دعم إستراتيجى محورى لردع «عواصف الإرهاب» فى ليبيا

تُعد ليبيا الجار الأقرب لمصر لذلك استقرارها وأمنها هو الشاغل الأكبر والقضية الأولى بالنسبة لنا، خاصةً أن الحدود التى تربط بيننا وبين ليبيا أصبحت أكبر تهديد للأمن القومى المصرى بعد البلطجة الأردوغانية التى استهدفت أرض ليبيا خلال سعيه خلف الغاز الليبى، لذلك تربط القوات المسلحة المصرية والقوات المسلحة الليبية علاقة خاصة مرتكزة على حماية أمن ليبيا من أية تدخل أجنبى أو أيادى تهدف إلى هدم استقرارها وأمنها وتطهيره من المرتزقة والإرهابيين.
وعلى ضوء ذلك استقبل القائد العام للقوات المسلحة العربية الليبية المشير أركان حرب خليفة حفتر، اللواء عباس كامل رئيس المخابرات العامة المصرية، فى مكتبه بمقر القيادة العامة فى بنغازى، وتم خلال اللقاء مناقشة كل الملفات الأمنية ذات الاهتمام المُشترك بين البلدين، كما تم مناقشة القضايا المتعلقة بالأمن القومى المشترك، وأثنى اللواء عباس كامل على جهود الجيش الليبى فى محاربة الإرهاب والقبض على المطلوبين محلياً ودولياً، كما توجه حفتر بالشكر إلى جمهورية مصر العربية قيادة وجيشا وشعبا على الدور البارز تجاه القضايا العربية بوجه عام، والقضية الليبية بوجه خاص.
كما التقى رئيس المخابرات العامة المصرية خلال الزيارة بالمستشار عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب الليبى، وعدد من أعضاء البرلمان، وتم خلال اللقاء التأكيد على دعم مصر لكافة مسارات التسوية الشاملة للأزمة الليبية بالتنسيق مع الأمم المتحدة والمجتمع الدولى، وناقش آخر تطورات الموقف السياسى وبحث سبل دفع وتطوير العلاقات المصرية الليبية على جميع المستويات خلال الفترة القادمة.
وقال اللواء محمد رشاد، وكيل المخابرات العامة سابقاً، إن زيارة اللواء عباس كامل رئيس المخابرات العامة، للقائد العام للقوات المسلحة العربية الليبية المشير أركان حرب خليفة حفتر أمر طبيعى لأن قوات الجيش الليبى تدخل ضمن حدود الأمن القومى المصرى، لافتا إلى أن "سرت الجفرة" هو الخط الأحمر الذى حددته مصر لذلك تعتبر القوات الليبية فى مقدمة القوات المسلحة المصرية ضمن إطار حماية الأمن القومى.
وأضاف وكيل المخابرات العامة سابقاً، فى تصريح لـ"الزمان" أن الزيارة ترفع من معنويات الجيش الليبى فضلاً عن التعرف على احتياجاتهم وأفكارهم لتحديد الأزمة، مشيرا إلى أن الموقف السياسى فى مصر يسير فى طريقة الطبيعى ولكن الموقف العسكرى دائما متحرك ويجب أن يكون هناك دفع للجهود السياسية باستمرار، لذلك مصر تطمأن على تمسك الجيش الليبى بمواقعه المحددة ثم يأتى بعد ذلك الموقف السياسى للتحرك من خلال الموقف العسكرى القوى لحفتر ومصر.
وأوضح اللواء محمد رشاد، أن تركيا حالياً من خلال الجهود السياسية أصبحت خارج النطاق تقريبا، لأنه لن يُقبل أن يتواجد على أرض ليبيا قوات أجنبية لذلك أردوغان استشعر أنه شخص غير مرغوب فيه وبدأ فى لملمة الأمور، بعد الجهود السياسية التى اتخذت ضده، متابعاً، الأمر الذى سوف يفتح الطريق أمام المؤسسات الليبية فى قيادة الموقف السياسى والاقتصادى داخلها.
ومن جانبه لفت اللواء يحيى السنجق، الخبير العسكرى، إلى أن الزيارة تُعرب عن إظهار التأييد المصرى للقوات المسلحة الليبية بقيادة خليفة حفتر، وللبرلمان الليبى بقيادة المستشار عقيلة صالح، لافتا إلى أن الزيارة رسالة القيادة المصرية إلى القيادة الليبية الوطنية، فضلاً عن أن القيادة المصرية تُفضل معرفة الموقف على حقيقته فى ليبيا، حيث إن أية أخطار تُهدد ليبيا تُعتبر تهديدا للأمن القومى المصرى لذلك يجب عمل الحسابات اللازمة لذلك.
وأضاف الخبير العسكرى، أن خير من يمثل مصر فى مثل هذه المحادثات هو رئيس المخابرات العامة، لأنه مُطلع على حقيقة الموقف فى ليبيا وبالتالى يُنقله إلى القيادة السياسية، موضحاً، أنه فى الفترة الأخيرة كان هناك أخبار عن زيادة التدخل التركى فى ليبيا وزيادة حجم القوات التركية هناك، عن طريق أسطول جوى يومى ما بين إسطنبول وأنقرة إلى طرابلس ومصراتة، وذلك عن طريق السفن وتحاول تركيا بناء ميناء لقواتها البحرية فى الساحل الليبى.