الزمان
جريدة الزمان

أخبار

أحمد سمير.. بطل رياضى وشاعر بلا أقدام

هبة يحيي -

ينزل الله بنا البلاء والابتلاء ويعطينا الرفق واللطف، ويا لحظ من رضى بقضاء الله وحكمته، وكلما اشتد الابتلاء كانت مكانة الشخص عن الله عالية ومنحة قوة ليرضى بقدر الله، فسبحانه صدق حينما ذكر فى كتابه العزيز: "لا يكلف الله نفسا إلا وسعها"، جل شأنه لا يحمل عبدا أبدا ما لا يطيقه، تلك رحمة ربى، وما حدث مع الشاب أحمد سمير ذى العشرين عاما كان أمرا جللا وليس من السهل مقابلة ما رآه برضا كما فعل هو.

فقد تعرض أحمد وهو فى الخامسة من العمر لحادث عربة نقل تسببت فى بتر قدميه الاثنين، ولكن لم يركن للظلام يوما ويندب الحظ العسير، فكما تنخر المياه الصخر قطرة بعد قطرة، درب أحمد نفسه ليعتمد على ذاته، بل وفى أحيانا أخرى يقدم مساعدته للناس.

ويروى أحمد سمير الطالب بكلية الحقوق فى جامعة الزقازيق قصته لـ"الزمان"، ومسيرته الرياضية، فمنذ عامين وهو يلعب فى مجال رفع الأثقال، ولعب أيضا 7 بطولات جمهورية وكأس مصر وجامعات، كما حصل على ميداليات ذهبية وفضية وبرونز، فحلمه أن يلعب بالمنتخب المصرى ويشارك فى بطولات دولية وعالمية.

وأضاف "سمير" أنه يجد دعما كبيرا من أسرته منذ الصغر، فوقت الحادث كان أبوه يعمل بالخارج، ولكنه قطع عمله خارج مصر 3 سنوات حتى يكون بجانب ابنه ويسانده فى ذلك الوقت العصيب، قائلا: "لم أشعر أن والدى مقصرين معى أو يعاملاننى كأنى شخص عاجز، بالعكس كنت أنا أقوم بعمل الأشياء لنفسى وأتحرك فى البيت عادى جدا، وأحيانا أخرج من غير الأطراف وبتعامل عادى".

وأوضح أحمد أنه من أحب الهوايات إلى قلبه ويمارسها من وقت لآخر هى كتابة الشعر، وبشأن إظهار أطرافه الصناعية وعدم إخفائه لها، أكد أن نشر الوعى لمجتمعنا بتقبل أصحاب الهمم من يملكوا أطرافا اصطناعية وهذه النقطة مهمة، والحمد لله إن ربنا اختارنى حتى أكون جزءا ولو صغيرا من نشر الوعى، وفكرة دمج أصحاب الأطراف مع المجتمع وأنهم يمكنهم أن يمارسوا حياتهم ونشاطهم بكل سهولة وبثقة، كم أنه إحساس رائع حينما نكون سببا بإعطاء أم أو أب أمل أنه ابنهم اللى عنده بتر أنه فى يوم من الأيام هيكون بخير.. بس يشوفوا بعيونهم مثال أمامهم لشخص لابس طرف اصطناعى وبيمارس حياته، فـ دى وحدها سبب كافى انه الطرف يكون مكشوف وواضح لكل المجتمع والطرف بكل صدق نعمة ربنا لى وأنا فخور جدا بقضاء الله.