جريدة الزمان

حوادث

النقيب أحمد موسى.. عريس الشهداء فى موقعة الواحات

حامد محمد -

والدة الشهيد: "اتاخد حتة من قلبى ولكنى راضية بقضاء الله"

"وجوه يومئذ مسفرة ضاحكة مستبشرة".. هنيئا لك صحبة النبى عليه أفضل الصلاة والسلام، بتلك الكلمات تحدثت والدة الشهيد النقيب أحمد موسى وخطيبته، والذى التحق بالكلية الحربية عام 2013 وتخرج منها عام 2016 ثم سلاح حرس الحدود لأن ذلك كان حلم حياته واستشهد فجر يوم الثلاثاء 2/6/2020 بعد مداهمه استمرت حوالى ٤ ساعات بمنطقة الواحات.

وقالت لمياء الفقى والدة الشهيد النقيب أحمد موسى: "اتاخد منى حتة من قلبى بس راضية بقضاء الله وقدره وصابرة لحين ألقاه وفخورة به قدام كل الدنيا فخورة أنى أم بطل الواحات النقيب أحمد موسى".

وتستطرد أم الشهيد فتقول؛ كان حلم حياته هو الالتحاق بالكلية الحربية والتحق بها فى عام 2013 وتخرج منها فى 2016، بعد التخرج اختار سلاح حرس حدود لأنه كان يشعر بأنه أقوى سلاح يستطيع أن يفيد وطنه.

وأضافت: "بدأ عمله فى محافظة الإسماعيلية وأثبت كفاءة وشجاعة، وبعدها تم نقله من الإسماعيلية اتصل به أحد قاداته وقال له "لو كان بإيدى أرجع اشتغل معاك واختارك فى الكتيبة تانى عشان نرجع نوفى العهد مع بعض من تانى مكنتش هتردد يا بطل"، وكان الشهيد خدوما وكريما مع أهل الإسماعيلية ومن أحد مواقفه أنه كان عطوفا جدا بأم من أهالى الإسماعيلية وكان يهديها بهدية كل عيد أم كأنه ابن لها وأهداها مصحفا وقال لها "طول ما أنا عايش هدية عيد الأم هتوصلك كل سنة"، بعد أداء خدمته فى الإسماعيلية تم نقله إلى الفرافرة وساعتها شعر أحمد بأنه سينال أمنيته التى كان يسعى إليها وهى الشهادة".

وأشارت أم الشهيد إلى أن الكل كان بيشهد له بطيبة قلبه ونقائه، كان دائما مبتسما وبشوش الوجه وفى نفس الوقت معروف وسط قادته وأصحابه بشجاعته واجتهاده فى عمله فالجميع شهدوا له بأنه بطل بمعنى الكلمة.

وتكمل أم الشهيد حديثها: "أحمد فى إحدى المرات حينما أراد أن يعبر عن أمنيته للشهادة حينما قلت له "بعد الشر مش عايزين نتحرم منك" كان رده "إن ده عمره ما كان شر وإنه هيدخلنا معه الجنة"، أحمد كانت أمنيته الأولى هى الموت فى سبيل الله والدفاع عن وطنه".

واختتمت أم الشهيد حديثها فقالت، أبلغنى بخبر استشهاد أحمد عمه عميد أركان حرب أحمد موسى، وأشارت بأن الشهيد قبل خروجه لآخر مأمورية كان فى حالة حزن شديدة بسبب استشهاد جندى كان معه ورأيته يقرأ القرآن كثيرا ويدعى له طوال اليوم وفى فجر اليوم التالى جاءنى خبر استشهاده فى إحدى مداهمات الجيش بالواحات، وآخر ما كتبه أحمد على حسابه كانت عبارة "يا رب اكتب لى الشهادة" وقد نال ما تمنى.

من جانبها قالت سلمى عبدالرحمن خطيبة الشهيد النقيب أحمد موسى بطل الواحات: "أحمد الولد الأكبر لوالديه وأول فرحتهم كل ألعابه وهو صغير دبابات وعساكر، وكان محبوبا من أصدقائه وجيرانه والكل يشهد له بالاحترام ونقاء قلبه وحنيته، وكان متواضعا مع كل الناس والجنود كانوا يعتبرونه كأخ أكبر لهم، وكان حينما يتصل به أحدهم يفرح ويقول لى "أنا بتبسط أوى لما ألاقى ناس فاكرانى من زمان أوى كدة" وأنا كنت بسمع حبهم واحترامهم له فى التليفون".

وأضافت خطيبته: "أحمد كان الضحكة إلى بتنور حياتنا كنا بنستناه ينزل كل إجازة عشان النور يدخل بيتنا تانى" وكان بارا بأهله جدا، وكان الشهيد يثق فى والده ويأخذ رأيه فى أى حاجة تخصه سواء عملية أو شخصية، كان صاحب إخوته كلهم، وكان له كلمة مشهورة دائما "أنا عمرى ما بخاف بس أترعب لو حد من أهلى حصله حاجة"، والشهيد كان له عادة وهى أنه كل عيد أم كان يعطى لكل أم من الجيران هدية، فالجميع كانوا يعاملونه كابن لهم، وأتذكر يوم خطوبتنا كان يوم عيد بكل ما تحمله الكلمة كان فرحة لنا وللجيران ولأصحابه لا يمكن وصفها".

وأشارت خطيبة الشهيد، إلى أن النقيب أحمد كان كل أمنيته يقابل ربنا وهو يحارب فى سبيله، فى ليلة استشهاده كان يشعر بأنه سينال الشهادة فحدثنا تليفونيا جميعنا فقلت له بأننى خائفة عليه فكان رده "متخافيش أنا هرجع على طول" وفعلا رجع لنا وهو شهيد يوم الثلاثاء 2/6/2020 بعد مداهمة استمرت حوالى ٤ ساعات، تم استقبال البطل فى مشهد مهيب وسط أهله وجيرانه وزملائه وقاداته".