جريدة الزمان

فن

الفنانة سميرة عبدالعزيز: عودة دور الدولة للإنتاج الفنى أهم أولوياتى بـ«الشيوخ»

سامية عبد القادر -

فنانة من زمن الفن الجميل، مقلة فى أعمالها إلا أنها عنصر أساسى فى الأعمال الخالدة فى ذاكرة الدراما والمسرح والإذاعة والتليفزيون، اختارها الرئيس عبدالفتاح السيسى مؤخرا لعضوية مجلس الشيوخ، للاستفادة من خبرتها الطويلة فى عالم الفن، إنها الفنانة سميرة عبدالعزيز .

الفنانة القديرة فتحت قلبها لـ"الزمان" لتحدثها عن القضايا التى ستتبناها داخل مجلس الشيوخ، وسر توقفها عن المشاركة فى الأعمال الدرامية والسينمائية هذه الأيام، كما تحدثت عن زوجها الكاتب والسيناريست الراحل محفوظ عبدالرحمن، وعن رأيها فى الفنانين الشبان، وقدمت نصيحتها لهم.

وإلى نص الحوار:

كيف تلقيتِ خبر ترشيحك من رئاسة الجمهورية لعضوية مجلس الشيوخ؟

فى البداية تعجبت من الترشيح لبعدى تماما عن السياسة، غير بعد تفكير وجدت أننى سوف أضيف للمجلس كل ما اكتسبته من خبرات على مدى نصف قرن فى القضايا التى تهم المجتمع والفن.

كيف رأيت اختيار الفنان يحيى الفخرانى لعضوية مجلس الشيوخ؟

لا بد أولا أن أتوجه بالشكر إلى رئيس الجمهورية لاختياره لى والفنان يحيى الفخرانى، لعضوية المجلس وبإذن الله نكون عند حسن ظنه بنا، وسنعد تصورا عن القضايا الساخنة فى مجال الفن .

ما رأيك فى الانتقادات التى وجهت للمجلس قبل بدء انعقاده؟

مفيش حاجة بتعجب كل الناس لكنى أقول لهم إن المجلس نزيه ويضم كوكبة من خيرة أبناء البلد الذين يحبونها ويجتهدون لتقديم أفضل الأفكار لخدمة المواطنين.

وما أهم القضايا التى ستتبنينها داخل المجلس؟

سأضع موضوع عودة الدولة للإنتاج الفنى على رأس اهتماماتى، لأن الدولة عندما كانت تنتج الدراما من خلال قطاع التليفزيون وصوت القاهرة للصوتيات والمرئيات ومدينة الإنتاج الإعلامى كانت تقدم أعمالا راقية وعندما رفعت يدها تدهورت الدراما المصرية بشدة، لأن شركات الإنتاج الخاصة تبحث عن الربح بصرف النظر عن جودة العمل الذى تقدمه.

هل تعتقدين بأن المجلس سيستجيب لكِ؟ أم أنه سيتم وضع المشروع فى الأدراج؟

سأسعى كى يفعل المشروع وبإذن الله سأنجح، فى عودة الدولة للإنتاج لأن الفن المصرى أمر مهم للبلد فالكثير من الدول تعلمت منا الفن وأخذوا عنا ثقافات كثيرة مما يدل على قيمة الفن المصرى، وبعودة دور الدولة للإنتاج سيستعيد الفن المصرى رقيه من جديد.

هل سيأخذك المجلس من عملك الفنى؟

سأحاول التوفيق طبعا بين دورى فى مجلس الشيوخ وعملى كفنانة.. لأن عشقى للفن.. وحبى للوطن يجعلانى قادرة على العطاء.

ما رأيك فى الأعمال الفنية التى تقدمها الدراما حاليا؟

سيئة جدا جدا إلى أبعد مدى، فللأسف أصبحنا نشاهد سيدات يشربن سجائر ومخدرات، وحتى الشباب والفتيات يتحدثون بطريقة سيئة مع أهلهم، وأغلب الرجال يظهرون فى صورة الخائنين.. فهل هذه هى الدراما المصرية.. وأنا مندهشة حقا من وجود هذه الأعمال رغم أن لدينا فنانين وصناع دراما جيدين، غير أن المنتجين هم الذين يفرضون هذه الأعمال الرديئة.

هل ترحبين بإعادة إنتاج أعمال محفوظ عبدالرحمن وهل تحتفظين بروايات له ستقدمينها للمنتجين قريبا؟

أعمال محفوظ قدمت بشكل جيد ولن تعاد بصورة أفضل مما قدمت عليه فلماذا يعاد إنتاجها.. كما أن كل أعماله قد تم إنتاجها دراميا قبل وفاته ولا أحتفظ له كزوجة بأى أعمال فنية لم تقدم بعد.

ما أكثر أعمال الراحل إلى قلبك؟

كل أعماله كانت مميزة ولكنى أحببت جدا رواية "بوابة الحلوانى".

ماذا تقولين لرفيق حياتك بعد مرور أكثر من ثلاثة أعوام على رحيله؟

أقول لمحفوظ عبدالرحمن لا زلت تعيش معى ومع جمهورك بتاريخك وأعمالك المشرفة، فأنا لم أشعر يوما بأنك ميت لأن كل أعمالك الراقية تذكرنا بك دوما .

وما نصيحتك للكتاب الشباب؟

أقول لهم قدموا للمجتمع قضايا تهمهم وسيروا على درب الجيل الرائد من الكتاب الذين ألفوا لنا أهم أعمال فنية، وتركوا لنا تاريخا لا زالت كل الدول العربية تذكرها.

ما رأيك فى اقتباص بعض شباب المؤلفين قصصا عالمية ونسبها لأنفسهم؟

أقول لهم أنتم عديمى الضمير وعيب عليكم ما تفعلونه، يجب أن تنسبوا اسم العمل إلى صاحبه كما كان يحدث فى أيام الأبيض والأسود حيث كانوا يأخذون قصصا من أعمال عالمية ولكنهم يكتبون عليها مقتبسة عن رواية الكاتب الفلانى.

ما رأيك فى ورش الكتابة؟

أنا ضدها ولا أشجعها لأن أى كاتب عندما يكتب فكرة معينة، يكون لديه رؤية فى معالجة الفكرة، ولا يصلح أن يفكر معه ثلاثة أو أربعة أشخاص.. وإن كان من الممكن أن يشرف أحد كبار الكتاب على ورشة كتابه، مثل الكاتب الراحل على الزرقانى الذى ابتدع فكرة ورش الكتابة وكان يشرف على الكتاب الشباب، ويوزع عليهم أفكاره وكانت ورشه تقدم أعمالا رائعة.

كيف ترين أدوار الجراندات فى السينما والدراما المصرية مقارنة بما يحدث بالسينما الأمريكية؟

للأسف المنتجون هم السبب لأنهم يبحثون عن الربح السريع ونظرتهم ضيقة حول الجراندات، لذلك لا يعطونهم فرصة عمل علما بأن الجيل القديم سبق وأن قدم أهم أعمال فنية ما تزال خالدة.. غير أن المنتجين يسعون وراء أعمال قليلة التكلفة لذلك يهدرون قيمة النجوم الكبار ولا يستعينون بهم فى أعمالهم على الرغم من أن إشراكهم وتوظيفهم بصورة جيدة سيحقق للعمل نجاحا مضاعفا .

ما رأيك فى مقولة المشاهد عايز كده من السينما.. هل هى مجرد تبرير للأعمال الهابطة؟

طبعا مقولة غلط جدا.. ألم يشاهدون كيف حقق فيلم "الممر" نجاحا جماهيريا، وكيف نجح عند عرضه فى المنازل فلماذا لا يقدمون أفلاما مميزة لقصص رائعة وشخصيات مؤثرة تكون قدوة للجيل الجديد.. ولماذا يركزون على السلبيات ولا يقدمون قضايا مميزة ولدينا رموزا كبيرة فى المجتمع يمكن تناول سيرتهم بدلا من قضايا المخدرات.

وما نصيحتك للفنانين والفنانات الشباب؟

أقول لهم فكروا جيدا فى الأعمال التى ستقدمونها.. هل ستضيف للمجتمع ولتاريخكم الفنى أم لا، ولا بد أن تكون أعمالا راقية، تضيف للمجتمع، ولا تجعلوا كل هدفكم الربح.

ما رأيك فيمن يبرر الأعمال الرديئة بأن الفن مرآة المجتمع؟

للأسف هذا مبرر غير مقبول فالفن يجب أن يقدم ما عليه الواقع، بالتركيز على ما يتميز به المجتمع من رقى حتى يكون عنصرا فى الارتقاء بكافة فئات المجتمع، ولا يركز على عناصر الانحطاط.

هل أنتِ كسلانة فنيا؟ أم أن الأعمال التى تعرض عليكِ دون المستوى؟

أنا لست كسولة بالعكس فأنا أحب الشغل وموجودة فيه طوال الوقت، ولو عرض على عمل مميز سأقدمه.. وأنا أحب أن أقرا قبل ما أوافق على الدور ولكن للأسف معظم الأعمال التى تعرض على دون المستوى.

ما الجديد الذى تحضرين له بالتليفزيون أو المسرح؟

بالنسبة للتليفزيون لا توجد أعمال جديدة أحضر لها، وبالنسبة للمسرح أشارك حاليا فى مسرحية، على المسرح القومى بعنوان الوصية تأليف أيمن سلامة وإخراج خالد جلال وأقدم شخصية شهيد ضحى بنفسه من أجل الوطن ويقوم بدور ابن الشهيد الفنان محمد عادل وبطولة وجوه جديدة من فرقة خالد جلال المسرحية ومعهم فنانون من راقصى الباليه.