جريدة الزمان

خارجي

إيران على صفيح ساخن.. إنفجارات متتالية واتهامات لإسرائيل بالضلوع فيها

ترجمة: سارة حجار -

تشهد إيران مؤخرا سلسلة من الانفجارات الغامضة، ألحقت دمارًا بمواقع حساسة، طالت عدة منشآت نووية، ومحطات طاقة، ومصانع، وفي محيط منشأت عسكرية، الأمر الذي أربك نظام الملالي خاصة وأن الانفجارات تحدث بشكل شبه يومي، كان آخر انفجار وقع في محطة لتوليد الكهرباء واقعة في محافظة أصفهان، الأحد الماضي 19 يوليو، ووفقا لوكالة "إرنا" الإيرانية لم يسفر الحادث عن إصابات أو وفيات.

ووفقا لـ"إرنا" قال المدير العام لشركة الكهرباء الواقعة في وسط، سعيد محسني إن الانفجار وقع بسبب " تهالك المحولات"، إلا أن أصفهان هي نفسها المحافظة التي تقع فيها منشأة نطنز النووية التي اندلع فيها حريق في أوائل يوليو الجاري تسبب في خسائر فادحة، كما أن الشركة تزود نطنز بالكهرباء، ووصفت السلطات الإيرانية حريق نطنز بأنه حادث دون ذكر تفاصيل، وأشارت فيما بعد أنها لن تكشف عن السبب بحجة "أسباب أمنية"، كما أوردت "نيويورك تايمز"على لسان مسئول استخبارات شرق أوسطي، في وقت سابق من الشهر أن إسرائيل المتسببة في الحريق الذي ألحق أضرارا بمبنى يُستخدم لإنتاج أجهزة الطرد المركزي في نطنز.

وكان لمحللي الغرب شكوكهم التي تدفعهم إلى النظر إلى إسرائيل بعين الريبة فيما يخص هذه الانفجارات المتتالية، حيث وجه سايمون تيسدال الصحفي في جريدة "الجارديان" البريطانية اتهام مباشر إلى إسرائيل وحلفائها في الضلوع في نسف نطنز التي يتم تخصيب الوقود النووي فيها، وكشف في مقاله الذي جاء تحت عنوان " التخريب والعقوبات والتسلط على إيران سيعود على الغرب بنتائج عكسية"، أن المسئول استخبارات الشرق الأوسط الذي قال إن إسرائيل كانت وراء الانفجار في تقارير إعلامية إسرائيلية ، ولم يعلن اسمه في الصحيفة الأمريكية، لم يكن سوى "يوسي كوهين"، رئيس وكالة المخابرات الإسرائيلية الموساد وأحد المقربين من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وتابع تيسدال أن إسرائيل إذا كانت متورطة –في تفجير نطنز- لكان الهجوم قد تم بمعرفة مسبقة من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. مشيرا إلى اشتراك الحكومتين في عدد من الهجمات الإلكترونية السرية على المنشآت النووية الإيرانية.

ومن جانب أخر، قال مسئول استخباراتي حالي في الاتحاد الأوروبي لـ " Insider Business" إن إسرائيل تشارك في حملة موسعة للضغط وإلحاق الضرر بإيران قبل التصويت على خروج ترامب من منصبه في انتخابات نوفمبر القادم، وتابع المسئول الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته أن "الخطة الإسرائيلية تستهدف إثارة رد فعل إيراني يمكن أن يتحول إلى تصعيد عسكري خلال وجود ترامب في منصبه"، حيث أن هناك اعتقاد واسع بأن فوز ترامب بإعادة انتخابه غير مرجح، وترى إنسايدر أن التحول الواضح في التكتيكات الإسرائيلية نحو العمليات عالية الضغط يعكس احتمال انقاذ الاتفاق النووي لعام 2015 الذي كان ترامب أحبطه في وقت سابق في حال فوز منافسه جو بايدن.

ويرجح الصحفي جونا شيب، المتخصص في الشأن الدولي، في مقال له في مجلة "Newyork Intelligencer" أن القادة العسكريين الإسرائيليين يعتبرون الحرب مع إيران مخاطرة يرغبون في اتخاذها لإعاقة تطويرها للأسلحة النووية والصواريخ البالستية بشدة، طالما أنهم يعرفون أنهم سيحصلون على دعم الولايات المتحدة في أي صراع من هذا القبيل، كما أورد شيب في مقاله أن هناك بالفعل تقارير غير مؤكدة تظهر أن إيران تستعد للرد عسكريًا ضد إسرائيل والولايات المتحدة على هذه الهجمات، وسط تصريحات تهديد أخرى من الجيش الإيراني حول الهجمات الإسرائيلية على الإيرانيين في سوريا، موضحا أن إيران رفضت اتخاذ إجراءات انتقامية كبيرة بعد اغتيال سليماني، ويمكن القول إنها في وضع أسوأ لتصعيد النزاع الآن مما كانت عليه في يناير.

ويأتي الانفجار في منشأة الطاقة في أصفهان بعد أيام على الحريق الذي اشتعل في 16 يوليوالجاري، في ميناء بوشهر الذي وقع إثر انفجار تسبب في تدمير 7 قوارب، وأيام أيضا على حريق شب في محطة كهرباء رئيسية في مدينة الأحواز، جنوب غربي إيران، كما هز طهران في أواخر يونيو انفجاران، أحدهما بالقرب من موقع بارشين العسكري، الذي يعتقد محللون عسكريون أنه يحتوي على مرافق إنتاج الصواريخ، والآخر في عيادة طبية، قتل 19 شخصًا.