جريدة الزمان

حوادث

الشهيد الرائد على خالد ”أبونور”.. سلسال الإنسانية فى وزارة الداخلية

الشهيد الرائد على خالد صلاح
حامد محمد -

"أبونور".. أحد أهم شهداء الشرطة الذين دافعوا عن مصر الوطن والمواطن، أمام جماعات سفك الدماء، ولم ترهبه أسلحتهم الفتاكة.. إنه الشهيد الرائد على خالد صلاح، الذى رحل فى 26 مايو 2019، الموافق 21 من شهر رمضان.. عاش "على" يتمنى أن تكون له ذرية صالحة تحمل اسمه من بعده، فأنجبت زوجته طفلين توفاهما الله فى حياته، وقبل استشهاده كانت زوجته تحمل بين أحشائها طفلة لم يرها الشهيد البطل، وخرجت إلى الدنيا بعد رحيل البطل، واتفقت الأسرة على تسميتها بـ"نور"..

"الزمان"، التقت أسرة الشهيد، حيث قالت "نور" أرملة الشهيد الراحل: زوجى البطل أصوله من مركز المحمودية بمحافظة البحيرة، نشأ وتربى والتحق بكلية الشرطة عام 2004 وتخرج منها عام 2008، ثم التحق بقطاع الأمن المركزى بالبحيرة، برتبة ملازم وتدرج فى الرتب حتى رتبة رائد، وشارك فى عمليات أمنية ومداهمات ضد الخارجين على القانون والعناصر الإرهابية فى عدد من المحافظات، وبعد التحاقه بقطاع الأمن المركزى، حصل على 4 فرق تدريبية راقية وهى "التأهيلية للأمن المركزى، وفض الشغب، وعمليات الشرطة والأسلحة المعاونة".

وتابعت أرملة الشهيد: كان الشهيد من المشاركين فى تأمين قسم شرطة المنتزه إبان أحداث العنف التى وقعت فى يناير 2011، وتصدى لمجموعة من العناصر التخريبية أثناء محاولتهم اقتحام القسم، فضلا عن مشاركته فى تأمين عدد من الشخصيات المهمة، والمنشآت الحيوية، فضلا عن مشاركته فى مأموريات تأمين السجون الكبرى، ومنها سجن الأبعادية بدمنهور، ومنع عددا من السجناء من الهروب، كما شارك فى تأمين أول انتخابات رئاسية عام 2014.

وتروى نور، قائلة: تعرفت على الشهيد البطل منذ أن التحق بالكلية، وتزوجته عقب تخرجه ولم أر منه سوى كل شىء طيب، وكان يخبرنى بأن خدمته فى مدينة السلوم، وليست فى سيناء لخوفه على مشاعرنا بسبب القلق، وأذكر قبل استشهاده بيوم واحد فقط قلت له أننى خائفة "بالنسبة لموضوع الحمل"، من أن يحدث كما حدث فى المرات السابقة، هدأ من روعى، وقال لى: بإذن الله لن يحدث شىء، وفى صباح يوم الاستشهاد رددنا الأذكار سويا كالعادة وتحرك صباحا وآخر جملة قالها لى كانت "كلها 18 يوم وارجع وحنقضى العيد مع بعض"، وودعته واستغرقت فى النوم، واستيقظت يومها على صرخات والدته وهى تبكى وتقول "ابنى مات"، فخرجت وأنا متخيلة أى شخص آخر إلا زوجى، ولكن مع الأسف تم تأكيد الخبر، وعندما رأيته فى سيارة الإسعاف لم أتمالك نفسى وسقطت على الأرض.

وحول استشهاد الراحل قالت أرملة الشهيد: كان "على" متوجها إلى مأمورية عمل بشمال سيناء تحديدا بمدينة العريش، وتحرك الموكب الذى كان مكونا من 32 سيارة تقريبا فى طريقها إلى هناك، وكان الشهيد مكلفا بتأمين عربة السلاح، برفقة ضابط آخر برتبة نقيب "كان متزوجا من 3 شهور فقط" وأمين شرطة و5 مجندين، وأثناء سيرهم بطريق القنطرة العريش اعترضت سيرهم سيارة نقل، واصطدموا بها فانفجرت السيارة التى يستقلونها، واستشهدوا جميعا فى الحال، وتم تكريم الشهيد من قبل قطاع الأمن المركزى بوزارة الداخلية عقب وفاته.

واستطردت أرملة الشهيد قائلة: الشهيد البطل كانت له مواقف إنسانية لا يمكن أن أنساها مهما تقدم العمر بى، وأتذكر أنه فى يوم من الأيام تعرض المحل الخاص بى للسرقة على يد مجهول، وتم القبض عليه، ورفض الشهيد أن يتعرض أحد للحرامى بالإيذاء، وقال لى: "خلاص مش مهم اللى راح" فاندهشت من تصرفه، بالإضافة إلى أنه -أى الشهيد-، كان محبا للحيوانات الأليفة فمثلا القطة التى لدينا فى البيت لا تنام إلا فى حضنه، بالإضافة إلى أنه يعتنى بعصفورة صغيرة يسقيها ويطعمها بيديه.