جريدة الزمان

حوادث

حكاية البطل المقاتل أحمد الجعفرى

حامد محمد -

زوجة الشهيد: فخورة ببطولته.. والإرهابيون أعلنوا جائزة 5 ملايين دولار لقتله

"لا يوجد جندى أو ضابط عمل معه فى سيناء إلا وهو يحمل له كل حب وتقدير وذلك نظرا لمواقفه ومعاملته وأخلاقه وشهامته، وقد تجسد ذلك الحب فى الجنازة الشعبية المهيبة التى شارك فيها الآلاف من أبناء الوطن لتشييعه إلى مثواه الأخير، بعد صلاة الجمعة، بقريته بمركز السنطة محافظة الغربية".. إنه الشهيد العميد البطل المقاتل أحمد عبدالخالق الجعفرى، قائد قطاع جبل الحلال، الملقب بـ"ثعلب سيناء وصائد الإرهابيين، والبعبع" كما أطلق عليه زملاؤه والإرهابيين على حد سواء.

وقد استشهد العقيد أحمد عبدالخالق الجعفرى يوم الأربعاء 6 سبتمبر 2018، أثناء مداهمة جبل الحلال بسيناء، إثر انفجار عبوة ناسفة زرعها إرهابيون، أدت إلى استشهاده فى الحال، وللشهيد 3 أبناء الكبرى "فداء" ابنته صاحبة الـ14 عاما، والتى اختار اسمها لحبه للفداء والتضحية فى سبيل الوطن، وريناد وشهاب.

وقالت زوجة الشهيد نشوى مصطفى محمد: "بكل فخر أنا زوجة العميد الشهيد البطل أحمد عبدالخالق الجعفرى، والذى التحق بالكلية الحربية عام 1993 وتخرج فى يوليو عام 1996 من قوة الدفعة 90 حربية والتحق بسلاح المظلات، وأنهى فرقة القفز الحر عام 1998، وحصل على بطولة القوات المسلحة مركز أول فى مسابقات الملاحة البرية، وكرم من الوزير، وترقى فى المناصب بالمظلات حتى تم تكريمه لتفوقه وعمله والتحق بكليه القاده والأركان وأنهى ماجيستير العلوم العسكرية عام 2012 بتقدير جيد جدا والتحق بسلاح المشاة".

وتابعت: "عمل رئيس عمليات كتيبة بالفرقة الرابعة ثم قائد كتيبة وانتقل بكتيبته إلى منطقة جبل الحلال فى سيناء الوسطى، وكان مشهورا دائما بأنه عندما يتحدث إلى الضباط والعساكر قائلا له يا "ولدى".

وأضافت: "خلال فترة خدمته فى سيناء، كان اسم الشهيد البطل العميد أحمد الجعفرى يقع بمثابة الصاعقة على قلوب وآذان العناصر الإرهابية، ويثير الرعب بين كل من يفكر فى الاقتراب من منطقة خدمته، حتى رصدت تلك الجماعات الإرهابية مبلغ 5 ملايين جنيه لمن يأتى برأسه حيا أو ميتا، وكان الشهيد له قدرة على حفظ خريطة سيناء بجبلها ومدقاتها عن ظهر قلب ومكان هؤلاء الإرهابيين فى جبل الحلال وأماكن كهوفهم وكان يتقدم رجاله وقوة كتيبته دائمآ بالسير بين المدقات والهجوم على مخابئهم، وتخليدا للبطولات العظيمة التى قدمها الشهيد العميد أحمد الجعفرى قام وكيل وزارة التربية والتعليم بمحافظة الغربية ورئيس مركز ومدينة السنطة، بتغيير اسم مدرسة سحيم للتعليم الأساسى، إلى مدرسة العميد أركان حرب أحمد عبدالخالق الجعفرى".

وأشارت زوجة الشهيد إلى أنه تم إطلاق عدة ألقاب على الشهيد منها "صائد التكفيريين والبعبع وثعلب سيناء" وذلك لأنه كان يقوم بعمل خدعة وهى "أن ينزل مع الجنود والعساكر ويعلم الجميع بنزوله إجازه ويركب بالفعل معهم الأتوبيس الميرى وعند نفق الشهيد أحمد حمدى ينزل متخفيا وتكون إحدى السيارات فى انتظاره ليعود إلى سيناء بعد أن يطمئن الجميع من التكفيريين بنزوله، ويقوم بمفاجأة فى الليل بمطاردتهم ومداهمة أوكارهم بجبل الحلال حيث يشل حركتهم ويوقف تفكيرهم، وهم يرتبون لوضع قنابل ودفن عبوات".

وروت أرملة الشهيد تفاصيل آخر مكالمة دارت بينهم قبل استشهاده فقالت: "قبل استشهاده بليلة قام بمفرده وقد نزل جنوده إجازات ورتب لهم مع قادتهم لالحاقهم بفرق بالقاهرة وهذا كلام مؤكد من ضباط خدموا معه بالفعل وبقربه؛ فكك سبع عبوات ناسفة وقام بالاتصال بى ليفرج عنى ما ألمنى من حزن وقلق وخوف عليه بأنه نجح وفدى الكثيرين من هذه العبوات".

واستكملت: "بعد أن دخل مبيته وقد قام بمكالمته الأخيرة لنا بعد أن أصاب ابنتى فداء حالة توتر غير عادية بأن تقوم بالاتصال به بشكل غير طبيعى وكل مرة تتصل لم يرد إلى أن قام بالرد وقال لى (فداء اللى بتتصل؟؟!) قلت له عرفت ازاي؟ قالى: انتِ لم "بكنسل" مرة مش بتكرريها وبتعرفى انى مشغول أووى، لكن فداء عاطفتها لى هى عايزة بابا فقط يرد مش بتفكر فى غير كده، وفعلا كلمها وطمنها عليه وكلمنا كلنا حتى إن الابنة الوسطى ريناد قالت له مش وحشتك تسأل عنى دلعها وقال لها حبيبتى يا رنودة أنا أقدر انت قلبى، وكلم شهاب كان عنده 5 سنوات وقتها وهزر معاه".

واختتمت أرملة الشهيد حديثها: "كانت أحلى وآخر مكالمة، واستيقظنا جميعا على خبر استشهاده، وانتهت حياتى الشخصية وراحتى وسعادة عمرى كل هذا دفن معه، رحمة الله عليه وغفر له وأسكنه فسيح جناته وألحقنى به على حسن خاتمة وطاعة".