جريدة الزمان

تقارير

فتحى المريمي: أمن مصر القومى يبدأ من ليبيا.. والرئيس السيسى أثبت حرصه على حماية العرب

حوار: على الحوفي -

الليبيون ينتظرون الكثير من الجامعة العربية.. ويتمسكون بتفعيل اتفاقية الدفاع المشترك

تركيا نقلت ما يزيد عن 15 ألف مرتزق لمساندة الإرهابيين.. وزودت الميليشيات بالأسلحة الثقيلة والطائرات المسيرة

أردوغان يطمع فى ثروات الشعب والاستيلاء على الغاز فى البحر المتوسط

قال مستشار رئيس البرلمان الليبى فتحى المريمى، إن الرئيس عبدالفتاح السيسى، أثبت أنه رئيس عربى حريص على استقرار المنطقة وخصوصًا ليبيا، التى يعتبر أمنها القومى من أمن مصر، مشيرا إلى أن تركيا تهدد الأمن القومى العربى وليس الأمن المصرى فقط.

وأوضح المريمى لـ"الزمان" أن القبائل الليبية أعلنت مساندتها فى حال اتخاذ مصر قرار التدخل للتصدى للاحتلال التركى للبلاد، مؤكدا أن الشعب الليبى ينتظر كثيرا من جامعة الدول العربية وأعضائها خاصة بتفعيل الاتفاقية العربية للدفاع المشترك على أى بلد فى حالة اعتداء أجنبى عليها وهو ما حدث فى حالة ليبيا.

وإلى نص الحوار..

ما الوضع فى ليبيا الآن؟

الوضع الآن هو أن القوات التركية والإرهابيين والميليشيات المختلفة بالقرب من مدينة سرت والجفرة وهناك بعض المناوشات المستمرة بينهم وبين الجيش، لكنهم واقفون عند حدود التماس التى تم إجبارهم عليها خلال الأسبوع الماضى، والجيش فى حالة تأهب واستعداد دائم لبسط سيطرته ونفوذه، وردع قوات الاحتلال، وإذا كانت الأسعار مرتفعة فإن السلع متوفرة.

كما تسعى كل الأطراف إلى وضع حل والأطراف الإرهابية تعمل هى الأخرى على زعزعة النظام فى ليبيا من خلال جلبها للميليشيات الإرهابية والذخائر والأسلحة وضرب الاستقرار فى البلاد والوطنيون يعملون على إكمال المصالحات وإعادة تشكيل المجلس الرئاسى وحكومة وحدة وطنية.

والقبائل تريد الحفاظ على النفط حتى لا تذهب عوائده إلى تمويل الإرهاب والإرهابيين وأسلحتهم حيث تم كشف الحقائق بأنه يتم دفع للمرتزق 2000 دولار شهريا من أموال الشعب الليبى.

كما لا زلنا فى أزمة وننتظر المجتمع الدولى بعد تدخل عدد من الدول المؤثرة فى المشهد الليبى لإنهاء الأزمة وإعادة بناء دولة ذات سيادة ومؤسسات.

كيف ترى استمرار تركيا فى إرسال المرتزقة والسلاح إلى غرب ليبيا؟

وجود الأتراك واعتدائهم على ليبيا مستمر رغم أن البلاد عضو فى الاتحاد الأفريقى والأمم المتحدة والمغرب العربى، كما أن تركيا ما زالت ترسل المرتزقة الذين بلغ عددهم أكثر من 15 ألف شخص من جبهة النصرة وأحرار الشرقية وجيش الشرقية وجيش الإسلام وفيلق الرحمن وفيلق الشام ولواء المعتصم وفرقة السلطان مراد ولواء صقور الشمال والحمزات وسليمان شاهب، بالإضافة إلى الأسلحة والذخائر والطائرات المسيرة ومدرعات وضباط أتراك.

هل خضعت تركيا للتنديدات الدولية وصرفت النظر عن احتلال سرت هى والميليشيات التابعة للوفاق؟

لا تخضع تركيا حتى الآن للتهديدات الدولية وهذا يؤكد أنها أخذت الضوء الأخضر من إحدى الدول الكبرى وذلك بدليل استمرار إرسالها للمرتزقة خلال الأسبوع الماضى نهاية يونيو إلى الغرب الليبى، وحتى الآن لم تقم الدول الكبرى بتشكيل عقوبات قوية على تركيا حتى تصرف النظر عن تمويل ومساندة الإرهاب فى ليبيا.

هل ترى أن الميليشيات وتركيا سينقلون القتال لمواقع النفط؟

نعم متوقع ذلك بشكل كبير خلال الأيام القادمة وهذا ما تخطط له تركيا وميليشياتها، ولكن الجيش يقف بالمرصاد لتلك التحركات وما تدخلت مصر إلا لإيقاف الإرهابيين ولمنع استيلائهم على قوت الشعب الليبى والحفاظ على ثرواته وإجبار الإرهابيين للخضوع للحوار وطرد المرتزقة خارج البلاد وبناء دولة مؤسسات.

ماذا تريد تركيا من ليبيا؟

تركيا تريد الكثير من ليبيا بسبب موقعها الاستراتيجى وإيجاد مكان لها فى البحر المتوسط والاستفادة من الغاز والأموال الليبية وذلك عبر المشاركة فى إعادة إعمار البلاد والاستفادة من خيرات النفط والذهب الموجودة فى البلاد وذلك بعد توقيع الاتفاقية بين الرئيس التركى رجب أردوغان ورئيس المجلس الرئاسى وحكومة الوفاق غير الشرعية فايز السراج والتى لم يكونوا يستطيعون توقيعها لو أن ليبيا مستقرة لأنها لا تخدم مصالحا ولا دول المنطقة والدليل أن هذا الملف موجود منذ النظام السابق وتم رفضه.

كيف ترى قرارات الجامعة العربية الأخيرة حول ليبيا وما المطلوب الآن من الدول العربية؟

لقد قامت جامعة الدول العربية وأمينها العام أحمد أبوالغيط، بالواجب المطلوب منها، عندما أعلنت تأييدها لمبادرة الرئيس السيسى، وللحلول السلمية من خلال الحوار وطلبها وقف إطلاق النار وخروج تركيا من الأراضى الليبية، وفى رأيى إذا كان بيان الجامعة على المستوى المطلوب تجاه دولة تعانى أزمة شديدة بسبب الجبهات، التى تتصارع، فإن البيان ليس كافيا، ونطالبها ببذل المزيد من الجهد لإتمام التهدئة والسعى لتنفيذ القرارات.

ولكن نتتظر أكثر من ذلك فى ظل تعدى دولة خارجية على دولة عربية وهناك اتفاق عربى حول الدفاع المشترك ويجب تفعيله الآن للتصدى للتدخلات التركية فى الدول العربية وغيرها من المساعدات الأخرى للخروج من تلك الأزمة حيث إن ما يحدث فى ليبيا يهدد الأمن القومى العربى ككل وليس ليبيا فقط.

السراج أكد أن تركيا موجودة بطلب رسمى من الوفاق.. فهل سيطلب البرلمان التدخل المصرى ومساندة الشعب الليبى؟

نعم حجة وجود تركيا طلب رسمى واتفاقية باطلة وقعت مع السراج ولكن البرلمان لم يعطه الشرعية وليس من حقة التوقيع على الاتفاقية.

وسبق أن أعلنها رئيس النواب الليبى المستشار عقيلة صالح داخل مجلس النواب المصرى بطلب التدخل من القاهرة للتصدى للعدوان على ليبيا والدفاع عن الشعب الليبى ودولة الجوار لأن مصر الشقيقة الكبرى لكافة العرب، وهناك بعض الإجراءات سوف يتخذها مجلس النواب والجهات المختصة فى حالة تخطى وتجاوز تركيا والميليشيات الإرهابية الخط الأحمر الذى أعلنه الرئيس عبدالفتاح السيسى خاصة منطقة "سرت الجفرة" حيث تمثل منطقة استراتيجية حيوية، وكونها فى الحد الفاصل بين القوتين، الأولى المتمثلة فى الجيش بقيادة المشير خليفة حفتر، والثانية التى يندرج تحت لوائها عناصر المرتزقة، تمثل تهديدا لمصر ولأمنها القومى، نظرا لقربها من الحدود المصرية بقرابة 1200 كيلومتر، لذلك كان الحديث عن أهمية وجود خط أحمر فاصل.

كيف ترى التقارير التى تذكر تدريب الميليشيات عبر شركة سادات التركية وبواسطة الإرهابى فوزى أبوكتف هل هذا تحايل جديد من السراج؟

نحن ما نفعله ومتأكدين منه هو أن تركيا والميليشيات سيعملون بالكثير من أجل احتلال ليبيا والسيطرة على مواردها.

وكيف ترى إعلان القاهرة لحل الأزمة؟

إعلان القاهرة كان خارطة الطريق لاستقرار الأوضاع فى ليبيا من خلال تشكيل مجلس رئاسى مكون من رئيس ونائبين ورئيس حكومة له نائبان، ولكل إقليم عضو فى حكومة وحدة وطنية وتأسيس مصرف ليبيا المركزى ومؤسسة النفط، والتوزيع العادل للثروات وهذا ما أكد عليه رئيس مجلس النواب الليبى أيضا.

ماذا عن التدخلات التونسية خاصة مساندة الغنوشى لتركيا والسراج؟

بالنسبة للتدخلات التونسية ومساندة الغنوشى للسراج والإخوان المسلمين فى ليبيا هو إخضاع للرغبات القطرية التركية والتى يقودها المتأسلمين والجماعة الإرهابية كما أن التنظيم يتخذ من تركيا مقرا له والسراج منبطح فى ذلك الاتجاه لإنقاذ نفسه واستمراره فى الحكم والحصول على الوقت للاستفادة من الفوضى فالغنوشى وأردوغان يمثلون الإخوان المسلمين فى تونس وليبيا ويلعبون لمصلحتهم فى المنطقة.

البعض كذب تجمع القبائل ومساندتها للرئيس المصرى حول التصدى للاحتلال التركى للبلاد بماذا ترد عليهم؟

ليس هناك أى تكذيب فالقبائل ظهرت كافة فى فيديوهات مسجلة من أجل إعلان التأييد لحديث الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى وخرجوا بمظاهرات مؤيدة للتدخل المصرى فى ليبيا وذلك بعد التنسيق مع الجهات المختصة فى ليبيا خاصة مجلس النواب الذى يمثل القيادة العليا للجيش الوطنى فى ليبيا.

كما أن القبائل أكدت على مساعدتها للقوات المصرية، التى ستلتحم لمساندة الجيش الليبى لطرد الغزاة والأجانب، وللعلم فإن ليبيا لديها جيش يملك الخبرات والتدريب والأجهزة التكتيكية والطائرات، وسيحقق نتائج مبهرة وسريعة بدعم جيش حرب أكتوبر.

هل ليبيا مقبلة على تقسيم البلاد؟

لا ليبيا غير مقبلة على التقسيم والليبيين كافة مجمعين على وحدة البلاد ولكن المطالبة بنظام حكم فدرالى أو محافظات بعد محدودة فالجميع مجمع على ضرورة وحدة التراب الليبى رغم اختلاف الأمور السياسية.

ماذا عن أهم الموضوعات التى سيناقشها رئيس مجلس النواب المستشار عقيلة فى روسيا؟

أهم الموضوعات التى سيناقشها هناك هو إيقاف الحرب والعودة لمبادرة التى أطلقها فى رمضان الماضى ومبادرة إعلان القاهرة وسيبدأ فى التعاون المشترك مع روسيا لمساعدة ليبيا فى إنهاء الاحتلال التركى ودعم الإرهابيين ومساندة البلاد فى المحافل الدولية.

وهل ما تدعيه الجماعة الإرهابية عن وجود اتفاق بينه وبين السراج لاختيار بديل للمشير حقيقى؟

ليس لدينا أى اتصالات مع السراج ولا الميليشيات الإرهابية فالمشير يحظى باحترام كبير من رئيس مجلس النواب وأعضاء البرلمان على دوره فى الحفاظ على البلاد ومحاربة الإرهاب ودعم الأمان والاستقرار فى البلاد والمستشار والمشير بينهم علاقة ممتازة واحترام متبادل واتصالات دائمة فهى أخبار كاذبة، فالمشير جاء عبر مطالبات من الشعب الليبى ومجلس النواب والفاعليات الليبية المختلفة التى طالبته بتحرير المدن الليبية من الإرهاب وهى بالفعل الآن تنعم بالأمن والاستقرار.