جريدة الزمان

خارجي

أول ظهور لترامب بعد خروجه من البيت الأبيض

-

يستعد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب لإحياء معاركه السابقة في صلب الحزب الجمهوري ومع خصومه الديمقراطيين كأنه لم يغادر السلطة، فالرجل الذي من المتوقع أن يبدأ حملة انتخابية مبكرة جدّا للانتخابات الرئاسية 2024، يسعى للبقاء في دائرة الضوء لاستقطاب الناخبين وللهيمنة على حزبه والعمل على إقصاء من انتقدوا إصراره على أن الفوز "سرق" منه.

وسيعلن ترامب المعروف بعناده وبنهجه الصدامي طيلة سنوات حكمه الأربع نفسه الشخصية المهيمنة في الحزب الجمهوري الممزق، كما سيهاجم خلفه الرئيس جو بايدن في أول ظهور كبير له منذ مغادرته البيت الأبيض قبل نحو ستة أسابيع.

ووفقا لمقتطفات نشرها فريقه من خطابه المزمع أمام مؤتمر في أورلاندو بولاية فلوريدا يلقيه مساء الأحد حول العمل السياسي للمحافظين، سيقول ترامب "أقف أمامكم اليوم لأعلن أن الرحلة المذهلة التي بدأناها معا منذ أربع سنوات لم تنته بعد".

ويضيف "نجتمع... للحديث عن المستقبل - مستقبل حركتنا ومستقبل حزبنا ومستقبل بلدنا الحبيب".

وسيقول أيضا "الحزب الجمهوري متحد. الانقسام الوحيد هو بين حفنة من المتسللين السياسيين في واشنطن العاصمة والجميع... في كل أنحاء البلاد".

وناقش الرئيس السابق الذي غادر البيت الابيض في 20 يناير ولم يحضر مراسم تنصيب خلفه وتعرض كذلك لمساءلة في الكونغرس لعزله كأول رئيس أميركي خارج الحكم، في أحاديث خاصة عن ترشحه للرئاسة مرة أخرى في عام 2024، وفقا لمستشاريه، لكن مقتطفات الخطاب لم تتضمن أي تلميح لما قد يفعله.

وسيهاجم ترامب خلال خطابه بايدن في محاولة لوضع نفسه في مقدمة المنتقدين للرئيس الجديد في موضوعات منها الهجرة والأمن على طول الحدود الأميركية مع المكسيك والتباطؤ في إعادة فتح المدارس المغلقة بسبب الوباء.

وسيقول "كنا نعلم جميعا أن إدارة بايدن ستكون سيئة، لكن لم يتخيل أحد منا أنهم سيكونون بهذا السوء... كان الشهر الأول لجو بايدن الأكثر كارثية لأي رئيس في التاريخ الحديث".

وأعلن البيت الأبيض أنه يعتزم تجاهل خطاب ترامب. وكان بايدن قد اكد في مقابلة تلفزيونية سابقة أنه يركز على برنامجه وخططه ولا يريد أن يسمع اي شيء عن ترامب متحدثا عنه بالقول "هذا الرجل" في عبارة تجاهل واضحة.

ويريد الرئيس السابق أن لا يغادر دائرة الأضواء بعد أن توارى لفترة على اثر هزيمته في الانتخابات الرئاسية وعلى اثر ضغوط شديدة تعرض لها بسبب اتهامه بالتحريض على العنف والفوضى ما تسبب في اقتحام أنصاره لمبنى الكابيتول (الكونغرس) في السادس من يناير/كانون الثاني خلال جلسة مخصصة لتثبيت فوز بايدن.

ومن المتوقع أن يكون ترامب أكثر عدوانية وأكثر تجييشا لأنصاره وغالبيتهم من اليمين المتطرف وبعضهم خطط خلال اقتحام الكونغرس لاختطاف نواب أو حتى لتنفيذ اغتيالات وفق ما سبق أن ورد في تحقيقات أمنية.

وسيشكل ظهور ترامب على خلاف رؤساء أميركيين سابقين انسحبوا من الحياة السياسية وانصرفوا لممارسة أنشطة أخرى كالمحاضرات مثل بيل كلينتون أو أنشطة تجارية أو ثقافية، الاستثناء بالعودة بقوة للساحة السياسية.

وقد يتسبب في تأجيج الانقسامات خاصة وأنه يعتزم إعادة الادعاء بأنه لم يهزم وسيركز على انتقاد بايدن فيما لم يمض على حكمه شهرين.

وعادة يقع تقييم أداء الرئيس وإدارته بعد 100 يوم في الحكم، في الوقت الذي بدأ فيه الرئيس الديمقراطي مهامه مثقلا بتركة من المشاكل من مخلفات سلفه ومعظمها تتعلق بالسياسات الخارجية.