جريدة الزمان

تقارير

مؤسس وحدة «أورام الكبد»: لقاح كورونا منتصف مارس

هاني عبدالسلام -

ونحن على أعتاب فصل الشتاء، ودخول العالم فى موجة ثانية من فيروس كورونا، يرجح الكثير من المتخصصين بأنها ستكون أسوأ من الموجة الأولى إذا لم يتم الاستعداد لها، عن طريق تطبيق إجراءات مكافحة العدوى، والتزام المواطنين بالإجرءات الاحترازية والتباعد المكانى واستخدام الكمامات، وغسيل الأيدى بالماء والصابون كل فترة، كان لنا لقاء مع الدكتور محمد عزالعرب مؤسس وحدة أورام الكبد بالمعهد القومى للكبد، وسكرتير الجمعية المصرية للكبد والمستشار الطبى للمركز المصرى للحق فى الدواء، والذى كشف عن أن مصر ليست فى تباعد عن الإصابات الكبيرة التى تتعرض لها بعض الدول الأوروبية ومؤخراً الدول العربية، مطالباً بأن يتم زيادة عدد المسحات التشخيصية وأن يتم توعية المواطنين بمخاطر التهاون مع فيروس كورونا.

وإلى نص الحوار..

فى البداية.. ما المنحنى الوبائى للإصابة بفيروس كورونا؟

المنحنى الوبائى هو الذى يكشف معدل الإصابات حول العالم، حيث إن الفترة الحالية تشهد زيادة ملحوظة فى المنحنى الوبائى العالمى للإصابة بفيروس كورونا المستجد، والتحذيرات ما زالت مستمرة من خطورة فيروس كورونا، كما أن الموجة العالمية الثانية من الإصابة بكورونا شهدت زيادة فى عدد الإصابات، وهى أسوأ من الموجة الأولى، لذا يجب التعامل مع الأمر بحذر والتأكيد على الالتزام بالإجراءات الاحترازية والوقائية، وأولها التباعد المكانى والالتزام بوجود مسافات أثناء التعامل لتجنب انتقال العدوى، وكذلك الحرص على ارتداء الكمامة.

حدثنا عن الموجة الثانية من فيروس كورونا؟

هناك اختلاف علمى بين ما إذا كانت موجة ثانية أو ارتدادية، والحديث الواقع إننا لم نصل لحالة صفرية أو شبه صفرية حتى الآن، فهى موجة واحدة تكاد تنخفض أو ترتفع وتعتبر ارتدادية من الموجة الأولى نفسها، حيث إنه فى أوروبا تم اعتبراها على أنها موجة ثانية نتاج زيادة عدد الإصابات أكثر من الموجة الأولى التى اضطرت إلى غلق وحظر فى بعض الأماكن فى فرنسا وبريطانيا وغيرها من الدول الكبرى، وعلى مستوى العالم تعدت 55 مليون إصابة وهذا العدد يتصاعد والوفيات مليون و300 ألف حالة وهذا العدد يتصاعد، لذلك هناك قلق وتوتر على مستوى العالم من المنحنى الوبائى الذى يقابله فى بعض الدول عدم الاهتمام بالإجراءات الاحترازية نتيجة اعتمادهم على البيان اليومى، لا يجب الاعتماد على البيان المعلن الخاص بالأعداد لأنه لا يمثل حقيقة لكن هناك حالات لم يتم تسجيلها ولم يتم عمل تحليل pcr.

هل نحن فى مأمن عن باقى دول العالم المتزايد فيها حالات كورونا؟

نحن لسنا فى مأمن عن هذه الدول، حيث إن هناك ارتفاعات كبيرة فى أعداد الإصابات بفيروس كورونا فى فرنسا وإسبانيا وبريطانيا وألمانيا وأمريكا، وهى أكبر نسبة إصابات يومية، كما أن الوضع المنحنى الوبائى على مستوى العالم يسجل ارتفاعات غير مسبوقة لأول مرة يتعدى نسبة الإصابات 600 ألف حالة يوميا، وهذا يحدث حاليا، وأعلى من شهر مارس وأبريل ومايو لم نصل إلى هذا المنحنى، وعدد الوفيات تجاوز 9 آلاف حالة وفاة وقبل ذلك كان 8 آلاف حالة.

ما أهمية المسحات التشخيصية أو تحليل "البى سى آر"؟

أهمية تحليل "البى سى آر" ليس اكتشاف المرض فقط، بل إنه يكشف عن التقصى الوبائى، حيث إننا حاليا أمام زيادات غير مسبوقة من فيروس كورونا، ونحن لسنا بعيدين عن هذه الزيادات، ونطالب بزيادة المسحات التشخيصية بتحليل "البى سى آر"، وأن يتم عمل حالة تقصى وبائى للمخالطين لأى شخص مصاب بفيروس كورونا، وأن يتم عزل الشخص المصاب لمدة أسبوعين فى المنزل، كما نطالب بأن يتم تضمين البيان اليومى لوزارة الصحة للمسحات التشخيصية، كما نطالب بزيادتها، حيث إن موقع الحالات اليومية لفيروس كورونا حول العالم يؤكد أن مصر لم تسجل عدد المسحات التشخيصية منذ حوالى 4 شهور، كما أنه يجب أن يكون هناك وعى لدى المواطنين، حيث إن التهاون فى التعامل مع فيروس كورونا من الممكن أن يؤدى إلى دخول الرعايات المركزة، وحسب التصريحات الرسمية للمسئولين فى مصر فنحن على استعداد للموجة الثانية من فيروس كورونا.

هل التطعيم ضد الأنفلونزا الموسمية يحمى من كورونا؟

تطعيم الأنفلونزا يحمى من مضاعفات الأنفلونزا الموسمية فى فصل الشتاء، كما أن له ميزة إلى جانب الوقاية من الأنفلونزا الموسمية، حيث إنه يقلل من المضاعفات إذا أصيب الشخص بفيروس كورونا، وينصح بإعطائه للأطفال وكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة مثل مرضى السكر والضغط والقلب من أجل أن يتم تقوية مناعتهم.

حدثنا عن الشركات التى أعلنت عن توفيرها لقاح كورونا؟

هناك 10 شركات فى المرحلة الثالثة من التجارب الإكلينيكية للقاح كورونا، حيث إن عدد من الشركات أعلنت نتائجها الأولية منهم شركة ميوديرنا والتى أعلنت مؤخراً عن ظهور لقاح للكورونا وهى فى المرحلة الثالثة للقاح الخاص بالكورونا بنسبة فعالية 94.5 فضلاً عن شركة جونسون أند جونسون، وشركة استرازنيكا المتعاونة مع جامعة أكسفود، ولكن الشركات الصينية والروسية ما زال أمامهم وقت.

هل هناك حرب لقاحات بين الشركات العالمية المصنعة؟

بالفعل فقد بدأت حرب اللقاحات على أرض الواقع، فمثلاً لقاح فايزر أثبت فعالية تخطت الـ90% حسب النتائج الأولية المعلنة، وهى نتيجة عالية بالنسبة للقاحات المستخدمة التى أثبتت فعالية بنسبة 40- 60% وهى نسبة مقبولة بالنسبة لمكافحة وباء كورونا، ولكن بالنسبة للإعلام العالمى بدأت الحرب ضد لقاح فايزر، خاصة أن طرق تخزينه تحتاج درجة برودة تصل إلى -70% مئوية، ويجب حينها توافر ثلاجات -80، وهى غير متوفرة فى كل الأماكن حتى فى المستشفيات الكبرى فى أمريكا.

هل يحتاج اللقاح إلى كمية كبيرة من الثلج؟

بالفعل فتخزين اللقاح يحتاج فى تخزينه dry ice أى الثلج الجاف ويحتاج فى سلسلة التبريد له أثناء نقله عبر أى حدود بوجوده فترة فى النقل والموانئ سواء برية أو بحرية أو جوية حتى يتم توصيله للجهة المنوط بها توزيعه فى الدولة وبالتالى عملية النقل والتخزين لذا فإن سلسلة التبريد هذه تحتاج تقنيات كبيرة لحفظ اللقاحات فى درجة الحرارة المناسبة لها، ومعظم الشركات الأخرى لا يشترطون درجة تبريد عالية للقاح كورونا مثل شركة فايزر فمعظمها درجات الحرارة العادية التى تتراوح من 2-6 درجات عادية، وليس سالب 70 درجة مئوية لذا بدأت الحرب ضد اللقاح وهى ضمن بداية الحروب، كما أن التصريحات الرسمية تميل للقاحات على حساب لقاحات أخرى، ولكن يجب أن يكون هناك معايير مهمة فى اختيار اللقاحات منها الحفاظ على سلامتها فى توفير سلسلة التبريد ابتداءً من استقبال اللقاحات عبر الموانئ بهدف التخزين والتوزيع.

ما الجهة المسئولة عن استقبال اللقاحات فى مصر؟

الجهة المنوط بها استلام اللقاحات فى مصر هى شركة فاكسيرا وفروعها المنتشرة على مستوى الجمهورية، ولكن الصيدليات العادية لا يمكنها أن تحصل على ثلاجات -80 لأن تكلفتها عالية والجدوى الاقتصادية ستكون غير موجودة ولا يمكن توفير كمية منها لمعظم الصيدليات، ونحن نطالب بتوفير ثلاجات البريد-80، والثلج الجاف مع تدريب العاملين بالمصل واللقاح والجهات المنوط بها توزيع اللقاحات.

البعض يتوقع أن أرباح الشركات الموفرة للقاح ستكون كبيرة جداً.. ما تعليقك؟

حجم أرباح هذه الشركات ستتعدى مليارات الدولارات لأنها تجارة كبيرة جدًا، كما أن هذا اللقاح هو أول لقاح تم إعلان نتائجه والذى ستوفره شركة فايزر وسيتم تقديم ملفهم خلال أيام لهيئة الغذاء والدواء الأمريكية fda، والتى تشترط إثبات المأمونية خلال شهرين، والمأمونية طويلة الأمد ولا يمكن لأى شركة من الـ10 شركات إثباتها.

ولماذا لا تستطيع الشركات الموفرة للقاح توفير هذه المأمونية؟

لأنه ببساطة سيكون بعد تداول اللقاح فى السوق لمعرفة أى آثار جانية بعد اللقاح، ويستمر ذلك لشهور أو عامين، ولن يكون لقاح فايزر متوفر فى السوق، وسيتم تغطية أمريكا وبعض الدول الذين تم التعاقد معهم فعليا أولا وتوفيره مارس المقبل، ونحن ضمن تحالف يسمى كوفاكس تابعة لمنظمة الصحة العالمية ويوفر إتاحة لدول العالم خاصة الدول النامية لأخذ اللقاحات بعد اعتمادها مباشرة.

ما الاحتياطات التى تنصح بها المواطنين؟

أولاً يجب الاهتمام بالنظافة الشخصية وغسيل الأيدى بالصابون واستخدام الكحول والمطهرات، كما أنه فى حالة التواجد بأماكن يشتبه فى وجود إصابات بها، لا بد من ارتداء الكمامة الطبية، وغسل الأيدى بصورة مستمرة، مع تجنب ارتداء القفازات، لأنها غير صحية، بل قد تكون سببًا فى التقاط العدوى، كما أن التواجد بأماكن جيدة التهوية هو من الضروريات، لأن أمراض الجهاز التنفسى تتزايد وتيرتها، كما أن هناك تخوفات من تزايد الإصابات فى ظل دخول فصل الشتاء، لذا، يجب أيضًا التركيز على تعزيز جهاز المناعة عبر تناول الغذاء المناسب، وعدم تعاطى الأدوية التى تؤثر على المناعة، خاصة المضادات الحيوية.

ما تعليقك على تصريح وزيرة الصحة بأن نسب الإصابة الأكبر بين ربات البيوت؟

لأن إصابات فيروس كورونا فى البداية ترجع إلى مخالطة شخص سليم بشخص مصاب أو ملامسة الأسطح الحاملة للفيروس، حيث لا تأتى العدوى من منطلق نفسها، وهذا ما يفسر تصريح وزيرة الصحة بارتفاع معدلات الإصابة بالفيروس ما بين المتقاعدين وربات البيوت، فإنه يمكن مخالطة الزائرين للمنازل مثل الأقارب أو عمال الديلفرى على سبيل المثال، كما أنه يجب مراقبة القادمين من الخارج وزيادة إجراءات الحجر الصحى بالموانئ الجوية والبحرية والمنافذ البرية، مع تعزيز الإجراءات الاحترازية، لضمان عدم الإصابة بكورونا، وتعيين مسئولين فى كل جهة حكومية وتعليمية للتأكد من تطبيق الإجراءات الوقائية.

هل هناك علاقة بين الشخص الذى يعانى من السمنة وفيروس كورونا؟

بالفعل فالسمنة نوع من أنواع الالتهاب المزمن الذى يقلل من الجهاز المناعى، حيث إن السمنة تحمل مستقبلات التى يدخل عن طريقها الفيروس، وكذلك بسبب سوء التهوية وملامسة الأسطح الحاملة للفيروس والاختلاط بشخص مصاب، حيث إن المسح الصحى لحملة 100 مليون صحة كشفت أن نسبة البدانة فى مصر وصلت لـ39%، وأن النسبة الغالبة للسيدات فى مصر والعالم أيضًا مقارنةً بالرجال، والبدناء هم الأكثر عرضه للإصابة بفيروس "كوفيد 19".

ما تعليقك على زيادة نسبة الإصابة بفيروس كورونا فى مناطق بعينها؟

ببساطة لأن ذلك يكون بسبب الكثافة السكانية الموجودة بها وانتشار المؤسسات الحكومية، وازدحام المواصلات، وغياب الالتزام بالإجراءات الاحترازية وارتداء الكمامة، والتكدس فى الأماكن المزدحمة، ولذلك ينصح بارتداء الكمامة لمنع الإصابة وتقليل نسبة العدوى وتقسيم العاملين بالجهات الحكومية فى أوقات الحضور والانصراف لتقليل الازدحام بالمواصلات العامة، وضرورة وجود تهوية سليمة فى المنازل وأماكن العمل وتوفير المطهرات والتعقيم فى مداخل الهيئات الحكومية.

ما الرسالة التى توجهها للحكومة فى ظل أزمة فيروس كورونا العالمية؟

أطالب بشدة باتباع الإجراءات الاحترازية، وضرورة إطلاق حملات توعية للمواطنين، بالإضافة إلى توفير رقابة من الأجهزة المختلفة فى الدولة على التزام المواطنين بالإجراءات الاحترازية، وتدخل منظمات المجتمع المدنى كشريك فى هذه التوعية، كما أنه يجب تفعيل دور المساجد والكنائس فى نشر التوعية السليمة باستمرار تحت شعار الخوف على الحياة.