جريدة الزمان

حوادث

الشهيد أحمد شوشة.. أسد الصحراء مقاتل للنهاية

الشهيد أحمد شوشة
حامد محمد -

والده: ابنى ارتقى شهيدا وهو يقاتل كالصقر الشامخ

على الرغم من صغر سنه إلا أنه كان بطلا وترك أثرا طيبا لدى كل من تعامل معه، إنه الشهيد الملازم أول أحمد شوشة ابن محافظة السويس الباسلة، الذى تخرج من أكاديمية الشرطة دفعة 2016، ونال العديد من الفرق القتالية، حتى أصبح أحد العناصر الشرطية التى تمتلك كفاءة قتالية تؤهله للمشاركة فى أصعب العمليات الأمنية، انضم لقطاع العمليات الخاصة، وعرف معنى التضحية فى سبيل الوطن، ولد الشهيد أحمد حافظ شوشة، فى 9 يناير عام 1995، والتحق بكلية الشرطة فى 21 نوفمبر عام 2012، وتخرج منها فى 19 يوليو عام 2016، التحق بقطاع الأمن المركزى، والعمليات الخاصة، أثبت الشهيد أحمد شوشة، قدرة وكفاءة عالية، خلال التدريبات التى تلقاها، ورغم صغر سنه، تم اختياره فى العديد من العمليات الأمنية الهامة، حيث كان يمتلك من الشجاعة والإقدام ما يؤهله لذلك.. "الزمان" التقت والده ليروى بعض الجوانب البطولية والإنسانية فى حياة الشهيد البطل.

أكد حافظ شوشة، والد الشهيد أحمد شوشة أن الشهيد كان سابق أبناء جيله، وكان حنونا وطيبا، وكان متميزا فى الرماية وركوب الخيل وكان من أوائل دفعته، وتم اختياره لينضم لقطاع الأمن المركزى والعمليات الخاصة تحديدا، والتحق بقطاع الأبطال، وحصل على العديد من الفرق منها فرقة المهام الخاصة.

وأضاف والد الشهيد، أن الشهيد رغم صغر سنه إلا أنه كان يعمل لآخرته وكان "فاتح بيوت كتير"، حيث اعتاد التبرع بنصف راتبه للفقراء، وقبل الخروج للمشاركة فى مأمورية الواحات، اتصل على والده وطلب منه الدعاء، وقال والده: "طلب الشهادة فنالها"، حتى إن أصدقاءه لم يعرفوا أنه ضابط شرطة من شدة تواضعه وعدم إظهاره لسلاحه الميرى، وقد تم تكريم اسم الشهيد من الرئيس عبدالفتاح السيسى فى 25 يناير 2018، وأضاف والد الشهيد أنه قال للرئيس خلال احتفالية تكريم اسم ابنه البطل "ياريس لو عندى 10 أولاد أنا أضحى بيهم عشان مصر، ولولا الشهداء كانت مصر ضاعت".

واستكمل والد الشهيد حديثه فقال قبل موقعة الواحات الدامية، تم اختيار الملازم أول أحمد شوشة للمشاركة فى محاصرة خلية إرهابية بصحراء الواحات بالجيزة، تعد من أخطر الخلايا التى تسعى لتنفيذ عمليات تخريبية، وفى الموعد المحدد انطلقت مدرعات الشرطة يستقل إحداها شوشة وبصحبته عدد من الجنود، وفى منطقة الكيلو 135 بطريق الواحات، وداخل الصحراء بعمق يصل إلى 35 كيلو، بدأت القوة الأمنية فى مواجهة دامية مع عناصر الخلية الإرهابية، مما أسفر عن استشهاد وإصابة عدد من رجال الشرطة، حاول زعيم الخلية استغلال الوضع، وبدأ فى حثهم على عدم قتالهم، إلا أن الشجاعة ظهرت فى الموقف العصيب، عندما قاطعه أصغر الضباط المشاركين فى المأمورية الأمنية بشجاعة، وهو الملازم أول أحمد شوشة، وطلب منه التوقف عن مخاطبتهم، مما دفع أحد الإرهابيين لقتله، وقبل إطلاق الرصاص عليه قال له "انت بتقاتل لآخر لحظة فى عمرك انت إيه"، فعلا هو مقاتل لآخر نفس.

وفى 20 أكتوبر عام 2017، استشهد 14 من ضباط وأفراد الشرطة البواسل، بينهم الشهيد البطل أحمد حافظ شوشة، بعد معركة مسلحة مع مجموعة من العناصر الإرهابية، بالكيلو 35 بمنطقة الواحات البحرية، بنطاق مديرية أمن الجيزة، وتم تنفيذ حكم الإعدام فى الإرهابى عبدالرحيم محمد المسمارى فى القضية، يوم السبت الموافق 27 يونيو 2020، وهو المتهم الرئيسى فى القضية المعروفة إعلاميا بـ"حادث الواحات"، النقيب أحمد شوشة وقف كالصقر الجارح يطلق الرصاص من سلاحه تجاه أعداء الوطن دون خوف حتى نفدت ذخيرته ونال الشهادة التى طالما سعى لها، مات وهو واقف وشامخ كالصقر لم يخاف من الإرهابيين بل كان يقاتل بشراسة كالأسد كما لقبوه زملاؤه "أسد الصحراء"، وشيع الآلاف من أهالى السويس، جنازة البطل الشهيد من مسجد سيدى عبدالله الغريب.