رواج كبير لصفحات النصب باسم العلاج النفسى

بات الجميع يحذر من بدء انتشار الموجة الثانية من جائحة فيروس كورونا المستجد، وباتت الاضطرابات النفسية تعود من جديد للعديد من المواطنين من عدم النوم والإرهاق والتفكير فى الخوف من الإصابة بالفيروس، ووسط تلك الغيوم تجد من يستغلون تلك الأزمات وهم منتحلون صفة أطباء العلاج النفسى.
من خلال صفحات التواصل الاجتماعى واليوتيوب تجد مركزا طبيا "باسم طبيب الغلابة النفسى" فى التجول بالصفحة تجد أنه يوهم المواطنين أنه يستطيع معالجة اضطرابات النوم والإرهاق والاكتئاب الذى يسببه فيروس كورونا المستجد.
لم تكتفِ محررة "الزمان" من التجول بالصفحة بل تواصلت مع أدمن تلك الصفحة كى تقوم بالحجز عن طبيب الغلابة النفسى حيث كان يدور الحوار عن "أن معده التحقيق تعانى من اكتئاب حاد بسبب التفكير فى إصابة المقربين لها وأسرتها من فيروس كورونا المستجد" وبالفعل على الفور تم طلب الرقم وعند الاتصال أكد أنه يتم تحويل جزء من ثمن التذكرة قبل المجىء للعيادة لتأكيد الحجز وثمن التذكرة 700 جنيه ويتم إرسال 500 جنيه لتأكيد الحجز".
بينما يؤكد حمدى محمود أحدى متابعين الصفحة أنه حدث معه نفس الأمر وقام بإرسال مبلغ 500 جنيه لتأكيد الحجز وعقب الذهاب إلى الدكتور وجد غرفة متهالكة بمنطقة إمبابة بمحافظة الجيزة، ليصف قائلاً "ولا يبدو على دكتور وليد أنه طبيب من الأساس خاصة أنه بدون أن يسمع ما أعانى منه على الفور قام بكتابة مجموعة من المهدئات للأعصاب وأكد أن يقوم بعمل جلسات سعر الجلسة 1500 جنيه للعلاج اكتئاب فيروس كورونا وعلمت أنه نصاب وعلى الفور ذهبت من العيادة خوفاً من رؤية العاملين عند الدكتور الذين ينظرون لى وكأنهم لصوص ليس لهم علاقة بعيادات الأطباء".
لم تكن واقعة حمدى الوحيدة بل أكدت حنان على إحدى متابعين الصفحة قائلة "إنه حدث معى ذات الأمر ولكن من العديد من منتحلين صفة الطبيب النفسى من خلال مواقع التواصل الاجتماعى، بل هناك صفحات عديدة تنصب على المواطنين منذ ظهور فيروس كورونا المستجد باسم وهم العلاج النفسى معالجة اكتئاب الخوف من الإصابة، وعقب حدوث هذه الواقعة معى من 3 أطباء قدمت شكوى لجهاز حماية المستهلك.
بل وتضيف هبة السيد إحدى متابعين الصفحة قائلة "إن ظهور فيروس كورونا المستجد كوفيد- 19" وبات الأمر بالنسبة لى عبارة عن شبح الموت الذى يريد القضاء على المقربين لى وبالأخص أبنائى وزوجى ووالدتى ومع استمرارى فى البحث عن صفحات للعلاج النفسى، وبالفعل وجدت العديد من الصفحات وكان أفضلهم 5 أطباء وكان طبيب الغلابة النفسى من ضم هؤلاء ولكن ليقع فريسة للنصب حيث تبين أن العاملين على تلك الصفحات ليسوا أطباء وليس لهم علاقة بمهنة الطب من الأساس، وجميعهم نصابون يقومون بالحصول على الأموال بحجة العلاج من خوف الفيروس، وعلى الفور قمت بكتابة شكوى عبر صفحة التواصل الاجتماعى للجهاز حماية المستهلك.
وفى هذا السياق صرح الدكتور أحمد سمير فرج القائم بأعمال رئيس جهاز حماية المستهلك أنه فى ضوء حرص الجهاز على حصول المستهلكين على الخدمات بجودة عالية ومكافحة كل ما قد يمس بصحتهم وسلامتهم، فقد تم رصد الإعلانات بالسوشيال ميديا وتم جمع الاستدلالات والتأكد من صحة المعلومة وتم إخطار العلاج الحر للانضمام للحملة قبل تحركها استكمالاً للإجراءات القانونية، وعليه تم القيام بالحملة واستهداف مقر المركز وتبين وجود إعلانات ولافتات بالشارع وأمام المقر تحت اسم "مركز الدكتور عمرو شليل للعلاج النفسى والاستشارات الأسرية وعلاج اكتئاب كورونا" وبمواجهة صاحب المركز تبين من واقع بطاقة الرقم القومى الخاص به أنه يعمل "أخصائى نفسى" بمديرية التربية والتعليم، وأنه من غير الحاصلين على بكالوريوس الطب أو درجة الدكتوراه إلا أنه يستخدم لفظ "دكتور" فى الإعلان عن نشاطه لإيهام المستهلكين بحصوله على الدرجة أو التخصص المطلوب لمزاولة مهنة الطب النفسى وذلك على غير الحقيقة كما تبين أن المركز غير حاصل على التراخيص اللازمة وذلك لاشتراط صدور الترخيص لأعضاء نقابة المهن الطبية دون غيرهم وهو شرط غير متوافر فى صاحب المركز، وقد تم تحرير المحضر رقم 3270 لسنة 2020 جنح ضد صاحب المركز لمخالفته المادة 9 من قانون حماية المستهلك رقم 181 لسنة 2018 وتعمد تضليل المستهلكين حول طبيعة الخدمة التى يؤديها مما يوقعهم فى خلط وغلط، وتم إخطار النيابة العامة لاتخاذ اللازم مع هؤلاء.
وأكد رئيس الجهاز على أن جهاز حماية المستهلك سيقف بالمرصاد ويتصدى لأية محاولة لخداع وغش المستهلكين أو الإضرار بصحتهم وسلامتهم انطلاقاً من دوره الوطنى الذى تم إنشاؤه من أجله وهو صون وحماية حقوق المستهلكين، وسيعمل دائما على مواجهة كافة الممارسات الضارة بالأسواق وتعزيز دوره فى مجال تطبيق القانون والحفاظ على صحة وسلامة المستهلكين وترسيخ القواعد والمعايير اللازمة لصون حقوق المستهلك وضبط الأسواق وتلك الواقعة هى الأولى وسوف يتم ملاحقة هؤلاء تباعاً.
وناشد رئيس الجهاز الجهاز كافة المستهلكين إلى التوجه بشكواهم إلى الجهاز فى حالة وجود ما يستدعى ذلك من خلال الخط الساخن 19588 من أى تليفون أرضى أو عن طريق خدمة الواتس آب 01281661880 أو عن طريق الصفحة الرسمية لجهاز حماية المستهلك على موقع التواصل الاجتماعى Facebook، الموقع الإلكترونى للجهاز، أو التطبيق الإلكترونى على الهواتف الذكية.