جريدة الزمان

فن

فنانون يسقطون فى «بئر الاستفزاز»

سامية عبدالقادر -

يعد الفنان أيقونة المجتمع التى يتخذها الشباب نموذجا يحتذى به، مما يفرض عليه التريث قبل الإدلاء بأى تصريح صحفى له أو نشر أى صور له عبر وسائل التواصل الاجتماعى، تحسبا لما قد تحمله من تأثير سلبى أو إيجابى لدى جماهيره، غير أن عددا من الفنانين قاموا فى الآونة الأخيرة باستفزاز مشاعر الجماهير بسلوكيات غير مفهومة، من ذلك ارتداء الفنانة رانيا يوسف ملابس مثيرة خلال مشاركتها فى مهرجان القاهرة السينمائى 2019، ثم إصرارها أن ترتدى ابنتها نانسى نفس الفستان خلال مهرجان الجونة 2020.

وقيام الفنانة ياسمين صبرى بالإمساك بشنطة ثمنها 20 ألف دولار، وحرصها على التقاط العديد من الصور داخل طائرة زوجها رجال الأعمال أحمد أبوهشيمة، مما أثار استياء الجماهير التى تعانى من ارتفاع تكاليف المعيشة .

وأخيرا قيام الفنان محمد رمضان بنشر عدة صور له تجمعه مع فنان إسرائيلى مما أثار حفيظة جمهوره، والغريب أنه قام بتبرير تصرفه بدلا من الاعتزار عن سلوكه المرفوض، "الزمان" استطلعت رأى النقاد والفنانين ونقابة المهن التمثيلية فى هذه السلوكيات الغريبة.

فى البداية يؤكد الفنان سامى مغاورى عضو نقابة المهن التمثيلية أن الفنان غالبا ما يتخذه الجيل الصغير قدوة له وعليه أن يكون قدوة حسنة لهم ومثالا مشرفا لفنه ووطنه وأن تكون آرائه دائما إيجابية، وأن يلتزم بعدم الظهور بمظهر غير إيجابى يضر بجماهيريته.

أضاف لـ"الزمان" أن محمد رمضان فنان موهوب، ولا نعرف حقيقة الصور التى نشرت عنه، فربما يكون قد تم تمريرها بهدف الإساءة إليه، وربما لم يكن يعرف أنه يلتقط صورا من فنان إسرائيلى كما قال فى تغريدته على السوشيال ميديا ولهذا لن نكذبه قبل التحدث معه .

وقال عضو مجلس نقابة المهن التمثيلية أن النقابة قد قامت باستدعاء الفنان محمد رمضان للتحقيق معه بشأن هذه الصور، للتأكد من حقيقة التقاطه صورا مع فنان إسرائيلى من عدمه .

من جانبها أكدت الناقدة الفنية دعاء حلمى أن الفنان مطالب بأن يتحلى بالذكاء الاجتماعى.. وأن يكون صريحا مع نفسه ومع جمهوره موضحة أن قيام الفنان أحمد فهمى باعتذاره على مواقع التواصل الاجتماعى والإعلام عن مشاركته فى مسلسله الأخير مع بيومى فؤاد وأكرم فهمى جعله يكتسب مكانة وثقة جمهوره فى اختيارات أعماله القادمة.

أشارت الناقدة دعاء كذلك إلى ما فعله الإعلامى باسم يوسف عندما سافر للخارج وقال إنه لن يقول رأيه فى بلده أو يعبر عن آرائه السياسية إلا عندما يعود لوطنه قد أكسبه احتراما لدى جمهوره.

وقالت دعاء حلمى أن ما فعلته الفنانة رانيا يوسف من ارتداء فستان مثير خلال مشاركتها فى مهرجان القاهرة السينمائى 2019 ثم إصرارها بعد ذلك على أن ترتدى ابنتها نانسى نفس الفستان، خلال مشاركتها فى مهرجان الجونة 2020، أمر يؤكد أن رانيا يوسف تحب أن تعيش حالة تريند مستمر حتى تستمر سيرتها على ألسنة الناس .

وعقبت على ما فعله الممثل عمرو واكد من إعلانه عن آراء سياسية حول بلده، وهو فى الخارج كان له تأثير سلبى على نجوميته وجعل جمهوره يطالبونه بأنه من الأفضل أن يؤجل آرائه إلى حين عودته إلى وطنه.

أما ما فعله الفنان محمد رمضان فكما يقول المثل "إنه سايق الهبل على الشيطنة" لأنه لا يراعى ما يفعله أو يقوله طوال الوقت حيث قام بإطلاق تبريرات غير صحيحة وغير مقبولة من جمهوره، ومنها نشر صورته مع الفنان الإسرائيلى، ثم تبرير تصرفه بأنه لم يكن يعلم أنه يهودى.

وعندما وجد التبرير غير مقبول أطلق تبريرا آخر "لا يهمنى جنسية أو ديانة أى أحد لأنه لا يقوم بالسؤال عن ديانة أى شخص أو جنسيته قبل التصوير معه، مما يؤكد أن محمد رمضان لا يهتم بآراء الناس حوله فالمهم عنده أن ينشر صورا له حتى لو كانت استفزازية طوال الوقت كى يظل متواجدا على وسائل التواصل الاجتماعى والإعلامى باستمرار لحرصه على أن يكون تريند كل دقيقة.

وأشارت الناقدة الفنية إلى أن ما يفعله طوال الوقت قد يفقده جماهيريته غير أنه لا يهتم بذلك ما دام اسمه سيتردد فى كل دقيقة على ألسنة الناس وعلى وسائل التواصل الاجتماعى وفى قنوات الإعلام.

فى سياق متصل أكدت الفنانة وفاء عامر أنها تحترم جمهورها جدا لأنه هو الذى أكسبها نجوميتها، لافتة إلى أن اسمها ونجوميتها قد صنعتهم على مدى سنوات طويلة ولا بد أن تحافظ عليهم.

أشارت وفاء إلى أن الاختيار الجيد للأعمال التى تقدمها عنصر أساسى فى الحفاظ على اسمها وسمعتها، وحتى أفيش أى عمل لها، تحرص على عدم نشر أى صور تستفز جمهورها وعندما تريد التعبير عن رأيها تحرص على أن يكون إيجابيا وألا يكون مستفزا وألا يضايق أحدا أو أن يكون له أى تأثير غير جيد على الناس لأن انطباعات الناس دائما صادقة وتظل محفورة فى الأذهان طوال الوقت.

وعن قيام بعض زملائها بإطلاق صور أو آراء مستفزة عبر وسائل التواصل، قالت وفاء عامر إنه يجب على الفنان أن يضع نفسه مكان جمهوره قبل إعلانه عن رأيه حتى يعرف طبيعة الانطباع الذى سيخرجون به عن تصريحاته .

وأكد الكاتب والناقد الفنى طارق الشناوى أن الفنان يجب أن يتحلى بالذكاء الاجتماعى والحكمة، قبل إطلاق أى خبر عن نفسه أو التعبير عن رأيه مضيفا أن ما حدث من بعض الفنانين بإطلاقهم بعض الآراء أو الصور، كانت عبارة عن مشاركة مجتمعية.

أضاف الشناوى أنه على الفنانين أن يتعلموا مدى تأثير آرائهم وأفعالهم وصورهم لدى جمهورهم.. وأنه لو تريثوا قليلا وفكروا قبل إطلاق صور لهم أو إدلائهم بآرائهم لتخلوا عن هذه الأشياء .

وبالنسبة لما فعله محمد رمضان قال الشناوى إنه يجب أن نعرف أولا ما مدى صحة هذه الصور، نظرا لأن هناك بعض الصور التى يتورط فيها الفنانون وأن ما قاله رمضان من أنه لم يكن يعلم جنسية أو ديانة هؤلاء الأشخاص قد يكون حقيقيا.. وستتضح الحقيقة عندما تقوم نقابة التمثيليين بالتحقيق معه، حسب تصريحات الدكتور أشرف زكى نقيب المهن التمثيلية.

ودعا الشناوى الناس إلى عدم التسرع فى الحكم على رمضان قبل التأكد من حقيقة ما حدث كما دعا.. محمد رمضان إلى أن يتحلى بكثير من الذكاء الاجتماعى وعدم التسرع فى إطلاق صور من وقت لآخر دون معرفة تأثير هذه الصور على جماهيريته.

وأشار الناقد الفنى إلى أن ما حدث من ياسمين صبرى عندما نشرت صورا لها تتضمن شنطتها دون أن تعرف أن الناس ستدقق فى سعر الشنطة بهذا الشكل ويقارنونها بأخريات لا علاقة لها بهم، أما رانيا يوسف فقد تكون غير متأكدة فى البداية من تأثير الفستان على جماهيريتها لكن المدهش إصرارها على أن ترتديه ابنتها فى مهرجان فنى آخر.