جريدة الزمان

فن

مشاركين من الأعلى للثقافة: مصر والهند حضارتان أصيلتان على نهرى النيل والسند

بسمة عبد الحكيم -

تحت رعاية وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبد الدايم، عقد المجلس الأعلى للثقافة بأمانة الدكتور هشام عزمي، أمسية بعنوان: "مصر والهند"، بالتعاون مع قطاع العلاقات الثقافية الخارجية برئاسة الكاتب صبرى سعيد، حيث تندرج هذه الفاعلية ضمن إطار سلسلة أمسيات: "علاقات ثقافية"، وقد جاءت احتفاءً بالعلاقات الثقافية والتاريخية الرابطة بين مصر والهند، وبالتزامن مع مرور خمسة وسبعين عامًا على استقلال الهند عن الاستعمار البريطاني.

أكد الكاتب صبرى سعيد، عمق العلاقات المصرية الهندية ومتانتها، واستشهد بالصداقة التى ربطت بين الشاعرين الكبيرين أحمد بك شوقى أمير الشعراء، والشاعر الهندى الكبير طاغور، المتوج بجائزة نوبل بالقرن الماضى عام 1913م، وتابع مؤكدًا التشابه الكبير بين الحضارتين المصرية والهندية، فكلتاهما قامت على ضفاف نهرين عظيمين، وهما نهر النيل، ونهر السند. وحول ماهية الثقافة الهندية، تحدث السفير الهندى أجييت جوبيتيه، إن الثقافة الهندية تضم مجموعة من الأفكار والمعتقدات والتقاليد والممارسات النابضة بالحياة التى تطورت على مدى آلاف السنين، بداية من المستوطنات الحضرية الأولى لحضارة وادى السند فى الجزء الشمالى الغربى من الهند وحتى العصر الحديث، فكان تطور الثقافة الهندية من خلال استيعاب وتبنى الأفكار والمعتقدات القادمة من الخارج والناشئة داخل حدودها، وفى خلال تلك الرحلة، تبنت الثقافة الهندية الأفكار عبر التاريخ فى العصر (الفيدي)، وفترة (أشوكان)، وعصر (جوبتا)، وفترة الحكم الإسلامى فى شمال الهند.

وتابع السفير الهندى، بالطبع الأفكار التى ظهرت فى العصر الحديث توضح لنا أن الثقافة الهندية المتطورة تتضمن عناصر أيديولوجية مهمة مثل مفهوم (Ahimsa)الذى يشير إلى اللاعنف، وأن العالم عبارة عن عائلة واحدة"، مستشهدًا بمقولة المهاتما غاندى: "اللاعنف هو أعظم قوة تحت تصرف البشرية". وأوضح أن رسالة السلام واللاعنف والحقيقة والإنسانية ذات أهمية دائمة، وتحظى باحترام عالمى، وقد أثر مفهوم "الأهيمسا" عند غاندى فى قادة حركات الحقوق المدنية فى العصر الحديث، مثل مارتن لوثر كينج جونيور ونيلسون مانديلا وآخرين، وإذا انتقلنا إلى العلاقات الثقافية الهندية المصرية، نتبين نشأتها منذ آلاف السنين، فقد تم العثور على قطعٍ أثرية مصرية فى "لوثال"، وفى حضارة وادى "إندوس ساراسواتي"، وهناك سجلات للتبادل الثقافى بين الهند ومصر على مراسيم "أشوكا" الحجرية، وخلال فترة العباسيين والفاطميين تبادلت الهند ومصر المعارف والخبرات، وأثرتا التراث العلمى العالمى، وحديثًا فقد برز المهرجان الثقافى السنوي : (الهند على ضفاف النيل) كأكبر مهرجان أجنبى فى مصر، ولسوء الحظ كما تعلمون جميعًا، لم يتم تنظيم المهرجان خلال العامين الماضيين بسبب جائحة كورونا.

" فيما أكد السفير المصرى الأسبق لدى الهند محمد حجازي، أن الهند لها أهمية عالمية خاصة، فهى تمثل نافذة للإنسانية بشكل عام، والثقافة والمعرفة والعلوم المعلوماتية بشكل خاص، لما يميزها من تنوع ثقافى متعدد الجذور شكل حضارتها التاريخية الممتدة عبر العصور، وأشاد باهتمام الثقافة الهندية بقيمة الإنسان وإعلائها فوق سائر القيم الأخرى،. وطالب السفير محمد حجازى، أن تحذو الهند حذو مثيلاتها من الدول الصديقة المتقدمة التى افتتحت جامعاتها فى مصر، مؤكدًا أنه حان الوقت لتأسيس الجامعة الهندية فى مصر، على غرار الجامعة اليابانية أو الصينية، ولا شك أن السفير الهندى بالقاهرة سيدعم هذه الفكرة ويقدم سبل التعاون كافة، نحو نقل تجربة بلاده العلمية الناجحة فى مختلف المجالات الفنية مثل صناعة السينما والموسيقى.

كما شارك بالأمسية كل من السفيرة الدكتورة هبة المراسي، سفيرة مصر الحالية فى الهند (عبر الفيديو)، والدكتور أحمد القاضي، أستاذ اللغة الأردية بجامعة الأزهر، والمستشار الثقافى المصرى السابق بالهند، والدكتور شريف الجيار، أستاذ النقد الأدبى والأدب المقارن بكلية الآداب جامعة بنى سويف، وقد افتتحت الأمسية بعرض لفيلم تسجيلى قصير، يدور حول أبرز الملامح الثقافية والشعبية للهند، وشهدت الفعالية استمرار المجلس الأعلى للثقافة فى تطبيق الإجراءات الاحترازية كافة؛ بغرض الوقاية والحد من انتشار فيروس: (كوفيد-19)، كما أقيم عقب ختام الأمسية معرضًا للصور الفوتوغرافية، رصد أبرز مراحل العلاقات المصرية الهندية فى العصر الحديث إبان تأسيس حركة عدم الانحياز، التى تصدَّرها الزعيمان الخالدان ناصر ونهرو مع الزعيم تيتو.