جريدة الزمان

حوادث

خبراء عن ” زواج البارت تايم”: مخالف للدين وللأخلاق ويهدف لهدم المجتمع

حامد محمد -

المستشار وائل نجم المحامي بالنقض، وسكرتير مفوضية الأمم المتحدة بمصر والشرق الأوسط: أفكار فاسدة تهدف لهدم المجتمع وتحرض على الفسق والفجور.

أيمن محفوظ المحامي: دعوات غير شرعية وتعتبر من أبشع الجرائم التي ترتكب في حق المجتمع المصري.

الدكتور ابراهيم حسين الإسنوي مدرس الفقه العام بجامعة الازهر: مخالف للدين ومخالف للأخلاق لأنه يدعو لنشر الرذيلة.

أميرة طنطاوي: هدفها إثارة البلبلة فقط ومزاعم شهرة لصاحب الفكرة.. و انها نظرة حيوانية اكثر من كونها دونية لكل من الرجل قبل المراة.

أعلن احمد مهران المحامي المتخصص في قضايا الأسرة عن مبادرة تسمى "زواج البارت تايم" وذلك من خلال عدة منشورات عبر حسابه على موقع فيسبوك، أدعى خلالهما أن مبادرته تقوم على زواج الرجل لصديقات زوجته إذا طلقن من أزواجهن، أو زواج العازب لعازبة وصديقتها، وأوضح مهران، أن زواج البارت تايم، هو زواج شرعي تتنازل فيه الزوجة عن الحق في المبيت، مضيفًا: سلفى صاحبتك زوجك يتجوزها بالحلال وتشاركك الحياة، ولو صاحبتك غالية عليكي ومن غير جواز اتجوزوا سوا راجل واحد، المهم الحياة تستقر بينكم، وعقب اعلانه عن المبادرة سادت حالة من الجدل الممزوج بالسخرية بين رواد التواصل الاجتماعي.

من جانبه قال المستشار وائل نجم المحامي بالنقض، وسكرتير مفوضية الأمم المتحدة بمصر والشرق الأوسط، إنه بصدد التقدم بمذكرة إلى النائب العام، ، ضد أحمد مهران، صاحب مبادرة "زواج البارت تايم"، لما فيها من أفكار فاسدة تهدف لهدم المجتمع وتحرض على الفسق والفجور.

وأضاف نجم أن أحمد مهران، لا يحق له إطلاق مثل هذه المبادرات الشديدة الحساسية،" هو أي حد يطلع يدمر المجتمع ويفسده ويقولي مبادرة"، فهذا عبارة عن دعوة علنية ومقنننة للزنا.

واوضح نجم يوجد شخص من مدعي الشهرة كان يدعم زواج الزنا ورد عليه الأزهر الشريف ودار الإفتاء لما يدعو له من ارتكاب ذنوب ومعاصي وراء الفكرة التي يناشد بها، فقام بتطويرها وأطلق عليها مسمى زواج البارت تايم، على الرغم أن الزواج ده ميثاق غليظ محدش ينفع يدخل فيه واللى هو بيعمله ده بيفتح لنا بوابة كبيرة للزنا وطريق عريض ليضرب المجتمع في عمق العادات والتقاليد الخاصة بنا.

وأشار نجم أن عقد الزواج يصبح صحيحا وشرعيا حينما يكون مؤبد وغير مشروط بأي وقت وذلك لأنه لا يجوز شرعا أن يتقابل شخصين ويمارسون العلاقة الجنسية ومن ثم ينفصلون، ويعرف مفهوم الزواج بأنه تكوين أسرة لضمان حياة مستقرة ومستمرة وفي حالة ارتباطه بمدة زمنية يعتبر فاسدا شرعيا

وأشار نجم، إلى القانون الذي صدر منذ فترة الذي يلزم كل من يضلل وسائل الإعلام أو استضافة شخصيات في برامج دينية غير علماء الدين أو الأساتذة المعروفين، دفع غرامة تتراوح بين 20 ألف جنيه إلى 100 ألف جنيه لذلك طالب المستشار وائل نجم بضرورة إصدار قانون يحسم كل من يحاول الإفتاء في أمر دون علم أو دون أن يكن عالم متخصص

وقال نجم: وهنتكاتف أنا وبعض المحامين لتقديم بلاغ ضده لأن ده بيهدد الأمن العام وبيغير العادات والتقاليد اللى اتربينا عليها وبنعلمها لولدنا.

واضاف نجم بان الزواج اساسه الاستقرار والديمومة و المراة هي كائن محترم ولها كل التقدير فكيف يتم التعامل معها وبمشاعرها بتلك الطريقة السخيفة، والزواج ميثاق غليظ لا يجوز العبث به، وعقد الزواج حتي يكون جائز لابد من قصد التأبيد فيه، وعدم ربطه بوقت لأن ذلك لا يجوز شرعًا ولأن الزواج شرعًا القصد منه بناء أسرة وإقامة حياة مستقرة تستمر وتحفظ الأسرة، ولو ارتبط عقد الزواج بمدة معينة، فذلك يفسد العقد، كما انه لا يجوز الزواج لجزء من الوقت لأن ذلك يفسد الزواج لأن القصد منه الاستمتاع فقط لجزء من الوقت وهذا يعد استهانة بالأعراف، وسقوط لشرعية الزواج.

من جانبه قال ايمن محفوظ المحامي بالنقض والإدارية والدستورية العليا، ان هناك أنواع من الزواج التي ابتدعها أحد الأشخاص بدأت من زواج التجربة وانتهى الأمر إلى دعوات زواج «البار تايم وزواج سلفيني جوزك»، مؤكدا انها دعوات غير شرعية وتعتبر من أبشع الجرائم التي ترتكب في حق المجتمع المصري

وأضاف محفوظ ن تلك الدعاوي ترتدي رداء الشرع باستغلال

النصوص المقدسة بهدف نشر الفسق والفجور تحت أسم المباح شرعا، مؤكدا أن من أكبر الكبائر تحييد الشرع عن غرضه من أجل دعوات الرخص للشهرة والمال، لجعل الزنا في إطار شرعي

وأكد محفوظ ان المادة 1 من قانون مكافحة الدعارة، تؤكد أن كل من حرض غيره على ارتكاب الدعارة أو ساعده بقصد ارتكاب الفسق والفجور وتنص المادة 14 و15 «كل من أعلن بأى طريقة من طرق الإعلان دعوة تتضمن إغراء بالفجور أو الدعارة يعاقب بالحبس 3 سنوات

وأشار محفوظ إلى يجب تفعيل ما تنص عليه القوانين ضد من ينتهكون قيمة الرباط المقدس وتحويله إلى زنا مغلف بإطار قانوني، ولكن القانون سيقف لتلك الدعوات بالمرصاد ويفسد محاولاتهم الشيطانية، مطالبا المجلس الأعلى للأمومة والطفولة تقديم بلاغات ضد مروج تلك الدعوات وتجريم ظهوره في إعلامي

وأوضح محفوظ بان صاحب تلك المبادرة دائما مايؤكد انه حاصل على دكتوراة وهي دكتوراة شرفية للبريستيج وليس للعمل في القانون، وله اكتر من فيديو وهو يتحدث على القنوات المناهضة للدولة مثل الجزيرة، كما فجر ايمن محفوظ مفاجاة حينما قال بان صاحب مبادرة البارت تايم كان قد حرض الصحفيين على اقتحام مبنى نادي الزمالك اثناء ازمة الغاء اشتراكاتهم من قبل مرتضى منصور رئيس النادي وقتها وكان ذلك في نقابة الصحفيين بحسب ماقاله محفوظ

من جانبه قال الدكتور إبراهيم حسين الإسنوي مدرس الفقه العام بجامعة الازهر وعضو المتابعة والمراقبة بمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية: إن الزواج في الشريعة الاسلامية مبني على الدوام والاستقرار عملا بقول الله تعالي "وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً" فقوله تعالى: لتسكنوا إليها يبين لنا قوة وأثر دوام الزمان واستقراره في العلاقة الزوجية التي سمّى الله عقدها ميثاقا غليظا فالزواج علاقة سكن وتكامل مبناها الرحمة والمودة لتنتج الفرد والأسرة الصالحة والنافعة للمجتمع والبشرية جميعا.

وأضاف الاسنوي: ولا شك أن النية بإقامة مقاصد وغايات الزواج السامية شرط أساسي فيه غير الأركان المعروفة للجميع من الإيجاب والقبول والشهود والولي وغير ذلك مصدقا لقول النبي صلى الله عليه وسلم"إنما الأعمال بالنيات" فما هي نية هذا الزوج هل النية فيه إقامة أسرة واستقرارها أم مجرد إفراغ الشهوة كما يدعو صاحب فكرة "زواج البارت تايم" دون أي مراعاة للحقوق الإنسانية لتلك الزوجة مما أوجبه الله تعالى لها من الرحمة والمودة والسكن إليها وغير ذلك ؟!!

وأشار الإسنوي بأن فكرة "زواج البارت تايم" مع مخالفتها الصريحة لمقاصد وأحكام الشريعة السامية فما هي إلّا هدم للقيم والأخلاق والحقوق الإنسانية إذ تجرد تلك الفكرة الإنسان ذكرا وأنثي من آدميتهما وتكريم الله لهما وتميزهما إلى مجرد سُعاة وراء إفراغ الشهوات الحيوانية ولا ذلك فحسب بل تجرد تلك الفكرة أيضا المرأة من صيانتها وكرامتها وتدعو إلى امتهانها والتقليل من شأنها واستخدامها كمجرد آلة ووعاء لإفراغ الشهوات الحيوانية فقط لا غير دون أدني مسئولية أو مراعاة لكرامة وشأن المرأة وهو ما يرفضه الإسلام وكل الأعراف الإنسانية جملة وتفصيلا.

واختتم الإسنوي تصريحاته قائلا: هذه المبادرة هي ترويج للمفاسد ولضياع القيم والأخلاق والأعراف الإنسانية وامتهان للمرأة وانتقاص من حقوقها وكرامتها ومكانتها التي حفظتها لها الشريعة الإسلامية السمحة ..

فيما قالت اميرة طنطاوي الكاتبة والباحثة في شئؤون المرأة ؛ بان زواج البارت تايم وسلفيني زوجك ، كلها مسميات لا تدل الا علي النظرة الدونية للمرأة وللرجل ايضا وهدفها إثارة البلبلة فقط ومزاعم شهرة لصاحب الفكرة ، حيث أن من خلال تعبيراته يتضح لنا كم تشوه مفهوم الزواج بالنسبة له وايضا رؤية صاحب المبادرة لدور الزوجة في المجتمع ودور الزوج ، بحيث يطرح فكرة الزواج محدد شرط عدم الإقامة فاصبح الجنس مقابل المال في إطار زواج موثق رسمي حلال.

واضافت طنطاوي للزمان بان تلك الفكرة شبيهة بفكرة زواج الشواطىء الذي قد جرمه الأزهر ، وزواج الشواطيء معروف ان الشباب الصغير يتزوج من اجنبيات كبيرات في السن من أجل متعتها الجنسية مقابل الأموال باتفاق مسبق حيث اتذكر ان شابا واحدا تزوج اكتر من ٥٥ مرة في احد الحالات.

وأشارت طنطاوي زواج البارت تايم لا يعرف كزواج اطلاقا فالزواج ليس قائم علي علاقة جنسية فقط ،بل الهدف بناء أسرة فكيف تتم تربية الأطفال بدون شرط الإقامة وكيف سيقوم بالقوامة والقيام علي خدمة اهل منزله من رعاية وتوفير احتياجاتهم؟ ام أن الزواج هو احتياج جنسي فقط؟ وكيف حتي لنا نضمن الزوج انه سوف يكون علي مستوي الأداء الجسدي المطلوب فقط للزوجة المتنازلة عن جميع حقوقها وقبلت كزوجة ثانية كل تلك المهانة من اجل العلاقة الحميمية لاعفافها ؟ هل سيجيد اعفافها ام انها ستجربه كسابق مبادارته بزواج التجربة؟، وماذا يضمن لنا ان الزوج لن يشترط عدم الإنجاب وما الذي سوف يجعله مقبلا علي الإنجاب بتلك الطريقة من الأساس؟.

وأوضحت طنطاوي بأن زواج البارت تايم فكرة تخدم ذكورية الذكور فقط فلا تستطيع أن تطلق صفة رجل علي اب او اخ يوافق علي زائر ليلي لابنته او اخته يوما اسبوعيا بعقد شرعي من أجل الجنس، لا من عاداتنا ولا تقاليدنا ولن يقبل بها الرجال قبل النساء،

ثم من اتي له بفكرة ان المطلقات اللاتي يزدن عن اثنتي مليون مطلقةكما يدعي ترغب في الزواج من متزوج من الأساس؟، لماذا يفكرهو بدلا عن المطلقات وما خبرته الاجتماعية التي تخوله إطلاق العنان لخياله لإيجاد حلا لهن ؟، كما ان النسبة الأكبر من حالات الطلاق هي عن طريق الخلع ! ف هل من اختلعت وتنازلت عن حقوقها وكانت معنفة كمثال اغلبهن وتركت الجمل بما حمل سوف تقبل بمثل هذا النوع من الزواج الرخيص،

هل من اختلعت من رجلا سوف تقبل بل وتشترط ان يكون متزوجا لأجل من ان تقوم "بسلفه" من صديقتها المتزوجة وكأنه زوج من الاحذية ولا زوج رب أسرة انسان له ماله وعليه ماعليه من حقوق وواجبات تجاه أسرته؟، انها نظرة حيوانية اكثر من كونها دونية لكل من الرجل قبل المراة "من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا او ليصمت"، ما كان لانسان ابدا ان يقبل بمثل تلك المقترحات والمبادرات يكون عاقل كاملا للأهلية ذا نخوة وادراك ولا حتي يمكننا أن نطلق عليه مصرياً.

واختتمت طنطاوي تصريحاتها فقالت لن يعود سوق الجواري ولا الرق لمصر ابدا لانه لم يكن ابدا بمصر سوقا للنخاسة ! ان البلاد تتقدم في مجال حقوق المرأة والطفل والدولة تسعي جاهدة من أجل تمكين المراة الاقتصادي والسياسي والاجتماعي وقد نالت المراة في عهد القيادة السياسية الحديثة للجمهورية الجديدة العديد من القوانين التي تحميها وتحول دون الجور عليها او اقتناص حقوقها بل ان ملف المراة المصرية ذو الاولوية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة للمساواه بين الجنسين في شتي المجالات، وتسير الحكومة علي خطي ثابتة واتخذت إجراءات جريئة من سن قوانين لحماية المراة المصرية من التحرش والختان ولازالت تعمل علي قوانين احوال شخصية ينسق العلاقة بين الزوجين ولا ننتظر من اشخاص هدفهم شهرة ان يضعوا لنا حلولا فا الدولة لديها حلولا مدروسة لن تتعدي فيها علي كرامة المراة او الأسرة المصرية بل ستحافظ عليها من امثاله.