جريدة الزمان

وا إسلاماه

في 6 سنوات.. تعرف على جهود مرصد الأزهر في دعم القضية الفلسطينية وكشف انتهاكات الاحتلال

مرصد الأزهر
هبة يحيى -

منذ وقوع الأراضي الفلسطينيَّة تحت وطأة الاحتلال الصهيونيّ الغاشم، وقضية القدس ‏ومقدساتها، ‏وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك، على رأس أولويات الأزهر وقضيته الأولى كما هي قضية ‏العرب والمسلمين الأولى، دائمًا في قلب الأزهر الشَّريف ووجدانه، ‏مهمومٌ بها، وساعٍ بجِدٍ إلى دعم ‏ومساندة الشعب الفلسطيني المظلوم، وإرجاع الحقّ المسلوب إلى أهله‎.‎

ودور الأزهر الشريف في نُصرة القضية الفلسطينية دائم متجدد منذ بدايتها؛ فلم يترك الأزهر في ‏هذه القضية دربًا إلا سلكه سعيًا منه إلى دعم ومناصرة الشعب الفلسطيني في تحرير أراضيه ‏المحتلة ومقدساته الإسلامية والمسيحية، ووقف آلة القتل وإراقة الدماء من جانب الاحتلال ‏الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني صاحب الأرض والمكان، وتحقيق العدالة ‏بإقامة دولة فلسطين ‏كما كانت وعاصمتها القدس الشريف.‏

وعلى مدار عقود ممتدة، تضافرت ‏جهود جميع الهيئات التابعة لمؤسسة الأزهر الشريف في العمل ‏على يقظة الوعي بالقضية ‏الفلسطينية وأبعادها لدى النشء والأجيال المقبلة. ‏وقد عبَّرت عن تلك ‏الجهود كلمة فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور/ أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشَّريف، خلال ‏‏مؤتمر الأزهر الدوليّ لنُصرة القُدس عام 2018م، حين قال: ‏ ‏«مُنْذُ أبريل عام 1948م من القرن الماضي والأزهر الشَّريف يَعْقِدُ المؤتمراتِ تِلْوَ ‏المؤتمرات عن ‏فلسطين وعن المسجِد الأقصى والمقدَّسات المسيحيَّة في القُدْس، وقد ‏تتابعت هذه المؤتمرات حتَّى ‏بلغت أحد عشر مؤتمرًا ما بين 1948م و1988م، وحضرها ‏أساطين العلماء والمفكِّرين المسلمين ‏والمسيحيِّين من أفريقيا وآسيا وأوروبا، وقُدِّمت ‏فيها أبحاثٌ غاية في الدِّقَّة والعُمق والاستقصاء، ‏وبنَفَسِ المهمُوم الذي لَمْ يَتبقَّ له إلَّا ‏نفثاتٌ تُشْبِه نفثات المصدُور الذي فقد الدَّواء واسْتعصَى عليه ‏الدَّاء».‏

وانطلاقًا من كون مرصد الأزهر لمكافحة التطرف «عين الأزهر الناظرة إلى العالم»، فقد تحمّل ‏‏مسئولية إعادة التوعية بالقضية الفلسطينية، والسعي الجادّ إلى الوصول بأبعاد القضية وملفاتها ‏‏الشائكة إلى أكبر عددٍ ممكن من قطاع الشباب، سواء عبر تنوع المحتوى وأسلوبه أو عبر اتّباع ‏‏الوسائل الرقمية الحديثة، واستثمار منصات التواصل الاجتماعي لتكون منارةً لنشر تفكيرٍ عربيٍ ‏‏وإسلاميٍ جديدٍ يتمحور حول عروبة القدس، وحرمة المقدسات الإسلامية والمسيحية، وتبعيتها ‏‏لأصحابها، وقد تمثّل هذا عبر عدة محاور من عمل المرصد.‏ محاور عمل المرصد يتابع مرصد الأزهر المستجدات على الساحة الفلسطينية كافة على مدار الساعة، بدايةً من ‏‏الاعتداءات الصهيونية على المقدسات الإسلامية والمسيحية، ومحاولة تثبيت سياسة الأمر الواقع ‏‏فيما يتعلق بتمكين المحتلين من اقتحامات ساحات الأقصى والحرم الإبراهيمي الشريف، ‏وسُبل ‏التهويد التي ينتهجها الاحتلال الصهيوني لفرض الطابع اليهودي على مدينة القدس المحتلة.

‏وكذلك ‏الاستيطان الذي يهدف بخبث تدريجيًّا إلى استحالة قيام دولة فلسطينية مستقلة، ودور ‏الجماعات ‏الصهيونية في التخريب والتطهير العرقي للفلسطينيين، وتزوير الروايات التاريخية ‏لصالح الصهاينة ‏ومحاولات تغييب العقول وغسل الأدمغة وسبل التصدي لها. وذلك على عدة محاور أبرزها: ‏ ‏1-‏ الاعتداءات الصهيونية على المقدسات يضع فريق عمل المرصد محور المقدسات الإسلامية والمسيحية بدولة فلسطين المحتلة على رأس ‏‏محاور أعماله فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، ويأتي في مقدمة هذه المقدسات المسجد الأقصى ‏‏المبارك، أولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى نبينا محمد ﷺ، فيتابع على مدار ‏الساعة كل ما ‏يتعلق بالاعتداءات الصهيونية على ساحاته المباركة أو على المُصلين والمرابطين ‏بداخله.‏ ويُعد المرصد تقريرًا أسبوعيًّا مُفصلًا عن أعداد المقتحمين لساحة الأقصى المبارك، مع إبراز أسباب ‏‏هذه الاقتحامات وتداعياتها وردود الفعل الفلسطينية والعالمية تجاهها، وتحريض منظمات ‏الهيكل ‏‏«المزعوم» والجماعات الصهيونية المتطرفة –المدعومة من سلطات الاحتلال- لمزيد من ‏التدنيس ‏لساحات الأقصى، وتسليط الضوء على الدور الفاعل لجهاز الشرطة الصهيوني في ‏تمكين المحتلين ‏من تنفيذ الاقتحامات، مع فرض مزيدٍ من القيود على رواد المسجد الأقصى ‏والتنكيل بالمرابطين ‏بداخله من اعتقال وأوامر إبعاد واعتداءات متعددة.‏

ويتوج المرصد نتاج عمله الشهري بإصدار تقرير شهري دوري على صفحاته المتعددة على منصات ‏‏التواصل يتناول بتفصيلٍ أكبر كل ما يتعلق بالاعتداء على المسجد الأقصى وساحاته ورواده ‏‏والمرابطين بداخله، ثم تقرير سنوي يناقش حصاد العام مقارنة بالأعوام السابقة، وسبل التصدي ‏‏للإرهاب الصهيوني.‏

ولا يكتفي المرصد بمكافحة التطرف بحق المقدسات الإسلامية الفلسطينية فقط، بل يضع نصب ‏‏عينيه كل ما يتعلق بالمقدسات المسيحية الفلسطينية كذلك، وقد نشر المرصد عددًا من الإدانات ‏‏التي تزامنت مع اعتداءاتٍ على مقدسات مسيحية؛ إذ لا يُفرق الإرهاب الصهيوني بين مسلم ‏‏ومسيحي طالما كانت الراية فلسطينية وألوان العلم: أسود، وأبيض، وأخضر، فوقها مثلث أحمر.‏ ‏2-‏ محاولات تهويد مدينة القدس العربية يُعد من أكثر المحاور التي يتابعها مرصد الأزهر أهمية؛ إذ الكيان الصهيوني يعمل في سياسات ‏‏متوازية وبشكل سريع لتهويد مدينة القدس، ومَحو ما يُمكن من آثار إسلامية ومسيحية، وصبغ ‏‏الكثير منها بالصبغة اليهودية، وتسريع وتيرة إقامة المشاريع التي تغيّر ملامح المدينة المقدسة، من ‏‏مشاريع احتلالية وطرق جديدة ومرافق وخدمات تخدم هذه المشاريع في محاولات بائسة لتغيير معالم ‏مدينة عربية معروفة بعروبتها وطابعها الفريد على مر العصور.‏ ‏3-‏ النشاط الاحتلالي والإبادة الجغرافية للفلسطينيين ينهش النشاط الاحتلال.