جريدة الزمان

صحة وطب

أستاذ طب الأطفال يكشف أسباب الكحة لدى الأطفال وكيفية العلاج منها

رباب ربيع -

الكحّة عند الأطفال السعال هى ردة فعل طبيعية تقوم بها الرئة لتنظيف القصبات الهوائية، وهى أيضًا عمل لا إرادى، وفى بعض الأحيان تكون إراديةً مفاجئةً مُتكررةً لتفريغ المجارى التنفسية العلوية، سواء كان من المُخاط أو من أى شىء آخر نتيجة وجود مشاكل مختلفة.

 

كشف الدكتور وائل لطفى، استاذ طب الأطفال بجامعة القاهرة وزميل الكلية الملكية البريطانية لطب الأطفال وصحة الطفل، مجموعة من أسباب الكحة عند الأطفال إذ أنها عديدة: فقد تكون ناتجة عن تهيّج ناتج بسبب الإصابة بميكروب مُعيّن سواء كان فيروسيًا، أو بكتيريًا، أو التهابًا فى الجهاز التنفّسى العلوى أو السفلى، أو بلعه لأى جسم غريب، أو الارتداد المعدى المريئى، أو أى شىء قد يثير حساسية الطفل وعلاج الكحّة يعتمد على تحديد السبب، فمثلًا فى حالات نزلات البرد عند الأطفال الذين تقل أعمارهم عن ست سنوات لا يفضل إعطاؤهم أدوية السعال لأن لهذه الأدوية آثارًا جانبية، لذلك يُفضّل استخدام طرق وقائية يمكن من خلالها مكافحة نزلات البرد التى تصيبهم، والراحة فى السرير، لذلك تعتبر الوقاية خير من العلاج.

 

وأضاف لطفى أن هناك وصفات يمكن أن تقى الطفل من نزلات البرد وأهمها: للأطفال الذين تزيد أعمارهم عن ستة أشهر يجب الإكثار من تناول السوائل إلى جانب الرّضاعة، سواء الطبيعية أو بالحليب الاصطناعى، على عكس المعتقدات الخاطئة التى تقول إنّ الحليب يزيد من تكوّن المُخاط .

 

وعن أدوية السعال أكد أنها تختلف حسب نوع الكحة: جافة أو رطبة، وتختلف كميّة الدواء حسب عمر الطفل ووزنه مُكمّلات الزنك فيتامين سى إذا كان السبب نتيجة لالتهاب رئوى بكتيرى يلجأ الطبيب لاستخدام المضاد الحيوى، ويجب ألا يُعطى الطفل مضادًّا حيويًّا دون مراجعة الطبيب؛ لأنّه قد يكون السبب فيروسيًا وليس بكتيريًا.

 

وهناك أعراض مصاحبة للكحة مثل الحرارة والألم، فيجب إعطاء الطفل خافض حرارةٍ، ومُسكّنًا للألم المناسب لسنّه ووزنه " infant paracetamol " لتساعد التبخير فى التقليل من الكحة.

 

وإذا كان عمر الطفل أكثر من سنة فيمكن الاعتماد على المشروبات الدافئة، مثل شراب العسل والليمون، ولا ينصح بإعطاء هذه المشربات للأطفال الذين هم أقل من سنة.

وعن أنواع الكحة لفت لطفى إلى أنها 3 أنواع :

 

الجافة: هى سعال لا ناشف لا يصاحبه بلغم، وعادة ما يكون مؤلمًا وجارحًا للحلق.

الرطبة: هى سعال يصاحبه بلغم ناتج عن زيادة الإفرازات المخاطية فى الرئة بسبب الالتهاب .

الصفيريّة: وهى سعال يصاحبه صرت الصفير، وينتج عن تضيّق فى القصبات الهوائية بسبب الإصابة ببعض الأمراض، منها الالتهاب الرئوى والربو.

وبشكل عام تكون الحكّة عادة مرافقة لمخاط، لكن معظم الأطفال تحت سنّ الثامنة لا يستطيعون إخراج هذا المخاط فيقومون ببلعه وقد يلجؤون إلى الاستفراغ للتخلّص من هذا المخاط.

وتُصنّف الكحة حسب مدة الإصابة بها أيضًا، فإذا استمرت مدة تقل عن ثلاثة أسابيع تُعتبر حادة، وإذا استمرت هذه الكحة لأكثر من ثمانية أسابيع تُعتبر مزمنة، وعند الطفل السليم ممكن أن تكون الكحة طبيعية إذا لم تتجاوز عشر مرّات يوميًا، مع التأكد من خلو الطفل من أى مرض.

ومن الأمراض التى قد تتسبّب فى الكحة ما يأتى: انزلاق السوائل الأنفية من الأنف إلى الحلق، وقد تُسبّب شعورًا فى الاستفراغ.

الربو أو الحساسية من أى مواد مُهيّجة، أو بعض أنواع الحيوانات، والطيور، والأزهار، وتلوّث الهواء، والتدخين، والتهاب القصبات الهوائية.

الارتداد المريئى؛ فرجوع الطعام عن طريق المرىء إلى الحلق، قد يُسبّب تهيّجًا لمنطقة الحلق، ممّا يؤدى إلى السّعال اللا إرادى.

بعض الأسباب النفسية التى تُسبّب السعال والتليّف الكيسى "cystic fibrosis" الأورام الرئوية.

 

وبعض الأطفال تصبح لديهم كالعادة، وخاصة بعد الإصابة بمرض مضاعفات الكحّة إذ تؤدّى الكحة فى بعض الأحيان إلى عديد من المضاعفات منها:

الشعور بالإغماء، والصّداع، والدّوخة، والأرق، والاستفراغ، واحمرار العين، والإفتاق، نتيجة لارتفاع الضغط البطنى النّاتج عن شد الجسم فى أثناء السعال، والتبوّل اللا إرادى الناتج عن زيادة الضغط الداخل للجسم.

 

واللجوء إلى الطبيب فى الغالب بمعظم حالات الكحة لا تستدعى الاهتمام لأنّها تزول وحدها، لكن عند حدوث هذه الأعراض يجب مراجعة الطبيب مباشرةً:

إذا كان عمر الطفل أقل من ثلاثة أشهر:

إذا لوحظ أن هذه الكحة تؤثر على تنفّس الطفل فلا يستطيع التنفس بشكل طبيعى مثل السابق، وبدء الكحة بعد بلعه أى شىء سواء جسم غريب أو حتى أكل، ورفض الرضاعة، وتعب وإرهاق بشكل عام .

 

وإذا استمرت الكحة لأكثر من أسبوعين وإذا كانت حرارته أكثر من 38 سيلسيوس، ولم يستجب لخافضات الحرارة خلال ساعتين من إعطائها، وإذا كانت الكحة مصاحبة لبلغم أخضر أو بنى، وازرقاق الشفتين والأطراف، ويعنى ذلك تعرّض الطفل إلى الاختناق، والتقيؤ المستمر، وإذا صاحب الكحة خروج الدم من الفم.

 والأعشاب الطبيّة لعلاج الكحة هناك بعض الطرق الشائعة لعلاج الكحة عند الأطفال، مثل: استخدام خليط العسل والحليب مع إضافة السكر لجعله مرغوبًا لدى الأطفال ، واستخدام مزيج الزنجبيل "علمًا أن للزنجبيل فوائد عظيمة" والحليب والعسل؛ ليصبح مُحبّبًا لدى الأطفال، ويتم تناوله يوميًّا صباحًا ومساءً .

لعلاج الكحة عند الأطفال يمكن شرب اليانسون صباحًا ومساءً؛ لأن اليانسون يساعد على التخلّص من البلغم، وهو ذو مذاق مرغوب، ويُفضّل دهن صدر الطفل بزيت السمسم والقيام بتغطيته حتى يتعرّق، وتناول عصير الجزر، وشرب مغلى الشوفان المُحلّى بالعسل، وفى حالات السّعال البلغمى، أو السعال المتناوب، أو السعال المزمن، يُفضّل استعمال الفستق الحلبى واللوز.

 

فى حالات السعال الجاف يُفضّل استخدام العرقسوس؛ وذلك بغلى جذور العرقسوس بكوبٍ من الماء وشربه ثلاث مرّات يوميًّا.

 

غلى الليمون وتحليته بالسكر أوالعسل، وتناوله صباحًا ومساءً، وغلى أزهار الربيع فى كوبين من الماء مدة عشر دقائق، وشربها صباحًا ومساءً، وغلى نبات ورد الشمس بالماء وتناوله مرة واحدة يوميًّا، وغلى أوراق الجوافة وتناول خلاصته؛ فهى مفيدة فى علاج الكحة، مع ملاحظة، اعتماد العديد من الأشخاص على استخدام أنواع مختلفة من الأعشاب لعلاج الكحة، لكن لا توجد دراسة كافية أثبتت فعالية هذه الأعشاب فى علاج الكحة .