جريدة الزمان

فن

سر ظهور «أعمال الرعب» فى السينما المصرية

سامية عبد القادر- بسمة عبدالحكيم -

شهدت الآونة الأخيرة مشاركة عدد من النجوم المصرين فى أفلام ودراما الرعب، على غرار النجوم العالميين فى الأفلام الأجنبية، حيث شاركت "نيللى كريم" و"ظافر عابدين" فى فيلم "خط أحمر"، وشارك "أحمد داش"، و"بيومى فؤاد" و"رانيا يوسف"و "كارولين عزمى"، و"رنا رئيس"، فى مسلسل "الحرامى"، من تأليف أحمد فوزى صالح وإخراج محمد سلامة ومن إنتاج أمير شوقى.

كما شارك "أحمد أمين"، و"رزان جمال"، و"سماء إبراهيم"، و"آية سماحة" فى مسلسل "ما وراء الطبيعة"، من إخراج عمرو سلامة، وتأليف أحمد خالد توفيق، ومن إنتاج محمد حفظى بالاشتراك مع شركة نتفليكس.

فما سبب توجه النجوم لهذه النوعية من الأفلام، وهل ستحقق هذه الأعمال نجاحا جماهيريا، وهل حقا تستهدف تدمير التقاليد المصرية القائمة على الهدوء والمودة بين المواطنين بعضهم بعضا، ولماذا انتشرت بكثرة مؤخرا، "الزمان" ترصد فى التقرير التالى رأى النقاد وعلماء الاجتماع فى هذه الظاهرة الجديدة على مجتمعنا.

أعربت الفنانة لبنى عبدالعزيز عن غضبها من تقليد المسلسلات المصرية لأفكار المسلسلات والأفلام الأجنبية فى تقديم أعمال الرعب، التى انتشرت على العديد من المنصات الإلكترونية، دون مراعاة لتقاليد مجتمعنا المعروفة بالهدوء والتسامح.

أكدت لـ"الزمان" أن الأولوية للدراما المصرية يجب أن يكون تقديم قضايا تهم الأسرة، بدلا من تقليد الأجانب فى تقديم مسلسلات رعب نظرا لأن تركيبة المجتمعات الأجنبية تسمح بهذه الأعمال، ومع ذلك فإن الكثير منها لا يحقق نجاحا جماهيريا.

أضافت لبنى أن أعمال الرعب غريبة على مجتمعاتنا ولن يتقبلها الجمهور بسهولة.. وإذا تقبلها البعض فستكون على سبيل التجربة، وهنا يجب على صناع العمل الفنى الانتباه لنوعية الرسالة التى يتم تقديمها للجمهور الذى يحتاج لرسائل توعية وليس لرسائل تهدم قيمه التاريخية.

فى سياق متصل لفتت الناقدة ماجدة واصف إلى أن أى أعمال جديدة من شأنها تطوير الأعمال الدرامية لقتل الملل، بشرط دراسة الموضوع جيدا لأنه ليس كل ما يقدم فى الخارج يصلح تقديمه للجمهور المصرى، فأولويات مجتمعاتنا وقضايانا مختلفة وبحاجة لموضوعات أهم من الرعب.

من جانبها أوضحت الدكتورة سامية خضر أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، أن صناع العمل الفنى دائما ما يبحثون عن العمل الرائج لتقديمه دون النظر لخطورة تأثيره السلبى على المشاهد، وعلى أفراد الأسرة المصرية من أبناء وآباء وأمهات.

أضافت أستاذ علم الاجتماع أن مثل هذه الأعمال تشجع الأولاد على معاملة الوالدين بجحود، خاصة أنها غريبة على مجتمعاتنا الشرقية، ويكفى المجتمع ما يعايشه من رعب بسبب حوادث الخطف والسرقة بالإكراه فى وضح النهار، هل نحن فى حاجة لمشاهدة مشاهد قراصنة ومصاصى دماء وأشباح تختفى ثم تظهر فجأة.

أكدت الدكتورة سامية أنها أعمال غير لائقة كما أن مستواها الفنى فى حاجة لتقييم وتعديل ولكن يبدو أن صناع العمل تعجلوا فى تنفيذه ولم يهتموا بالدقة فى التنفيذ مما جعله يخرج بصورة غير جيدة، لافتة إلى أن هذه المسلسلات يراها الكبار والصغار، ومن الصعب على الأطفال مشاهدة أعمال الرعب التى تترك أثرا سلبيا فى نفوسهم وقد يفكرون فى تقليدها بصورة قد تتسبب فى انتشار ظاهرة القتل والسرقة.

وقال المنتج جمال فؤاد إنه يجب التركيز على هذه النوعية من الأفلام والمسلسلات فى الفترة المقبلة، على أن تكون من إنتاج مصرى بنسبة 100% وأن يتم عرضها عبر شاشات السينما والتليفزيون وليس على المنصات الإلكترونية.

أضاف أنه لا بد أن يتم إنتاجها فى أقوى صورة حتى تنافس نظيرتها العالمية، مؤكدا أن نجومنا المصريين يستطيعون تقديم جميع أنواع الأعمال الفنية، وهى النوعية التى ستسيطر على الأعمال الفنية فى الفترة المقبلة، ولا بد من التواجد المصرى بقوة حتى لا نخرج من حساب السينما العالمية.