جريدة الزمان

تقارير

المقدم صالح القطيبى: هناك تعاون بين تركيا وإيران ضد الدول العربية (حوار)

علي الحوفي -

المقدم صالح القطيبى مدير المركز الإعلامى للقوات المسلحة اليمنية:

الشعب بكل فئاته يكن كل الحب والتقدير والامتنان لمصر ووقوفها بجانبهم على مدار التاريخ

نظام الملالى مستمر فى دعم المرتزقة والحوثيين بالأسلحة

قال نائب مدير المركز الإعلامى للقوات المسلحة اليمنية المقدم صالح القطيبى إن الشعب اليمنى بكل فئاته ومكوناته الفكرية والسياسية والمجتمعية يكن كل الحب والتقدير والامتنان لجمهورية مصر العربية ومواقف شعبها وقياداتها الأخوية الصادقة إلى جانب اليمنيين على مر التاريخ، وبالتأكيد هو تقدير وحب متبادل.

وأضاف المقدم صالح القطيبى لـ"الزمان" أن هناك تعاونا بين تركيا وإيران فى أكثر من دولة عربية إلا أن الوضع فى اليمن يختلف كلياً عن سائر البلدان، فالميليشيات الحوثية تخوض حرباً بالوكالة لصالح إيران وتعد أهم حروب نظام الملالى فى المنطقة، فهى تخوض حرباً انتقامية ضد اليمنيين بزعم أنهم أخذوا الحكم من السلالة الهاشمية منذ ثورة 62م وتخوض حرباً ضد المملكة العربية السعودية.

وإلى نص الحوار..

كيف ترى الدور المصرى فى مساندة القضية والشعب اليمنى؟

لا يختلف اثنان على دور مصر التاريخى فى مساندة اليمنيين ومنها الدور البارز فى إنجاح ثورة السادس والعشرين من سبتمبر 1962م والإطاحة بنظام حكم الإمامة الكهنوتى، ودورها المحورى الحالى فى دعم الحكومة الشرعية إلى جانب التحالف العربى، بالإضافة إلى مواقفها التى لا حصر لها فى الجانب الإنسانى والدبلوماسى وغيرها.

الشعب اليمنى بكل فئاته ومكوناته الفكرية والسياسية والمجتمعية يكن كل الحب والتقدير والامتنان لجمهورية مصر العربية ومواقف شعبها وقياداتها الأخوية الصادقة إلى جانب اليمنيين على مر التاريخ، وبالتأكيد هو تقدير وحب متبادل.

ما آخر تطورات الحرب مع الحوثى وهل يوجد تقدم للجيش الوطنى اليمنى؟

منذ مطلع يوليو الجارى، حققت قوات الجيش الوطنى مسنودة بالمقاومة الشعبية ورجال قبائل إقليم سبأ وطيران تحالف دعم الشرعية تقدمات فى جبهات قانية (شمالى محافظة البيضاء) وفى جبهات نهم (شرقى صنعاء) وفى جبهات القتال شرقى مدينة الحزم (عاصمة محافظة الجوف) فى عمليات عسكرية نوعية رداً على عدوان الميليشيات الحوثية واستهدافها المدنيين بالصواريخ وقذائف المدفعية.

وقبلها أى منذ أبريل الماضى، التزمت قوات الجيش الوطنى بتوجيهات القيادة السياسية والعسكرية ممثلة فى رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة المشير الركن عبدربه منصور هادى، التى تقضى بوقف العمليات القتالية والاحتفاظ بحقّ الرد استجابة لدعوة الأمين العام للأمم المتحدة غوتريش الرامية لتوحيد الجهود لمواجهة فيروس كورونا، والتى أعلن تحالف دعم الشرعية فى اليمن الاستجابة لهذه المبادرة من طرف واحد.

ورغم ذلك لم تلتزم الميليشيات الحوثية بالهدنة بل حاولت استغلالها لتحقيق أى تقدّم إلا أن قوات الجيش أفشلت كل هجماتها ومحاولاتها وكبّدتها خسائر بشرية ومادية كبيرة جداً.

ومؤخّراً، وتحديداً بعد عدوان الميليشيات الحوثى على المواطنين فى البيضاء والهجمات الصاروخية على الأحياء السكنية والأعيان المدنية فى البيضاء ومارب وتعز والحديدة، واستهداف الأعيان المدنية فى الأراضى السعودية اضطرّت قوات الجيش إلى تنفيذ عمليات عسكرية رادعة تزامنت مع تغطية جوّية مباشرة من طيران التحالف وألحقت بالميليشيات خسائر كبيرة فى العتاد والأرواح.

كيف ترى عملية تهريب السلاح للحوثيين وتأثيرها على سير القتال؟

لا شك أن نظام الملالى فى طهران، مستمر فى مرتزقته فى اليمن (الميليشيات الحوثية) بعوامل البقاء والتوسّع، ومنها الأسلحة بأنواعها والمشتقات النفطية والمخدّرات والتقنية والخبراء، وهذا بلا شك يطيل أمد الحرب ويلحق أضراراً باليمنيين وممتلكاتهم.

وجميعنا نتابع شحنات الأسلحة التى يتم ضبطها بين الحين والآخر فى المياه الإقليمية اليمنية، وآخرها ما كشفته منظمتا "غلوبال فيشينغ وواتش"(GFW) و"تريغ مات ترام" (TMT) عن وجود أسطول إيرانى يتكون من عشرات السفن فى السواحل اليمنية منها 144 سفينة تم رصدها فى المياه الإقليمية لليمن فى موسم الصيد 2019-2020م‏ وإن كانت فى الظاهر تقوم بعمليات الصيد غير المشروع إلا أنها توفر الغطاء لتهريب الأسلحة للحوثيين وسبق أن تم القبض على سفن تدعى أنها للصيد وهى فى الحقيقة سفن تهريب الأسلحة للميليشيات الحوثية.

وقبلها ما ضبطته قوات التحالف من شحنات أسلحة وما أعلنت عنه السلطات المحلية فى محافظة الحديدة من دخول أسلحة نوعية وتكنولوجيا عسكرية متقدّمة وخبراء من الحرس الثورى عبر سواحل الحديدة والتى شرعت مؤخّراً فى استخدامها لقتل اليمنيين وتهديد الملاحة البحرية والمصالح الحيوية لدول الجوار.

كيف ترى أزمة ميناء الحديدة وسيطرة الحوثى عليها؟

كما أسلفت فميناء الحديدة يعد آخر شرايين الحياة للميليشيات الحوثية ومن ورائها إيران، ولهذا عملت على إفشال كل المساعى الأممية والمحلية والإقليمية لتنفيذ بنود اتفاق استوكهولم، وتحتجز ناقلة صافر النفطية كرهينة وتمنع صيانتها رغم تحذيرات الخبراء من انفجارها فى أى لحظة وحدوث كارثة بيئية عظمى سيتضرر منها اليمن والعالم أجمع ومع ذلك فهى تستخدمها كوسيلة لابتزاز المجتمع الدولى لمنع تقدم القوات الحكومية لاستكمال تحرير مدينة وميناء الحديدة.

باستكمال تحرير مدينة وموانئ الحديدة الثلاثة، ستخسر ميليشيات الحوثى ومن خلفها إيران عوامل بقائها سواء من حيث الأموال التى تجنيها من عوائد الميناء، أو من خلال تدفق المشتقات النفطية والأسلحة وكل وسائل الدعم التى تقدّمها طهران لأدواتها عبر موانئ الحديدة وسواحلها.

إن بقاء ميناء الحديدة فى قبضة الميليشيات الحوثية يشكّل تهديداً خطيراً ليس على اليمن فحسب، بل على الأمن القومى العربى، المصالح الدولية فى البحر الأحمر والبحر العربى وميناء باب المندب، ويتزايد هذا الخطر مع كل ساعة يبقى الميناء خارج سيطرة الحكومة.

ما آخر مستجدات ثورة القبائل فى البيضاء؟

من الصحيح أن ميليشيات الحوثى تمكنت من اختراق صفوف القبائل التى انتفضت ضد جرائم ميليشيات الحوثى بحق نساء البيضاء وأبناء البيضاء وآخرها قتل الشهيدة جهاد الأصبحى فى منزلها بدم بارد، مستغلّة سيطرتها على أجهزة ومؤسسات الدولة المدنية والعسكرية، بالإضافة إلى شراء الولاءات وغيرها من الأساليب الخبيثة، إلا أن هذه الجرائم لن تسقط بمجرد خسارة معركة، أو جولة فى الحرب.

فرجال القبائل الأحرار من أبناء البيضاء يعملون على تنظيم صفوفهم والعودة من جديد لتحرير بلادهم من وجود الميليشيات الحوثية التى صادرت الحقوق والحريات وأهلكت الحرث والنسل فى البيضاء واليمن بشكل عام.

والكثير من أبناء قبائل مأرب والبيضاء وشبوة يقاتلون الآن إلى جانب قوات الجيش الوطنى فى جبهات قانية والملاجم وناطق شمالى البيضاء ويحققون انتصارات ويكبّدون الميليشيات الحوثية خسائر تلو الخسائر بشكل يومى.

كيف ترى العمليات العسكرية فى جبهة صعدة؟

جبهات محافظة صعدة من أهم الجبهات التى تهدد وجود الميليشيات الحوثية فى وكرها الأوّل، وتحرمها من خطوط تهريب الممنوعات إلى السعودية ودول الخليج عبر شبكة المافيا الدولية التى ربطت بها ميليشيات الحوثى عبر خبراء حزب الله اللبنانى والحرس الثورى الإيرانى.

بالإضافة إلى أنها حرمت الميليشيات الحوثية أفضلية الجغرافيا التى تستطيع من خلالها شن الهجمات على الأراضى السعودية إما من خلال الهجمات الصاروخية من جبال صعدة أو من خلال الغارات البرية عبر عناصرها الذين غسلت أدمغتهم من خلال دورات التعبئة الجهادية.

وما تزال هذه الجبهات تشكل هاجساً يؤرّق مضاجع الميليشيات الحوثية وسيأتى اليوم الذى تزحف فيه قوّات الجيش من كل الجهات لاستكمال تحرير مدينة صعدة وتخليص أبنائها الشرفاء من ظلم أدوات إيران وجبروتهم ورفع علم الجمهورية فى جبال مران وفاء لعهد فخامة رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادى.

ما صحة ما يتم تداوله عن هزائم مأرب والجوف؟

الحقيقة هو أن الميليشيات الحوثية تلقّت أكبر ضربة وخسارة فى معارك الجوف الأخيرة، حيث خسرت المئات من عناصرها بينهم عشرات القيادات المتطرّفة البعض منهم تلقّوا تدريبات عسكرية ودينية فى إيران ولدى حزب الله اللبنانى، مقابل اختراق بسيط فى محافظة الجوف، ولا تزال قوّاتنا ترابط فى أكثر من جبهة شمالى المحافظة، وتتواجد على مقربة من مدينة الحزم عاصمة المحافظة وتحديداً فى جبال الأقشع والخسف شرقى المدينة.

أما بالنسبة لمحافظة مأرب، فلم تتمكن الميليشيات من تحقيق أى تقدّم يذكر باستثناء بعض التسللات التى عادة ما يتم سحق عناصرها فى حينها، على يد قوات الجيش الوطنى ورجال قبائل مأرب الذين يرفضون أى تواجد للميليشيات الحوثية العنصرية التى تزعم انتسابها لبيت النبوّة وهذه المكانة تتيح لها التفرّد بالحكم والثروة وأن بقيّة اليمنيين خلقهم الله من أجل القيام على خدمتهم.

ورغم استماتة الميليشيات الحوثية على تحقيق أى تقدّم فى محافظة مأرب لتحقيق رغبة إيران فى السيطرة على ثروات مأرب الغازية والنفطية إلا أنها لم تحقق أى تقدم بل إنها خسرت المئات من عناصرها بين قتيل وجريح، ورأينا مؤخّراً دعوة زعيم الميليشيات عبدالملك الحوثى لتجنيد ذوى البشرة السوداء (المهمّشين) لتعزيز النقص فى المقاتلين، وقبلها قامت بتجنيد المهاجرين الأفارقة وهذا بعد خسائرها فى معاركها الانتحارية الخاسرة.

كيف ترى دور القبائل فى كل من مأرب والجوف؟

الجميع يعرف أن رجال القبائل فى مأرب لديهم موقف واضح وهو رفض انقلاب الميليشيات الحوثية على الدولة، ولا يقبلون بأى ميليشيات تحكمهم من وراء مؤسسات الدولة، ولهذا واجهوا الميليشيات الحوثية منذ بداية انقلابها وهو موقف أبناء محافظة الجوف، والكثير من قبائل اليمن.

وبالإضافة إلى ذلك، فإن ما تمارسه الميليشيات الحوثية بحق المشائخ الذين ساندوها فى الانقلاب من عمليات إعدام وسحل وتفجير منازل ونهب الممتلكات وغيرها من الجرائم بعد إجبارهم على مساندتها والقتال فى صفوفها بالقوّة، جعل قبائل مأرب والجوف وغيرها تتوحّد لمواجهة هذه العصابة العنصرية والوقوف بقوّة إلى جانب قوّات الجيش والتمسّك بالشرعية ومؤسسات الدولة.

وفى الحقيقة، إن ميليشيات الحوثى تكن العداء لقبائل مأرب والبيضاء والجوف أكثر من غيرهم سواء لما تعرضوا له من هزائم وخسائر على يد رجال القبائل أو من خلال أدوارهم التاريخية فى مواجهة نظام الإمامة الذى تعد جماعة الحوثى امتدادا سلاليا وفكريا له.

ما مصير اتفاقية ستكهولم مع خروقات الحوثى؟

بالتأكيد، اتفاقية استكهولم أصبحت حبراً على ورق، وكما هو معروف فإن تعنت الميليشيات الحوثية هو السبب وراء إفشال جهود البعثة الأممية برؤسائها الثلاثة، إلا أن الأمم المتحدة تتحمّل جزءا من المسئولية فى فشل هذا الاتفاق وما لحق بالمدنيين من أضرار ومعاناة جراء موقفها المتراخى أمام تنصل الحوثيين من التزاماتهم وتعمّدهم إفشال الاتفاق.

منذ توقيع اتفاق استكهولم فى 13 ديسمبر 2018 وحتى الآن ارتكبت ميليشيات الحوثى خروقات لا حصر لها ولم يتحقق أى بند من بنود الاتفاق وبالأخص الملف الإنسانى حيث استمرت فى منع وصول المساعدات إلى المتضررين من خلال احتجاز القوافل الغذائية وقصف مخازن المنظمات الإنسانية بالحديدة أو من خلال رفض إطلاق المختطفين أو الاستمرار فى حصار مدينة تعز وتجويع أهلها.

ناهيك عن استغلال الاتفاق لتعزيز موقفها على الأرض من خلال بناء التحصينات وحفر الخنادق وحشد الأسلحة والمقاتلين إلى المدينة وتهجير المدنيين والتمركز فى منازلهم وجمع الجبايات ونهب إيرادات ميناء الحديدة والمتاجرة فى السوق السوداء واستقدام الأسلحة والمعدّات من إيران عبر خطوط التهريب البحرية.

كيف ترى ما قامت به ميليشيات الحوثى من احتجاز الناقلة النفطية صافر؟

كما أسلفت، فالميليشيات الحوثية لا يهمّها مصالح اليمن والإقليم والعالم كما تحرص على التفنن فى خدمة أربابها فى طهران وتحقيق رغباتهم فى تهديد المصالح الحيوية لدول الإقليم والعالم فى البحر الأحمر وباب المندب والبحر العربى.

ولهذا تستخدم خزّان صافر العائم الذى يحوى أكثر من مليون طن من النفط الخام وأصبحت حالته متدهورة للغاية، كرهينة لابتزاز المجتمع الدولى لمنع استكمال تحرير مدينة الحديدة وميناءها، وكذا إفشال تنفيذ اتفاق استكهولم فيما يخص آلية تفعيل الموانئ، وكذا تحييد مواقف الدول المشاطئة للبحر الأحمر وضمان عدم اتخاذها موقفا أكثر جدّية لدعم الحكومة الشرعية فى إنهاء الانقلاب واستعادة مؤسسات الدولة بشكل أسرع.

هل يوجد تعاون تركى إيرانى لدعم الحوثيين؟

هناك الكثير من الدول التى تدعم الميليشيات الحوثية- فى حربها ضد اليمنيين ونشاطاتها المزعزعة للأمن القومى العربى والمصالح الدولية فى المنطقة- بصورة مباشرة أو غير مباشرة إلا أن الدعم الإيرانى هو الأوسع والأخطر والأقدم فإيران هى من عملت على تنشئة الحوثية وتدريبها وتسليحها وتخطيط وتمويل عملياتها القتالية ومعاركها التوسّعية فى اليمن وأنشطتها الإرهابية لتهديد الملاحة الدولية واستهداف المصالح الحيوية لدول الجوار.

والدول العربية تدرك هذا الدور الخطير الذى تلعبه إيران وفى مقدّمتها المملكة العربية السعودية التى قادت التحالف العربى لدعم الشرعية فى اليمن واستعادت مؤسسات الدولة من قبضة الميليشيات الحوثية الوكيل الأبرز لإيران فى اليمن والمنطقة بشكل عام، ولن نتغاضى عن أى دولة أو جهة شاركت فى دعم هذه الجماعة الإرهابية بأى شكل من الأشكال.

هل تركيا وإيران يعملان على نقل بعض الحوثيين لدعم التواجد التركى فى ليبيا فى إطار التعاون بينهما؟

لا شك أن هناك تعاونا بين تركيا وإيران فى أكثر من دولة عربية إلا أن الوضع فى اليمن يختلف كلياً عن سائر البلدان، فالميليشيات الحوثية تخوض حرباً بالوكالة لصالح إيران وتعد أهم حروب نظام الملالى فى المنطقة، فهى تخوض حرباً انتقامية ضد اليمنيين بزعم أنهم أخذوا الحكم من السلالة الهاشمية منذ ثورة 62م وتخوض حرباً ضد المملكة العربية السعودية بدعوى أن الأسرة الحاكمة فى المملكة تغتصب ما هو إرث لها من مقدّسات ومكانة بزعم قرابتها من سلالة النبى محمد صلى الله عليه وسلم.