جريدة الزمان

خير أجناد الأرض

«جسر الصداقة 2020»

مصر تضرب مخططات التآمر فى البحر المتوسط

منى عيسوي -

"جسر الصداقة 2020" وهو اسم أول مناورة عسكرية فى البحر الأسود بين مصر وروسيا، وستضم المناورة مجموعة قطع بحرية مصرية وروسية بجوار دعم جوى مشترك، للتدريب على حماية الطرق البرية من التهديدات البحرية، كما سيتم نشر القوات لتنظيم الاتصالات وإعادة تنظيم خطوط الإمداد فى البحر، كما سيتم العمل على إجراءات عمليات التفتيش ضد السفن المشبوهة، وستجرى القوات البحرية المصرية الروسية تدريبات على جميع أنواع الحماية والدفاع فى البحر وسيتم إطلاق المدفعيات والصواريخ باستخدام أسلحة محمولة على السفن.

وأكدت موسكو أن هذه التدريبات تأتى للتأكيد على تعزيز التعاون العسكرى بين البلدين، وحماية أمن واستقرار المنطقة من التهديدات المختلفة.

ولكن الهدف الرئيسى من التدريب المصرى الروسى فى البحر الأسود هو توجيه رسالة إلى بعض الدول الأخرى التى تمثل تهديدا لروسيا مثل أمريكا فضلا عن تركيا والتى تمثل تهديدا لمصر والتى تطل على مضيق البوسفور والبحر الأسود والمتوسط، فى ظل تصاعد تهديداتها وتصعيدها فى البحر المتوسط وصولا إلى ليبيا أكثر من ذلك.

قال اللواء أركان حرب حمدى بخيت، الخبير العسكرى، إن المناورة المصرية الروسية لها دلالات عديدة منها إن العلاقات المصرية الروسية علاقات إستراتيجية كبيرة ومتنامية، لافتا إلى أنه إذا كانت العلاقات العسكرية تمثل هذا المستوى الذى يصل إلى التدريب المشترك فإن هذه العلاقات أيضا تمثل مصلحة إستراتيجية مشتركة للدولتين.

وأضاف الخبير العسكرى، أن المناورة الأولى بين الدولتين تمت فى البحر المتوسط عام 2019، وهذه المناورة الثانية والأكبر انتشاراً فى البحر الأسود على الشواطئ الروسية، مشيرا إلى أنها عبارة عن بروتوكولات بين الدولتين أن التدريب الأول يتم فى المياه الإقليمية أو الإستراتيجية لدولة ما، ثم التدريب الثانى يأتى فى مياه الدولة الأخرى وهذا منطقى وتم الإعداد له منذ زمن وسيبدأ فى شهر 12 وينتهى بنهاية شهر ديسمبر.

وأوضح اللواء بخيت، أن الخطر الذى يواجه مصر ودولا أخرى هو عملية تهريب الأسلحة عبر الشواطئ إلى دول الجوار وهو أمر يصعب السيطرة عليه مثلما يحدث فى ليبيا، مضيفاً، أن تهريب هذه الأسلحة أضر بالقضية الليبية وحول ليبيا إلى مستنقع من الميليشيات والمرتزقة، حيث كان يأتى لهم السلاح مهرباً من البحر، حيث إن فرنسا اعتقلت بعض السفن تركية فى منطقة ما الشهر الماضى ولكن التدخل الأممى لم يكن بالقوة التى تمنع هذا التدفق، مؤكدا أن هذه المعادلة مغلوطة وصعبة إذا كانت قرارات الأمم المتحدة تمنع تسليح الجيش الوطنى الليبى، وفى نفس الوقت لم تتخذ أية أجراء أمام تسلل العديد من هذه الأسلحة عبر الشواطئ الليبية، حتى أصبح اليوم السلاح فى جميع بيوت ليبيا وفى كل مكان داخل الدولة.

ولفت اللواء حمدى بخيت، إلى أنه إذا كانت العلاقات الإستراتيجية بين الدولتين على مستوى كبير وإحدى علاماتها العلاقات العسكرية وأقوى علاماتها التدريب المشترك، فأعتقد أن تبادل المعلومات فى هذا الإطار والتعاون الاستخباراتى وارد جدا أن يكون بقوة فى ظل التعقيدات التى تجرى فى المنطقة وفى شرق المتوسط، موضحاً أن التدريبات المشتركة بين البحرية المصرية والروسية ليست الأولى من نوعها ولكنها ترسل رسائل متعددة بعضها رسائل إستراتيجية مانعة وبعضها رادعة، وأخرى للتحذير المباشر.

وتابع، شاهدنا من قبل تدريب مشترك مصرى فرنسى وإسبانى ثم يونانى قبرصى، ثم جاءت عملية الوساطة حين تدخلت حاملة الطائرات "دوايت أيزنهاور" وأجرت تدريبا مشتركا مع تركيا ثم مع اليونان لكى تخلق نوعا من الحيادية، ولكن القراءة عكس ذلك تماما، مشددا على ضرورة تدخل القوى الكبرى بشكل أكثر حسما ضد الدول التى تعتدى على استقرار وأمن الدول الأخرى، وتنشئ حالة من عدم الاستقرار فى المياه الدولية مثل ما تقوم به تركيا حاليا.

ومن جانبه أوضح العميد سمير راغب، الخبير العسكرى، أنه للمرة الأولى أن يجرى فى البحر الأسود تدريب مشترك مصرى روسى والهدف منه هو إرسال رسالة، لافتا إلى أن البحرية الروسية تأتى فى المستوى الخامس على مستوى العالم بـ350 قطعة مختلفة، ومصر فى السادس بـ319 قطعة وهما يمثلان قوتين بحريتين كبيرتين.

وأضاف الخبير العسكرى، أن روسيا مصنعة لقطع بحرية وأهدت إلى مصر لنش الصواريخ "مولينيا" وهو أقوى لنشات الصواريخ ومسلح بصاروخ مدى 120 كيلو ورأس حربية أكثر من 400 كيلو، مشيرا إلى أن هذه المناورة هى رسالة وإذا كانت تركيا تجرى مناورات فى الساحل الليبى الذى يعد منطقة تهديد لمصر ولشرق المتوسط، فمصر بالقطع البحرية ستعبر مضيق البوسفور وتتواجد فى البحر الأسود، على مدى قريب من دول كبرى بما فيها إسطنبول.

وأشار العميد سمير، إلى أن المناورات بغرض تدريب على عمل مشترك بالإضافة إلى أن هناك سلاحا جديدا انضم ويمثل إضافة للبحرية المصرية، فضلا أن هناك عقيدة مصرية وغربية فى كل الأسلحة كما أن هناك عقيدة قتالية مصرية وهى مزيج ما بين الشرقى والغربى، وتابع، فالاحتكاك بين القوات البحرية المصرية بالإضافة للقوات الجوية وعناصر من الدفاع الجوى وبعض العناصر من القوات الخاصة.

وأوضح، العميد سمير راغب، أن المناورة سواء من أجل تأمين المياه الدولية التى يحتاجها الجميع وحق الزيارة والتفتيش وقضية الإمداد وإعادة التزود بالوقود أثناء الإبحار، والعمل المشترك من مركز قوات مشتركة للقوات البحرية من الأسطول الشمالى مع أسطول البحر الأسود، يعطى ميزة للقوات التى تدربت على سلاح القوات المصرية فى 2015 و2019 فى البحر الأسود قرب السواحل الروسية، وهذا من شأنه إمكانية العمل المشترك فى أية مياه أو لتأمين مصالح حيوية مشتركة.

ولفت الخبير العسكرى، إلى أن تركيا تمثل تهديدا لمصر ولكن بالنسبة لروسيا هناك تهديدات أخرى تواجهها، موضحاً، أن هناك أرقاما تشير إلى وجود "الناتو" والقطع البحرية الأمريكية فى البحر الأسود برقم غير مسبوق لم يكن موجودا فى الحرب الباردة، فضلا عن التهديدات الموجودة فى بحر الصين الجنوبى، بالتالى التهديدات المصرية ربما تكون معروفة وهى تركيا لكن روسيا لها تهديدات أخرى بالإضافة إلى أن تركيا تمثل لروسيا "الصديق اللدود" ودائما تركيا ترسل رسائل إلى روسيا لإثبات أنها سيدة البحار سواء فى البحر الأسود أو فى شرق المتوسط لذلك وإن كانت العدائيات مختلفة ولكن الغرض واحد.

وتابع العميد مسير راغب، أنها فرصة للقوات المصرية أثناء المناورة ستتواجد مقاتلة "سو 35، والميج 35"، وربما يحدث أن يقود طيارون مصريون الطائرات الروسية بالإضافة لما هو كائن من قطع بحرية، متوقعاً تتواجد "كى 52" طائرة الهليكوبتر التى تعمل على حاملة الطائرات ميسترال وجمال عبدالناصر وهى روسية لم يتم تسليمها بعد ولكن قد تتواجد خلال التدريب.