جريدة الزمان

منوعات

المصلون يتسلحون بـ«السجادة الورقية» للوقاية من كورونا.. تستخدم لمرة واحدة.. وفاعلو الخير يتبرعون بها

السجادة الورقية
مصطفى شاهين -

عاد المسلمون إلى بيوت الله يؤدون الصلوات الخمسة، شرط استعمال كل مصلٍ السجادة الخاصة به والتى يحضرها من المنزل لإداء الصلاة والانصراف، وذلك لمنع انتقال العدوى من شخص إلى آخر عن طريق ملامسة جبهة المصلى للأرض، وعلى أثر ذلك ابتكر بعض الأشخاص وسيلة أخرى أكثر فاعلية تحمى المصلى من العودة بالسجادة إلى المنزل ومن ثم الاضطرار إلى تطهيرها مرارًا وتكرارًا، والابتكار الجديد هو الاستعانة بالسجادة الورقية التى تستعمل لمرة واحدة ليتم الاستغناء عنها لاحقًا وأسعارها رخيصة للغاية فى متناول المصلين ويمكن أن يتبرع بها فاعلو الخير للمصلين لحمايتهم من خطر الإصابة بالفيروس.

الشيخ محمد غانم "إمام وخطيب بالأوقاف" يقول لـ"الزمان" إنه فوجئ قبل أيام بأحد المصلين يحضر معه أثناء الصلوات الخمس سجادة ورقية وقد لاقت الفكرة إعجاب أحد الأشخاص بالمسجد وهو رجل أعمال ومن محبى فعل الخير وبعد السؤال عن منفذ البيع، وجدته فى اليوم بعد التالى يحضر إلى المسجد 1000 سجادة ورقية وطلب منى وعامل المسجد توزيعهم بالمجان على أى شخص جاء إلى المسجد وليس معه سجادة الصلاة حماية له وللمسجد.

وأضاف، أن السجادة الورقية عملية جدًا وسعرها بسيط لا تتجاوز بضعة قروش، فهى من خامة تتحمل فقط الصلاة لمرة أو مرتين، ويمكن إعادة تدويرها لاحقًا، وقد لاقت الفكرة قبولا لدى المصلين وبدأ بعضهم يسأل عن مصدرها، علمًا بأن السجادة القماش يضطر المصلى إلى تطهيرها وغسلها خمس مرات فى اليوم خوفًا من التقاطها عدوى من أرضية المسجد.

"ن. ع" فاعل خير، قرر التبرع للمسجد القريب من منزله بعدد من السجاد الورقى، قائلاً إنه اتفق ومجموعة من الجيران منذ فترة على جمع تبرعات لشراء مطهرات وعبوات كحول ليطهر المصلى يديه قبل دخول المسجد، وظلت أزمة المصليات تواجهنا خاصة للمصلى عابر السبيل الذى حضر إلى المنطقة لقضاء حاجة داخل واحدة من المصالح الحكومية ولم يحضر معه السجادة، ومن هنا قفزت إلى ذهنى فكرة السجاد الورقى وتوفيره من أجل هؤلاء الأشخاص وتسليمهم واحدة قبل دخول المسجد للسجود عليها خوفًا عليهم من التقاط العدوى.

وأضاف، أنه اشترى 2000 سجادة ورقية، والسعر لا يذكر فى الحقيقة، خاصة أن صاحب المصنع يقوم بتصنيع السجاد الورقى من بقايا المنتجات الورقية الأخرى وتكون عبارة عن لوح من الورق يتم تقطيعه إلى أحجام متساوية عبارة عن متر طول و40 سم عرض، ربما تزيد قليلاً عن ذلك ولكن بالنهاية تؤدى الغرض المطلوب منها.

وحول القبول على تلك النوعية من السجاد، يقول "أحمد عزت" صاحب محل لبيع المنتجات الورقية، لم تكن بالماضى تطلب منا وكان أصحاب المصانع يوظفون بقايا الورق فى أشياء أخرى ولكن بعد فتح المساجد مرة أخرى وابتكار تلك الفكرة الجديدة غير المكلفة بالمرة لجأ إليها البعض إما لاستخدامها أو تقربًا إلى الله والتبرع بها بالمجان دون مقابل، وأصحاب مصانع آخرين يقومون ببيعها وتوزيعها على تجار الجملة لبيعها إلى الأهالى الراغبين فى الصلاة داخل المساجد دون استخدام سجادة الصلاة الخاصة بالمنزل، حيث يسهل التخلص منها عقب كل صلاة.

وأضاف، أن الإقبال عليها متوسط حتى الآن وربما على المدى البعيد يرتفع، إذا ما لاقت الفكرة قبولا لدى المصلين، علمًا بأن ظروف تصنيع تلك النوعية من المنتجات الورقية سهلة للغاية وغير مكلفة بالمرة وفى حالة الإقبال على شرائها قد يحقق أصحاب تلك المصانع أرباح عالية.