جريدة الزمان

تقارير

حرب لقاحات كورونا تعصف بمستقبل شركات الأدوية

هاني عبدالسلام -

أعلنت شركة فايزر للأدوية خلال الماضية، إنها توصلت للقاح ضد فيروس كورونا، وأنها بصدد توفيره فى بعض دول العالم خلال فترة وجيزة، وهذا ما أثار حفيظة الكثير من شركات الأدوية العالمية الأخرى، معتبرين أن كعكة لقاح الكورونا قد أوشكت على التقسيم، ولا بد أن يسابقوا الزمن من أجل الحصول على لقاح فى نفس التوقيت الذى ستوفر فيه شركة فايزر هذا اللقاح .

وهناك معركة خفية تدور حاليا داخل الكثير من الدول التى لم توفر هذا اللقاح لمواطنيها، وهذا ما دفع هذه الدول إلى إعلان اتفاقياتها مع شركات الأدوية العالمية التى توصلت للقاح مثل روسيا والصين من أجل التعاقد على توفير كميات مناسبة من هذا اللقاح لتوفيره للمواطنين، وعلى رأس هذه الدولة مصر والإمارات وبعض الدول العربية.

وكشفت مصادر مطلعة بوزارة الصحة أن هناك تعليمات من مجلس الوزراء لوزارة الصحة بأن يتم توفير كافة السيناريوهات المتعلقة بأزمة كورونا، خاصة المتعلقة بتوفير اللقاح، حيث إن هناك تعاقدا من قبل مصر على كميات كبيرة من اللقاح مع الجانب الروسى، وحاليا هناك اتفاقيات تصنيع مع الجانب الصينى، وبالتالى من يتوصل للتصنيع أولا فإن مصر ستأخذ منه كميات كبيرة من اللقاح لتوفيره للمواطنين والأطقم الطبية التى تتعامل مباشرة مع المرضى المصابين بكورونا فى المستشفيات.

من جانبه كشف الدكتور أحمد لطفى صيدلى لـ"الزمان" أن الوصول إلى لقاح قبل نهاية هذا العام هو أمر صعب، حيث إن جميع العقاقير واللقاحات التى تعمل عليها الدول حاليا فى مراحل تجارب، ومن المتوقع أن يكون هناك تأخير كبير حتى تصل هذه اللقاحات إلى جميع دول العالم، خصوصا الدول النامية، وهذا ما دفع الكثير من الحكومات إلى البحث عن حلول سريعة للتعامل مع هذه الأزمة، كما أن توفير اللقاحات لدى بعض الدول سيكون بكميات محدودة وسيكون للأطقم الطبية أولا لأنهم على خط المواجهة مع الفيروس.

وأضاف أن الحل الوحيد حاليا والأقرب إلى التنفيذ من قبل حكومات بعض الدول مثل مصر، هو الالتزام بإجراءات التباعد الاجتماعى والحرص على استخدام الكمامات الطبية والحصول على تطعيم الأنفلونزا الموسمية هذ العام، خاصة أن فصل الشتاء تكون فيه درجة الحرارة منخفضة جدا وبالتالى فإن الفيروسات تنشط خلال هذه الفترة، حيث إن هناك بعض النصائح للمواطنين بالحذر التام خلال الفترة المقبلة لأن الفيروس نشط جدا.

وأوضح أن الظروف الجوية من برودة الجو هى المثالية لنشاط الفيروسات والأمراض التنفسية شائعة ومتوقعة، وهذا يزيد من معدل الإصابات والوفيات لذلك يجب على الجميع أن يلتزم بالإجراءات الوقائية من غسيل الأيدى واستخدام المطهرات والتباعد الاجتماعى ولبس الكمامة لما لها من دور مهم جدا فى إيقاف العدوى، حيث إن الموجة الثانية لا يمكن أبدا التنبؤ بنتائجها أو تأثيرها فاللقاح أيضا لا زال غير معروف نتائجه وهذا ما أكدته كل الإجراءات الأوروبية المشددة فى التعامل مع الفيروس.

أما الدكتور محمد أبوهرجة استشارى الأمراض الصدرية فأكد أن الموجة الثانية من فيروس كورونا بدأت تضرب بعض الدول الأوروبية، وعلى المواطنين عدم التهاون مع بداية الموجة الثانية، خاصة فى فصل الشتاء موضحا أن العالم سيشهد خلال الثلاثة شهور القادمة أسوأ فترات الإصابة بهذا الفيروس المستجد، وستكون أعلى الإصابات وأعلى معدلات الوفيات، فى حين أن تطوير لقاح ضد فيروس كورونا هو بارقة أمل ولعل التجربة الأوروبية الآن أكبر دليل مع إعلان فرنسا عن فرض حظر تجوال كامل ثم بخروج رئيس الوزراء ثم معلناً أن معدل العدوى كبير مع كل هذه الإجراءات وأن الحظر غير ذى جدوى حتى هذه اللحظة وهو يطالب بتشديد الإجراءات.

وأضاف أبوهرجة أن إيطاليا تأتى فى المرتبة الثانية من حيث معدل الإصابات، حيث أعلنت عن زيادة الإصابات إلى 40 ألف حالة يوميا ووفيات تزداد إلى 600 وفاة مع زيادة المناطق الحمراء، وكل هذا يعنى أن الفيروس نشط ومعدل انتشاره سريع جدا، ونحن فى صراع من الزمن مع هذا الفيروس الذى سيستمر إلى سنوات قادمة قد تمتد إلى ثلاث أو أربع سنوات حتى يتم مواجهته فعليا، مشيرا إلى أن اللقاح الجديد باب أمل ولكن السؤال هل اللقاح سيجدى إذا تحور الفيروس وظهر بسلالة جديدة، وهل اللقاح سيعطى مناعة لكل البشر مع اختلاف جيناتهم الوراثية، وما هى مدة المناعة المكتسبة وكم جرعة سيحتاجها كل شخص، حيث إن الفيروس الآن فى أخطر مراحله ولا زال انتقاله من البشر إلى الحيوان كحيوانات المنك وهو أحد القوارض وكذلك القطط محل دراسة.

وأوضح أنه من الأخطر أوروبيا أن يتحور هذا الفيروس لينتقل عبر براز الفئران ويكون خليطا بين الطاعون والكورونا، وهذا موضع دراسة وأبحاث أوروبية، وهناك بصيص أمل فى اللقاحات كاللقاح المعلن عنه، وهناك أبحاث فى استخدام لقاحات تعمل على المناعة الذاتية ضد فيروس كورونا وغيره من الفيروسات مثل المستخدمة ضد الحصبة الألمانية، وهناك محاولات للعلاج مثل استخدام بخاخات بالأنف لوقف نشاط الفيروس وانتشاره فى منطقة الأنف وهى البؤرة الأولى له فى جسم الإنسان، وهناك محاولات علاجية بمضادات للفيروس تمنع استقباله على الخلية البشرية بالبروتين، وهناك محاولات أدوية تعمل على إنزيم الأنجتينسن الذى يزيد من شراسة الفيروس وانتشاره كما أن هناك أدوية تعمل على المناعة الذاتية وعلاج جينى وآخر علاج بيئى، وهناك تجارب على أدوية الملاريا والأدوية التى تعالج جرثومة المعدة والأقرب هو تجارب دولة كالصين التى نجحت تماما فى السيطرة على الفيروس.