جريدة الزمان

تقارير

ترامب يشعل غضب أنصاره

إسراء نبيل -

عمق الرئيس الأمريكى المنتهية ولايته، دونالد ترامب، منذ توليه منصبه، وتيرة الانقسام فى المجتمع الأمريكى، الذى يحوى العديد من الطوائف والأجناس، بدلا من توحيد شعبه، وهذا قد يمثل عائقا أمام الرئيس الجديد، وذلك من وجهة نظر مراقبين دوليين.

وحتى وإن ذهب ترامب، فإن ما أقره من سياسة انقسامية، بتشكيكه فى عملية الاقتراع، لن ينتهى بسهولة، فكيف يعيش الجمهوريون، تحت ظل رئيس ديمقراطى جديد، وهم يظنون أنه تولى منصبه بالتزوير فى نتائج الانتخابات، فهل سيلتئم جرحهم بكل سهولة أم سينقسم الشعب الأمريكى؟

ورغم ظهور نتائج الانتخابات الأمريكية، بفوز المرشح الديمقراطى، جو بايدن بالرئاسة، فى السابع من نوفمبر الجارى، إلا أن الساحة السياسية الأمريكية، ما زالت تكتنفها العديد من السجالات والاتهامات، وذلك بتكرار الرئيس الحالى ترامب، مزاعمه بأن عملية الاقتراع شابتها مخالفات، دون أن يقدم أى دليل على ذلك، داعيا أنصاره إلى الخروج إلى الشوارع.

ويبدو أن ترامب، يعمل على عرقلة قدرة بايدن، على الاستعداد للمرحلة الانتقالية قبل تنصيبه فى 20 يناير، برفضه الإقرار بالهزيمة، والذى أدى إلى تجميد إجراءات نقل السلطة قبل حفل التنصيب.

ولم يتوقف المرشح الجمهورى ترامب، عند ذلك فقط، لكنه استطاع أن يحشد مناصريه مطلع هذا الأسبوع معه، فى شوارع العاصمة واشنطن وعدة ولايات أخرى، لمساندته فى زعمه عن حدوث تزوير فى نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة، وفق ما ذكرت وكالة «رويترز».

وفى تعبير شعبى عن دعم مسعاه للبقاء فى منصبه، شارك فى المظاهرات المؤيدة لترامب، مزيج من أنصاره، وشخصيات يمينية، وأعضاء جماعتى «أوث كيبرز»، أى المحافظون على العهد، و«براود بويز»، أى الأولاد الفخورون.

وأثناء تلك التظاهرات، شارك ترامب، مناصريه، حيث مر موكبه أمام أنصاره، ملوحا لهم، وقابل المتظاهرين الذين كانوا على مقربة من البيت الأبيض، مرور زعيمهم بهتافات صاخبة ولوحوا بأيديهم وأطلقوا الصفارات، فيما كانوا يرفعون لافتات ورايات كتب عليها «أفضل رئيس على الإطلاق» و«ترامب 2020: لنحافظ على عظمة أمريكا»، حسبما أفادت «bbc».

ورغم نشوب مشاجرات عديدة بين أنصار ترامب ومحتجين مناوئين لهم، كانت المظاهرات سلمية إلى حد كبير.

حيث أفادت إدارة الإطفاء وخدمات الطوارئ الطبية فى واشنطن، بأن شخصا تعرض للطعن خلال مشاجرة بعد 8 مساء، وتم نقله إلى مركز طبى للعلاج، وفق ما ذكرت صحيفة «واشنطن بوست».

ومن جهتها، أكدت الشرطة، القبض على 20 شخصا على الأقل واتهمت بعضهم بارتكاب اعتداءات.

سياسة قلب الطاولة

ويرفض ترامب الإقرار بهزيمته فى الانتخابات، مشككا فى نزاهة الانتخابات، معلنا مرارا أنه يعتزم قلب النتائج عبر تقديم طعون قضائية، حيث أطلقت حملته، سلسلة من الطعون القانونية، ما يقرب من 12 دعوى قضائية، فى ولايات نيفادا وبنسلفانيا وميشيجن وجورجيا، زاعمة أنه لم يُسمح لمراقبين من الحزب الجمهورى، بالدخول لمراقبة تعداد الأصوات الانتخابية فى تلك الولايات.

ويغرد ترامب، منذ إعلان وسائل الإعلام الأمريكية، عن فوز المرشح الديمقراطى بالرئاسة، على حسابه الرسمى بموقع «تويتر»، زاعمًا أنه سيفوز فى النهاية بالسباق، على الرغم من أن جميع شبكات التليفزيون الكبرى توقعت خسارته.

ومن جانبها، أعلنت المحكمة العليا الأمريكية، أنها رفضت معظم القضايا التى رفعت، لكنها تركت الباب مفتوحا أمام احتمال إعادة النظر فى هذه الدعاوى، وفقا لـ«نيويورك تايمز».

كما أصدر قاض فى ميشيجن، الجمعة، قرارا آخر يرفض اتهامات الجمهوريين، بحصول تزوير.

وفى هذا السياق، نفى مسئولو الانتخابات هذا التشكيك، وأكدوا أن كل الأمور سارت وفقا للقانون.

وتعليقا على هذه الاتهامات، صرح جو بايدن، بأن رفض الرئيس الأمريكى ترامب، الإقرار بالهزيمة فى الانتخابات الرئاسية، أمر مخجل، حسبما ذكرت «bbc».

وقال بايدن، الذى فاز فى السباق الرئاسى، أنه لا يوجد شىء يوقف عملية نقل السلطة إليه.

كما حذّر الرئيس المنتخب بايدن: «من أن مواطنين أكثر قد يموتون فى الولايات المتحدة، بسبب رفض الرئيس الحالى ترامب، التنسيق مع فريقه المعنى بالمرحلة الانتقالية».

وفى هذا السياق، قال مساعدو الرئيس المنتخب، إن رفض ترامب، البدء فى المرحلة الانتقالية، يعنى أيضا استبعاد فريق بايدن، من التخطيط لاستراتيجية توزيع أى لقاح محتمل لفيروس كورونا.