جريدة الزمان

خير أجناد الأرض

«باقى».. بطل استخدم المياه لتدمير خط بارليف

منى عيسوي -

رغم صغر عمره ووجوده أمام كبار القادة خلال الاجتماع الذى أقامته القيادة من أجل طرح حلول لتجاوز خط بارليف ووضع خطة الحرب، لكنه اقترح فكرة كانت الحل الوحيد للوصول للنصر فى حرب أكتوبر 1973، وكان هذا البطل هو اللواء باقى زكى يوسف وكان فى ذلك الوقت رئيسا لفرع المركبات بالجيش الثالث.

حياته

اللواء باقى زكى يوسف ولد فى 23 يوليو 1931، تخرج من كلية الهندسة قسم ميكانيكا من جامعة عين شمس عام 1954، ثم انتُدب للعمل فى مشروع السد العالى فى شهر مايو عام 1964، بعد ذلك عُين "باقى" رئيساً لفرع المركبات برتبة مقدم فى الفرقة 19 مشاة الميكانيكية، وخلال هذه الفترة شاهد عن قرب عملية تجريف عدة جبال من الأتربة والرمال فى داخل مشروع السد العالى بمحافظة أسوان والتى كانت مصدر فكرة أحداث ثغرات فى الساتر الترابى المواجه لخط بارليف، كما عمل "باقى" ضابطاً مهندساً فى القوات المسلحة خلال الفترة من عام 1954 وحتى 1 يوليو 1984، قضى منها خمس سنوات برتبة لواء.

اجتماع القادة لمناقشة مشكلة الساتر الترابى

عام 1969 صدرت التعليمات بالاستعداد للعبور، فى ذلك الوقت كان اللواء باقى زكى يوسف، رئيسا لفرع المركبات بالجيش الثالث، واجهت القوات المسلحة مشكلة تتعلق بخط بارليف وطريقة التغلب على الساتر الترابى وفتح ثغرات فيه لتتمكن القوات من العبور، وخلال اجتماع القادة طرق إلى عقل باقى فكرة مستعينًا بخبرته فى عمله قبل انضمامه إلى الحرب عندما كان يعمل مهندسا فى السد العالى منتدبا فى بداية الستينيات من أبريل 64 وحتى نكسة 67.

فكرة المياه لفتح ثغرات فى خط بارليف

قال باقى خلال الاجتماع إنهم يستطيعون أن يستعينوا بالماء الموجود أمام الساتر لإزالة الرمال وخلق فجوات لعبور القوات موضحا أن المياه أقوى من المتفجرات والأسلحة الموجودة، الأمر الذى أصاب جميع القادة بالصمت والذهول من الفكرة خلال الاجتماع الذى ترأسه فى ذلك الوقت اللواء سعد زغلول عبدالكريم للوصول إلى أفكار لهدم الساتر الترابى "خط بارليف".

وبعد أن قدم باقى الفكرة تحدث اللواء زغلول مع نائب رئيس العمليات اللواء أركان حرب محمود جاد التهامى، وأخبره أن هناك ضابطا يدعى باقى زكى يوسف برتبة مقدم فى فرقته لديه طريقة فى هدف إحداث ثغرات فى خط بارليف، ورد اللواء التهامى عليه قائلا إنه يعلم زكى جيدا ويثق فى قدرته على تنفيذ هذه الفكرة وتحويلها إلى حقيقة، مؤكداً أنه لا يوجد طريقة أخرى لحل هذه الأزمة إلى من خلال المياه، ثم وصلت الفكرة إلى الرئيس جمال عبدالناصر وبدأت بالفعل إدارة المهندسين فى دراسة الفكرة من جميع الاتجاهات وتم تنفيذ تجارب عملية من خلال عدد مختلف من أنواع المضخات وصلت التجارب إلى أكثر من 300 تجربة وبدأت التجارب من سبتمبر عام 1969 حتى عام 1972، وكانت تنفذ التجارب العملية فى جزيرة البلاح فى الإسماعيلية.

نجاح الفكرة وتدمير خط بارليف

أقامت إسرائيل الساتر فى 6 سنوات، بدأوا خطتهم مع هزيمة يونيو 1967 وتمكنت قواتنا المسلحة فى هدمه فى 3 ساعات من خلال المياه، ومع انطلاق ساعة الصفر فى الثانية ظهر 6 أكتوبر 1973، بدأت قوات المدفعية المصرية تنفيذ أضخم إطلاق نيرانى فى تاريخها، وبدأ المهندسون العسكريون فى تنفيذ الخطة لفتح الثغرات فى خط بارليف، ثم تمكنت 5 فرق مشاة بكامل معداتها من عبور قناة السويس ورفع العلم المصرى شرق القناة وحققت قواتنا النصر.

إطلاق اسم اللواء باقى على نفق بالقاهرة الجديدة

أمر الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، بعد وفاة اللواء باقى زكى يوسف، إطلاق اسمه على نفق شارع التسعين بمدينة القاهرة الجديدة، وهو أحد الأنفاق المهمة، والذى يربط بين شارعى التسعين الجنوبى والشمالى.

الجوائز والتكريمات

حصل اللواء باقى زكى يوسف، على نوط الجمهورية العسكرى من الدرجة الأولى من الرئيس أنور السادات فى فبراير عام 1974 عن أعمال قتال استثنائية تدل على التضحية والشجاعة الفائقة فى مواجهة العدو بميدان القتال فى حرب أكتوبر 1973.

كما حصل على وسام الجمهورية من الطبقة الثانية من الرئيس محمد حسنى مبارك عام 1984 بمناسبة إحالته إلى التقاعد من القوات المسلحة.

وفاته

توفى باقى زكى يوسف فى 23 يونيو 2018، عن عمر يناهز 87 عاماً، ليترك لمصر تاريخا من الإنجازات وقصص بطولاته التى ما زالت تروى وستظل تروى إلى الأبد مثل باقى أبطال أكتوبر الذين كانوا سببا فى استرجاع أرض مصر وعودة العزة والكرامة.