الزمان
جريدة الزمان

تقارير

وحدة ”لم الشمل” بالأزهر تحمى الأسرة المصرية

بسمة أحمد -

منذ إطلاق وحدة "لم الشمل" بالأزهر وكان هدف القائمين عليها هى حماية الأسرة المصرية، عقب أن استحدث مركز الأزهر للفتوى الإلكترونية وكان هدفه الحفاظ على الأسرة المصرية من التفكك والتشتت كى يستطيع بنيان المجتمع المصرى، وزيادة تماسك الأسرة وترابطها، من خلال دور توعوى وعملى لحد تلك الأزمات ولكن بالدين وكلام الله عز وجل.

وأكد الدكتور أسامة الحديدى عضو مركز الأزهر للفتوى الإلكترونية، أن هدف الوحدة إلى حماية الأسرة المصرية من خطر التفكك، وإزالة الخلافات بين المتنازعين، والحد من ظاهرة الطلاق التى باتت تهدد أمن الأسرة والمجتمع المصرى، ونشر توعية مجتمعية وأسرية سليمة وتأهيل المقبلين على الزواج، وتقسيم المواريث، وإنهاء النزاعات المترتبة على الاختلاف حولها، والمساهمة فى إيصال الحقوق إلى أهلها، وحماية الطفل من الأضرار البدنية والنفسية المترتبة على انفصال والديه، والحد من ظاهرة أطفال الشوارع، من خلال تحديد أسبابها، واقتراح حلول لها.

أضاف الدكتور أسامة الحديدى، أن الوحدة استطاعت حل مشكلة 20 ألف نزاع أسرى منهم 14 ألف نزاع أسرى بالقضاء، فعقب أن أصبحت القضايا بالمحاكم وبات بينهم نزاعات قضائية، قامت وحدة لم الشمل بإنهاء تلك الأزمات إلى أن قام الطرفان بالعيش مع بعضهما البعض والتنازل عن النزاع القضائى فيما بينهما، ويتم تأهيل تلك الأسر من خلال جلسات إعادة تأهيل وترسيخ القيم الدينية من جديد، بدون اللجوء إلى الفضيحة والقضاء وتشتت الأطفال بالنهاية.

واستكمل أن الوحدة تستقبل اتصالات الجمهور على الخط الساخن (19906) فى أيام العمل الرسمية من 9 صباحًا وحتى 4 عصرًا، وعبر الرسائل النصية (sms) عن طريق الرقم (1020)، وتستقبل وحدة لم الشمل الجمهور بمركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية، وتخصيص عدد 27 مقرا لاستقبال أطراف النزاع فى مختلف محافظات الجمهورية، وهذه المقرات تستقبل المواطنين يومياً، ويوجد بكل مقر سبعة أعضاء من الرجال والنساء (أخصائى فى علم اجتماعى، وأخصائى نفسى، وعلماء ومركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية ومن الوعظ)، وعندما يتعذر الحل على اللجنة فى مقر المحافظة، يجرى رفع الأمر إلى مقر الوحدة بالمشيخة وبحث القضية من قبل أعضاء بالمشيخة ونزول أعضاء اللجنة إلى أطراف المشكلة.

وتدخلت وحدة لم الشمل فى إنهاء العديد من القضايا وهذا ما أكده الشيخ محمد عثمان عضو وحدة لم الشمل بمركز الفتوى الإلكترونية أننا نتعامل مع العديد من القضايا وذات يوم كانت قضية سيدة قام زوجها بطردها من المنزل وإلقاء ملابسها بالشارع وقام بطرد والدتها وعلى الفور تم بحثها من لجنة من أعضاء الوحدة وتم وضع حلول لهذه القضية وتم التواصل مع الزوج وبدأ فى أول الأمر أنه رافض رجوع زوجته، ولكن بعد عدة محاولات تليفونية وميدانية رضى الزوج للجلوس لحل القضية تم تحديد موعد للجلسة وتم إعلام جميع الأطراف بالموعد وحضر الجميع وكان كلا الطرفين قد امتلأ صدره عداء للآخر، وتم الاستماع للجميع وقد تبين أن الأزمات بدأت من تدخل الأهل وأنهم ضلعوا فى تضخيم المشكلات بين الزوجين، حيث تم عقد عدة لقاءات مع الزوج والزوجة منفردين ومجتمعين، وأسفرت هذه اللقاءات عن كتابة إقرار تصالح بينهما، جاء من بين بنوده: عدم خروج مشاكل الأسرة لأحد من الأهل وفى حالة وجود مشكلة يتم التواصل مع وحدة لم الشمل، تم تحديد مبلغ مالى مقابل المدة التى لم ينفق فيها الزوج على زوجته، وتم التنازل عن جميع القضايا من الزوجين، وتحديد مقدار للنفقة على البيت يدفعه الزوج لزوجته كل أول شهر، وقد تم توقيع كل الأطراف على إقرار التصالح وتم رجوع الزوجة إلى منزل الزوجية.

وكان هناك قضية لأبناء قاموا بطرد والدهم من منزله ولا يقومون بوده أو السؤال عنه، وعلى الفور تم أخذ البيانات والتواصل مع الأبناء، وذلك لتحديد موعد لمناقشة الخلاف، وبعد الجلوس مع الأبناء تبين أن والدهم لم يساعدهم فى الزواج ويسىء معاملتهم وعندما كبر وبات بعمر الشيخوخة أصبحوا يريدون رد معاملته السيئة معهم، وكان هذا سبب الخلاف وتم النقاش مع الأبناء عن طاعة الوالدين ومكانتهما وإقناعهم بمودة والدهم، وجرى التنسيق مع الأب وحضور الطرفين ومصالحة الأبناء على والدهم، وتم الصلح وتحديد موعد لزيارتهم أيضاً.

فيما تواصلت إحدى الأمهات مع الوحدة، تروى واقعة تحرش تعرضت لها ابنتها من زوجها، إلى أن تركت ابنتها المنزل بدون معرفة مكان تواجدها، وعلى الفور قامت الوحدة بعمل زيارات ميدانية واستطاعت تحديد مكان الفتاة، وتم عمل جلسة منفردة للفتاة ومن ثم إلى والدتها، وبالنهاية تم تحديد ميعاد جلسة لحضور زوج والدتها، وبالنهاية تم تحضير جلسة جماعية لهم جميعاً، وحدث التراضى بينهم وكتابة إقرار من قبل زوج الوالدة بعدم الإخلاء بشروط الصلح.