جريدة الزمان

وا إسلاماه

عبد الفتاح العواري: الإسلام أول من وضع أسس وقواعد التعامل بين البشر

-

ألقى خطبة الجمعة بالجامع الأزهر أ.د/عبد الفتاح العواري، عميد كلية أصول الدين بالقاهرة، والتي دار موضوعها حول "الدستور الإسلامي.. وأسس التعامل بين بني البشر".

قال الدكتور عبد الفتاح العواري: إن الإسلام أول من وضع أسس وقواعد التعامل بين بني البشر، موضحًا أنه رسخ لمبدأ واحد للتفاضل بينهم وهو التقوى "لا فضلَ لعربيٍّ على عجميٍّ ، ولا لعجميٍّ على عربيٍّ ، ولا لأبيضَ على أسودَ ، ولا لأسودَ على أبيضَ إلَّا بالتَّقوَى"، أما ما عدا هذا الميزان فلا ينظر إليه في التفاضل عند الله سبحانه وتعالى، وهو نهي صريح عن التباهي أو التعاظم بالفوارق الأخرى بين بني البشر، لأنه لا ميزان للأفضلية عند الله سوى التقوى " إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ".

وأوضح خطيب الجامع الأزهر أن علاقة الإنسان بأخيه الإنسان من أسمى ما أرست له الإسلام، فهي علاقة مبنية على التعارف والتقارب، كما جاء في النداء الذي وجهه النبي ﷺ" يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم"، موضحًا أن الله هو الذي نظم العلاقة بين البشر تنظيمًا دقيقًا شاملًا، فدعا إلى العدل والتراحم بين البشر، وأمرهم بعدم التعالي أو التجبر بسبب فوارق أخرى قد يتميز بها الإنسان عن أخيه الإنسان، لكنها ليست سببًا في أفضلية أحدهم على الآخر.

وأضاف الدكتور العواري أن نعرات التفاخر والتمايز هي دعوات أعداء الإسلام وأعداء الأوطان، لأنها تقضي على الألفة والوئام بين الأفراد والمجتمعات، وتهدد التماسك المجتمعي الذي يحافظ على استقرار الأوطان وتقدمه، وهو ما يمكن أن نصفهم أنهم أعداء الإنسانية كلها، لأنهم يحاولوا أن يحدثوا انقسام ويضعوا فواصل بين البشر، ولا سبيل للتصدي لهم إلا بالرجوع للميزان الرباني في التفاضل بين البشر وهو التقوى.

واختتم خطيب الجامع الأزهر، أن تقدم المجتمعات ورقيها مرهون بالتعاون والتألف وتبادل المنفعة دون النظر إلى فوارق دينية أو مجتمعية، وهو ما أمرنا به الدين الإسلامي الحنيف الذي وضع الأسس والمثل العليا للمجتمع الإنساني الذي يقوم على التواد والتراحم والتعاون.