جريدة الزمان

فن

تعرف على فردوس محمد «الأم.. في السينما المصرية»

الفنانة فردوس محمد اهمامهات السينما المصرية
سامية عبد القادر -

ولدت فردوس محمد في 13 يوليو 1906م، وعاشت يتيمة الأبوين فتولت أسرة تربطها صلة قرابة بوالدتها تربيتها وإعدادها للمستقبل فألحقوها بمدرسة إنجليزية بحي الحلمية، وتعلمت القراءة والكتابة والتدبير المنزلي، ثم تزوجت وهي صغيرة السن وتطلقت أيضا وهي صغيرة السن. بدأت موهبتها في التمثيل تبدو عليها، فانضمت إلى فرقة عبدالعزيز خليل وعملت خلالها في الأوبريت والمسرحيات، ومنها: «إحسان بك». تزوجت للمرة الثانية من الممثل محمد إدريس، ودامت حياتهما الزوجية خمسة عشر عاما انتهت بوفاة الزوج. صارت فردوس محمد رمزا للأمومة في السينما المصرية .وماتت إثر إصابتها بالسرطان.

 ورغم حصرها في دور الأم فإن الأدوار التي أدتها كانت فيها قوية الشخصية لا تعرف الخضوع أو الضعف.

فردوس محمد برعت في تجسيد دور الأم على الشاشة، وتفوقت في التعبير عن مشاعر الأمومة بصدق حتى لُقبت عن استحقاق بـ«أم السينما المصرية»، يكفي أنها أصغر سنًا من «أم كلثوم»، ومع ذلك نجحت في تقديم دور والدتها في فيلم «فاطمة»، هي الأمة الحبشية «زبيبة» والدة «عنترة»، وأم «حسين وعلي» أولاد الريس عبدالواحد الجنايني في رائعة «رُد قلبي». 

 ولدت في حي المغربلين في مدينة القاهرة. توفي والدها وهي صغيرة، وتوفيت والدتها بعد رحيل أبيها بعامين، فتولى تربيتها الشيخ علي يوسف مؤسس جريدة «المؤيد»، وألحقها بمدرسة إنجليزية بحي الحلمية، فتعلمت القراءة والكتابة والتدبير المنزلي وتربية الأطفال. 

قدّمت أول عمل مسرحي لها في عام 1927. من خلال مسرحية «إحسان بك»، مع فرقة «أولاد عكاشة» التي صارت واحدة من أعضائها، كما عملت مع فرق إسماعيل يس وعبد العزيز خليل ورمسيس وفاطمة رشدي. بدأت العمل في السينما حينما رشحها المخرج محمد كريم، لأول دور لها في فيلم «دموع الحب» في عام 1935. وكانت في الـ28 من عمرها، فحاولت أن تُثبت للجميع أنها ممثلة جيدة ولديها القدرة على القيام بدور الأم في سن صغيرة، حتى عُرفت على مدار مشوارها الفني بأداء دور «الأم» ولُقبت بـ«أم السينما المصرية».  امتد مشوارها الفني منذ عام 1935 حتى عام 1961. وشاركت خلال تلك الفترة في عدد مميز من الأفلام، من أشهرها: «بياعة التفاح، سفير جهنم، سيدة القطار، صراع في الميناء، إحنا التلامذة، حكاية حب، الطريق المسدود، سيدة القصر، رُد قلبي، أين عمري، شباب امرأة، ابن النيل، أبوحلموس، سلامة في خير، وعفريتة اسماعيل ياسين». 

الفنان نجيب الريحاني، كان يتفاءل بوجودها معه في أي فيلم، حتى أنه عندما قام ببطولة فيلم «غزل البنات» في عام 1949، ولم يجد دورًا لها، رفض التمثيل في الفيلم حتى اضطر منتجا الفيلم أنور وجدي ومحمد عبدالوهاب، لإيجاد دور لها فقامت بدور مربية «ليلى مراد» في الفيلم.‏ تزوجت مرتين انتهت الأولى بالطلاق، حيث كانت في سن صغيرة، أما الثانية فكانت لها واقعة مثيرة، فبعد انضمامها إلى فرقة فوزي منيب، في فترة الأربعينيات، تلقت الفرقة دعوة لتقديم عروضها في فلسطين، ووافق «منيب» على سفر الفرقة، لكنه واجه وقتها مشكلة تتعلق بـ«فردوس»، حيث إن القانون حينها كان لا يسمح بسفر غير المتزوجات إلى الخارج، ما كان يمنعها من السفر، رغم أنها عمود رئيسي بالفرقة، وشعر المؤسس بأنه في مأزق، واقترح عليها أن تتزوج بشكل صوري من أحد أعضاء الفرقة حتى تتمكن من السفر، فوافقت وتزوجت المونولوجست محمد إدريس، الذي كان يشارك معها في العرض، والمفاجأة أنه حدث ما لم يكن متوقعًا، حيث شعر «إدريس» أنه يحب «فردوس»، وأنه يريدها زوجة بالفعل، وفوجئت به في إحدى ليالي العرض يتقدم إليها ويطلب منها الزواج ووافقت، وأقاما حفل زفاف مع أعضاء الفرقة، وتحولت القصة الصورية إلى حقيقة، واستمر الزواج 15 عامًا قبل أن ينتهي بوفاة الزوج. 

لم تكن فردوس محمد محظوظة مع الإنجاب رغم كونها «الأم»، إذ توفي لها 3 أبناء بعد ولادتهم، ولظنها أن الحسد كان السبب الرئيسي في موتهم أخفت أمومتها لابنتها الوحيدة طيلة 17 عامًا.