وأمنه, ولا نعترض على قضاء الله, إنما ندعو الله أن نلحق ببطلنا ونحن نضحى من أجل الوطن.

وتستطرد شقيقة الشهيد: في 1يوليو 2015 الموافق 14 رمضان ففي هذا اليوم قام التكفريين بمهاجمة 15 كمين دفعة واحدة ولكن الجيش تصدى لهم وكان للشهيد صولات وجولات حتى ان الرئيس السيسي ارسل له طائرة خاصة وتكريمه على بسالته ، وأيضا الرئيس اتصل به تليفونيا مرة اخرى فقال له الرئيس "سمعت عنك كتير ياهارون وكله خير"، فرد عليه الشهيد ياريس الاخوان باعوا سينا واحنا حنشتريها بدمنا"."

وأضافت من المواقف التي تدل على نبل وأخلاق شقيقي محمد أنه أثناء أعمال قتال العناصر الإرهابية في منطقة الجورة جنوب الشيخ زويد، عقب إصابته مباشرة، نجح أفراد القوة في اصطياد العنصر الإرهابي شديد الخطورة، الذي أطلق عليه الرصاص،وحينما سمع الشهيد البطل أنات الإرهابي، واستغاثته بحثًا عن الماء، فوجه جنوده لإحضار الماء للتكفيري، قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة، طبعا جميع أفراد القوة انتابتهم حالة من الدهشة نتيجة تصرف الشهيد هارون، وكانوا في الأصل يرغبون في تمزيق جسده بالرصاص، بعد أن أصاب قائدهم، فرد عليهم بحزم: "لا.. قلت اذهبوا وأحضروا الماء هو يحتضر والروح لها حرمتها"."

وتابعت: أحضر الجنود الماء فأخذه الشهيد قبل أن يودع الحياة، وبيديه عدل وضع التكفيري للشرب في حين كان التكفيري القاتل ينظر بذهول ودهشة للمقدم هارون، فقال له نحن لسنا مثلكم وعقيدتنا مختلفة فنحن خير أجناد الأرض فعلا وليس قولا، وخستك لا تعنى أن أنسي تقاليد القتال وفروسيتها حتى وإن كنت قاتلي.

وتابعت: "محمد" أهداني قرار نقلي من مدينة ناصر إلى بني سويف، قبل استشهاده بـ48 ساعة، وهذه كانت أهم هدية أهداها لي، وأعتبرتها صدقة جارية عنه.

وروت شقيقة الشهيد، تفاصيل آخر أيام قبل استشهاده، قائلة: " محمد كان أجازة واتصلوا بيه في كتيبته فقطع أجازته وذهب لسيناء وكنت أتابعه وهو مسافر إلى أن وصل إلى الساحة بالشيخ زويد بسيناء، قال لي "خلاص يا أماني انا وصلت لا تقلقي...سوف أتحرك إلى كمين الجوره بعد شوية ودي كانت حاجة غريبة لأنه يتحرك للكمين في اليوم التالي وليس بنفس اليوم،

والجورة هو الطريق الذى استشهد عليه كل زملاء البطل, ومنطقه زراعة العبوة الناسفة التى استشهد فيها العقيد هارون, حيث كانت معروفه أنها منصة إطلاق صواريخ للتنظيم الإرهابي ضد الجيش, والمكان محاط بالعبوات الناسفة والفخاخ ومليء بعدد كبير من التكفيريين كالثعابين تحت الأرض وبالشقوق والأنفاق والمخابئ والذين يقوم بالاشتباك العنيف مع حملات الجيش بالأسلحة الثقيلة وصواريخ كورنيت المخترقة للدبابات بصفة دائمة وبالفعل بعد مرور عام تم تطهير المنطقة وتم اكتشاف أكبر مخبئ للتكفيريين بسيناء بهذة المنطقة، حتى أن المهندس الخاص بتفكيك العبوات بالمنطقة قال: طيله 10 أيام انتظر البطل هارون فصيته وسمعته كانت تجعلنى على أحر من نار لرؤيته فضلا عن انتظاره لأشعر بأقصي درجه من الأمن لوجود هذا الأسد معنا.

وبالفعل ضرب الشهيد أروع مثل للقيادة والفداء والتضحية والحفاظ على رجاله, فقد عاشت حملته العسكرية وجميع الجنود والضباط واستشهد قائد الحملة بمفردة وهو الشهيد هارون.

وحول احتفال تنظيم بيت المقدس الارهابي بعد استشهاد المقدم هارون أكدت شقيقته بأن الإرهابيين احتفلوا بعد سماعهم خبر استشهاد شقيقي لشجاعته فى مواجهتهم، وعدم خوفه منهم، بل هو من أشعرهم بالخوف والهرب منه، فقد وصل خوف داعش من الشهيد إلى درجة سماع أصواتهم وهم يرددون (أشرد.. أشرد دورية أبو هارون).