جريدة الزمان

خارجي

اللقاحات والدبلوماسية.. «دي مايو» يؤكد الحضور الإيطالي في ليبيا

سارة حجار -

قال المحلل السياسي الإيطالي دانييلي روفينيتي إن الهدف من زيارة وزير الخارجية الإيطالي إلى ليبيا هو مواصلة الحوار مع المحاورين المحليين الرئيسيين، وهو ما يتضح من المعنى الجغرافي للقاءات ما بين طرابلس وبرقة وهي مراكز قوة في ليبيا حيث تواصل إيطاليا والمجتمع الدولي في مرافقتها عبر عملية الاستقرار والانتقال المؤسسي تحت رعاية أممية، وفقاً لموقع "ديكود 39" التابع لمجلة "فورميكي" الإيطالية.

وأكد روفينيتي أن إيطاليا موجودة أو تحديداً تواصل لأن تكون موجودة كمحاور موثوق وحاضر في المنطقة، حيث التقى دي مايو اليوم برفقة السفير الإيطالي جوزيبي بوتشينو بالقنصل كارلو باتوري الذي يقود البعثة الدبلوماسية، حيث أعادت روما فتح القنصلية العامة في بنغازي.

وذكر أن الحكومة الإيطالية دعمت دائما العملية الجارية بتصميم، وهي شريك الليبيين، كما أظهر الاجتماع الأخير الذي استضافته روما بهدف تسوية العقدة الانتخابية.

وشدد على ضرورة احترام المسار الذي قررته الأمم المتحدة نحو التصويت في انتخابات 24 ديسمبر، وأن يتم احترامه بطريقة شاملة قدر الإمكان بغرض تجنب أن يحمل التصويت معه كنتيجة خطر عدم الاعتراف ببعض المخاطر المحتملة لإثارة توترات جديدة.

ومن هذا المنطلق فإن من الأساسي ما تعرّفه وزارة الخارجية الإيطالية بأنه "الالتزام المتجدد لكل الأطراف الليبية" لتعزيز التقدم الملموس نحو الأهداف الرئيسية (إجراء الانتخابات وفقًا للمواعيد المحددة وتنفيذ وقف إطلاق النار واعتماد الميزانية الموحدة والمصالحة الوطنية).

وأشار الخبير الإيطالي إلى أنه بالنسبة لروما يعد الاحترام المنظم للخطوات المختلفة لعملية الاستقرار هذه هو عنصر من المصلحة الوطنية حيث يندرج الوضع الليبي في مسرح جيوسياسي يشهد من تونس إلى لبنان وعبر منطقة الساحل تكرار ظروف معقدة ومقلقة.

وهذه هي المرة الخامسة منذ بداية العام التي يزور فيها دي مايو بشكل شخصي ليبيا، فضلاً عن زيارات رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي ووزيرة الداخلية الإيطالية لوتشانا لامورجيزي ووزير الدفاع الإيطالي لورينزو جويريني، ما يؤكد على إصرار روما على الالتزام لصالح الاستقرار في ليبيا حيث شهد مؤخرًا خطوة مهمة مع إعادة فتح الطريق الساحلي بين سرت ومصراتة.

وشكل إعادة إطلاق التعاون الاقتصادي بين البلدين جزء من المحادثات التي جرت خلال اللقاء مع مختلف القطاعات (البنية التحتية والطاقة والنقل) المهتمة بالشراكة الثنائية في ضوء النتائج الإيجابية لمنتدى الأعمال الذي استضافه الخارجية الإيطالية في 31 مايو بحضور رئيس الحكومة الليبية عبد الحميد الدبيبة.

وتبرع دي مايو بنحو 240 ألف جرعة من لقاح فيروس كورونا ما يضاف لمليون ونصف جرعة أرسلت إلى تونس، ما يؤكد أن روما بدأت في نشر دبلوماسيتها بشأن التطعيم التي لا تركز على مصالحها الخاصة بقدر مصالح شعوب البلاد التي تتحاور معها دائماً والمشتركة معها في المنطقة الجغرافية.

https://formiche.net/2021/08/di-maio-italia-libia/