جريدة الزمان

تقارير

مطالب بعودة ”الكتاتيب” داخل المساجد

مصطفى شاهين -

فى ضوء اهتمام الدولة بالنشأ، حرصت وزارة الأوقاف على افتتاح الكتاتيب داخل المساجد منذ فترة بعيدة وذلك لتربية النشأ على تعاليم الدين الإسلامى وتحفيظ القرآن، لكن وبسبب جائحة كورونا تم توقف نشاط الكتاتيب داخل المساجد بما دفع كثيرا من الأطفال للجلوس داخل منازلهم فيما اتجه آخرون لاستمرار نشاط الكتاتيب داخل مراكز خصوصية دون مراعاة لظروف التباعد الاجتماعى، بما يجعل عودتها خلال الفترة المقبلة ضرورة ملحة حماية للنشأ من التورط مع أطفال فى الشوارع فى أعمال منافية للتعاليم الإسلامية.

وفى ضوء ذلك، طالب عدد من الأهالى مديريات الأوقاف بضرورة عودة الكتاتيب، وفى هذا الصدد طالب "محمد حمدان" ولى أمر بضرورة عودة نشاط الكتاتيب بعد أن اجتازت طفلتاه التوأمتان الجزء السابع عشر، قائلاً: بناتى كتب الله لهما أن يكونا من حفظة كتاب الله وقد حرصت منذ سن ست سنوات البدء فى حفظ القرآن وعلى مدار 10 سنوات لم ينقطعا عن الكتاتيب سواء فى المسجد المجاور لى أو مسجد آخر، حسب المكان الذى يحاضر فيه الشيخ الذى تولاهما منذ نعومة أظافرهما.

وأضاف، نتيجة جائحة كورونا تم غلق الكتاتيب وهذا أثر على البنات وربما يفقدنا ما حفظاه وعليه أطالب وزير الأوقاف بعودة الكتاتيب مرة أخرى داخل المساجد أملاً فى خلق جيل واع وفاهم وحريص وغيور على الدين الإسلامى.

وتلتقط "فاطمة شاويش" طرف الحديث، قائلة: أنا ومجموعة كبيرة من الأهالى تضررن ضررا بالغا بسبب غلق الكتاتيب وترتب على عملية الغلق نسيان كثير من الأطفال للسور التى حفظوها فهم مع الشيخ داخل المسجد أكثر حرصًا على الحفظ لكن داخل المنازل لا يقومون بشىء إلا باللعب على الهواتف المحمولة وافتعال المشكلات مع أشقائهم لكن حفظ القرآن يهذب نفوسهم ويؤدبهم ويجعلهم أكثر حرصًا على انتقاء الألفاظ والبعد عن الألفاظ البذيئة.

مطالب برلمانية

من جانبه، طالب النائب عمر وطنى عضو مجلس النواب بعودة الكتاتيب، قائلاً: "المتتبع لمراحل تكوين جيل ناضج فى العالم الإسلامى يدرك تمام الإدراك بأن الكتاتيب تراث تناقلته الأجيال ويجب الحفاظ عليه بصور وأشكال مختلفة عبر مئات السنين، سواء أكان تعليماً عبر الكتاتيب والزوايا القرآنية أو المساجد" .

جدوى الكتاتيب داخل المساجد

من جانبه، يقول الشيخ أحمد على "إمام وخطيب بوزارة الأوقاف": "تنظيم الكتاتيب داخل المساجد يوفر عددا من المزايا دون غيرها من المراكز الخصوصية التى تحصل على مقابل كبير لتحفيظ الأطفال، أولاً أن الطفل يتعود على الذهاب إلى المسجد لأداء الصلاة والحصول على درس القرآن بعدها مباشرة بما يجعل طريق المسجد سهلا وبسيطا ومحببا لدى قلبه ومن ثم تعليمه وتفهيمه منذ الصغر وهى طريقة سهلة للتأثير الإيجابى فى الأطفال، أيضًا من مزايا الكتاتيب توفير بيئة آمنة للطفل أثناء تلقى الدرس، وأخيرًا قد يوفر لوزارة الأوقاف موارد مالية.

وأضاف، الجيل الحالى من الشباب فوق سن العشرين وبسبب تصرفات طائشة يمارسها البعض يمكن أن تحدث كوارث مستقبلية إن لم نهتم بالنشأ ونحفظه القرآن ونجعل من أخلاقهم مثالا يحتذى به وهو أمر سهل ففى القرآن تهذيب للنفس ويجعل اللسان دائمًا عطرا بذكر الله، وأتمنى اهتمام الأهالى بتوجيه أبنائهم نحو هذا العمل الطيب، وهى فترة عصيبة سوف تمر على خير إن شاء الله قريبًا بعد زوال محنة كورونا لتعود الكتاتيب مثلما كانت عليه قبل كورونا.