جريدة الزمان

خارجي

الجيش الليبى يبدد أحلام أردوغان فى ليبيا.. الضربات الخاطفة تصيب الأتراك بالفزع

محمد عبدالمنصف-علي الحوفي -

الدمرداش: الصراع على الأرض مخاض لحرب عالمية بين القوى العظمى ​

حفظى: الأحداث تحركها قوى عظمى.. ولدينا رؤية واضحة لما يحدث بالمنطقة​

غطاس: فرنسا ستضغط على الاتحاد الأوروبى لتحجيم أردوغان​

التكبالى: أنقرة حاولت الرد على ضرب قاعدة الوطية ولم تنجح​

خيم نوع من الغموض على الموقف العسكرى داخل ليبيا، على خلفية قيام قوات الجيش بقيادة المشير خليفة حفتر بضرب قاعدة الوطية غرب سيرت، حيث تم تنفيذ 9 ضربات جوية دقيقة على منظومات الدفاع الجوى التركية من طراز "هوك"، والتى تم تركيبها مؤخرا فى القاعدة، مما أسفر عن تدميرها وتدمير ثلاثة رادارات بالكامل، بالإضافة إلى مصرع عدد من الضباط والجنود الأتراك، الأمر الذى أثار العديد من التساؤلات حول مستقبل الوضع العسكرى فى ليبيا.​

أكدت الدكتورة حسناء الدمرداش أستاذ التاريخ بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، أن أطماع الرئيس التركى رجب طيب أردوغان لا تقتصر على احتلال ليبيا بل يمتد ليشمل كل محيط العالم الإسلامى، مشيرة إلى إجادة الجنس التركى استغلال الخونة فى تحقيق أهدافهم.​

أوضحت لـ"الزمان" أن أردوغان يشن حربا فى ليبيا بالنيابة عن القوى العظمى ممثلة فى الولايات المتحدة الأمريكية التى ترغب فى تحجيم التواجد الروسى، فى ظل تحرك واضح من الاتحاد الأوروبى، حيث احتجت فرنسا على اعتراض السفن الحربية التركية لفرقاطة فرنسية، نظرا لأن أطماع أردوغان تمتد إلى المحيط الأطلسى ويهدد كلا من تونس والجزائر وكلها مناطق نفوذ فرنسية.​

أضافت الدمرداش أنه يسعى من خلال خيانة رئيس الحكومة المؤقتة فايز السراج إلى احتلال ليبيا، على غرار ما قام به السلطان سليم الأول حيث سيطر على مصر والشام بعد هزيمة الجيش المصرى فى موقعة مارج دابق عام 1516 والتى اعتمد فيها على خيانة خاير بيك نائب قنصوه الغورى على حلب آخر حكام دولة المماليك فى مصر.

لفتت الدكتورة حسناء أن حكومة الوفاق الليبية تأسست بناء على الاتفاق المبرم برعاية الأمم المتحدة فى مدينة الصخيرات المغربية يوم 17 ديسمبر 2015، ولم تمارس مهام عملهما إلا فى أبريل 2016، غير أنها لم تحظى بتأييد من البرلمان الليبى المنتخب شرعيا فى يوليو عام 2014.​

وقالت الدكتورة حسناء إن اتفاق الصخيرات منح الحكومة المؤقتة مهلة قدرها 18 شهرا تنتهى فى أأكتوبر 2017 مع جواز مدها ستة أشهر فقط لاستكمال مهمتها وهو ما لم تنجح فيه، بل على العكس فقد انسحب منها 6 أعضاء من بين الـ13 المكونين لها وتبقى 7 أعضاء فقط مما يجعلها حكومة غير شرعية.​

تعجبت الخبيرة الاستراتيجية من توقيع رئيس حكومة الوفاق فايز السراج بالموافقة على إقامة قواعد عسكرية تركية على أرض ليبيا، رغم إعلان ممثل أردوغان أن الأتراك عاشوا هناك من 500 سنة وأنهم عائدون إليها مرة أخرى أى أنه يعلن صراحة رغبته فى احتلال بلاده.

طالبت القبائل الليبية بالالتفاف حول مشايخها والوقوف صفا أمام المؤامرة التركية على بلادهم والتى تتم بخيانة من رئيس حكومة الوفاق، لافتة إلى حديث أحد وزراء أردوغان عن مشروعات شركات البترول فى إشارة واضحة إلى أن هدفه الرئيسى هو استنزاف البترول الليبى ثم الزحف تجاه مصر.​

وقالت أستاذة التاريخ أرجو أن يتذكر أردوغان أن الجيش المصرى على عهد محمد على باشا وصل إلى أبواب إسطنبول وأوشك على احتلالها لولا تدخل إنجلترا وفرنسا لمنع احتلاله، مؤكدة أن قواتنا المسلحة قادرة على ردع كل من تسول له نفسه فرض إرادته على مصر.

من جانبه أكد اللواء على حفظى رئيس عمليات القوات المسلحة سابقا أن هناك مصالح لقوى عظمى على أرض ليبيا، تسعى باستمرار لزعزعة الأمن بها، من خلال افتعال أزمات، بهدف استمرار حالة عدم الاستقرار.​

أوضح لـ"الزمان" أن تركيا تعمل من خلال مخططات أجنبية وليس لها الحرية المطلقة فى الحركة العسكرية أو اتخاذ قرارات مستقلة فى الرد على أى عمل عسكرى يوجه لقواتها.

وقال إن أمن مصر مرتبط بأمن ليبيا ولديها رؤية واضحة عن المتغيرات العالمية فى الإقليم وقواتها المسلحة جاهزة للتحرك لمواجهة أى متغيرات قد تطرأ فجأة على المنطقة، لافتا إلى أن التدخلات الأجنبية فى ليبيا لم تسمح للقوى الوطنية الليبية فى استعادة النظام للدولة بل سعت إلى تقويض أى فرصة للاستقرار طمعا فى موقعها الاستراتيجى ومواردها الطبيعية بالمنطقة.​

فى سياق متصل قال الدكتور صفوت غطاس عضو مجلس النواب إن تركيا لن تستطيع ضرب الجيش الليبى والرد على استهداف منظومة الدفاع الجوى فى قاعدة عقبه بن نافع "الوطية الجوية".

وأكد غطاس "أنه بجانب أمن مصر القومى فإن فرنسا لديها مصالح أفريقية موسعة وتخشى من استخدام أردوغان للميليشيات فى تهديد مصالحها فى دول الساحل الأفريقى، مؤكدا أن باريس سوف تضغط على الاتحاد الأوروبى لاتخاذ مواقف جادة ضد الاعتداءات التركية فى ليبيا.​

وأوضح غطاس أن فرنسا قد عقدت اجتماعاً الأسبوع الماضى مع ما يسمى بدول الساحل الأفريقى أعربت فيه عن خشيتها من تمدد الإرهاب الذى ترعاه تركيا فى الأراضى الليبية عبر الميليشيات خاصة مع وجود معلومات استخباراتية تؤكد سعى أردوغان لاستخدام هذه الميليشيات فى تهديد مصالحها فى تلك الدول.​

وفى ذات السياق، أكد النائب على التكبالى عضو لجنة الدفاع والأمن القومى بالبرلمان الليبى أن تركيا حاولت كثيرا الرد على ضرب قاعدة الوطية إلا أن ضغط طيران الجيش الليبى منع استهداف أيا من الأماكن التابعة لها.​

وأوضح التكبالى فى تصريح خاص لـ"الزمان" أنه بعد تصريحات حلف الناتو أنه لن يدافع عن استهداف أعضائه خارج الأراضى الأوروبية تسبب ذلك فى صفعة قوية لأردوغان، مشيرا إلى أن المعارضة العالمية والدولية لتحركات أردوغان تزداد وترفض التدخل فى ليبيا ونقل المرتزقة.​

وشدد التكبالى أن الفترة المقبلة ستشهد ضغطا دوليا كبيرا على تركيا ورئيسها رجب أردوغان لإيقاف نقل المرتزقة إلى ليبيا، مشيرا إلى أن فرنسا وروسيا لن تسمحان بتهديد تركى لمصالحهم فى ليبيا.​

ولفت إلى هذه الأسباب تجعل فرنسا أكثر إحساسً وتيقظاً بخطورة الموقف مشيراً إلى أن نحو ثمانى دول فى الاتحاد الأوروبى دعمت موقف فرنسا وطالبت بفتح تحقيق لتبيان مدى خرق تركيا للالتزامات بمؤتمر برلين الماضى بشأن وقف إطلاق النار والتسوية رغم تضارب مواقف بعض الدول مثل إيطاليا لمصالح تربطها بحكومة الوفاق.​

ومن جانب آخر حذر ألكسندر سيتنيكوف الكاتب الروسى، تركيا من استمرار التدخل فى ليبيا أو من محاولة الرد على ضرب قاعدة الوطية، مؤكدا أن سفنها على السواحل الليبية لا تدرك قوة روسيا الحقيقية فى البحر.​

وأوضح سيتنيكوف فى مقال نشره بصحيفة "سفوبودنايا بريسا" الروسية أن الهجمات الأخيرة التى شنتها الطائرات التركية المسيرة على منظومة الدفاع الجوى Pantsir-C1 الروسية فى ليبيا التابعة للجيش الليبى ما كانت لتنجح لولا دعم سفن البحرية التركية التى تبحر على طول طرابلس، مؤكدا أن فرقاطات بيرى التركية قبالة سواحل ليبيا مجرد خردة تم تحديثها، ومواجهتها فى معركة مع غواصة روسية مثل فارشافيانكا تعدها بغرق لا مفر منه.​